تعيش نحو عشرين مدينة وبلدة ومنطقة في سورية حالياً تحت حصار، معظمه تفرضه قوات النظام المتهمة باللجوء إلى هذا الأسلوب لإجبار الفصائل المقاتلة على إلقاء السلاح. ودخلت الخميس قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية إلى مدينة داريا في ريف دمشق للمرة الأولى منذ بدء قوات النظام حصارها على المدينة عام 2012، وفق ما أعلن مسؤول في الهلال الأحمر السوري لوكالة فرانس برس. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أعلن في وقت سابق أن الحكومة السورية أبلغت الأممالمتحدة بموافقتها على دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة في نهاية حزيران (يونيو). ووفق الأممالمتحدة، يعيش حوالى 600 ألف شخص في 19 منطقة محاصرة في البلاد التي دمرتها الحرب، 452 ألفاً و700 شخص منهم يحاصرهم الجيش السوري، خصوصاً في ريف دمشق، و110 آلاف محاصرون من تنظيم «داعش» في دير الزور (شرق)، و20 ألفاً من «جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة أخرى في محافظة إدلب (شمال غرب)، و10 آلاف من قوات موالية للنظام وجماعات مسلحة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. داريا تبعد نحو عشرة كيلومترات من العاصمة، وتشكّل معقلاً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ عام 2011، ومن أولى المدن التي فرض عليها حصار (تشرين الثاني - نوفمبر 2012). ولهذه المدينة أهمية استراتيجية بالنسبة إلى قوات النظام كونها ملاصقة لمطار المزة العسكري حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية. ودخلت قافلة المساعدات الأولى التي تحمل مواد غذائية منذ عام 2012 إلى داريا الخميس. وفي الأول من حزيران الجاري، وفي إطار هدنة من 48 ساعة، دخلت قافلة المساعدات الأولى إلى مدينة داريا، ولكن من دون أن تتضمن مواد غذائية. مضايا هي من المدن الأكثر تضرراً. يعيش فيها أكثر من 40 ألف شخص تحت الحصار منذ أشهر، ومات فيها 46 شخصاً نتيجة الجوع بين 1 كانون الأول (ديسمبر) 2015 ونهاية كانون الثاني (يناير) 2016، وفق منظمة أطباء بلا حدود. معضمية الشام مدينة تسيطر عليها فصائل معارضة تقع جنوب غربي دمشق وتحديداً في الغوطة الغربية. حاصرتها قوات النظام منذ مطلع عام 2013 قبل أن يتم التوصل إلى هدنة بعد نحو عام، ما أدى إلى تحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها. لكن الأممالمتحدة أعادت تصنيفها ب «المحاصرة» في كانون الثاني بعد تشديد الجيش السوري الحصار الذي يفاقم النقص في الأغذية. وهناك مناطق أخرى عدة في ريف دمشق تسيطر عليها فصائل مسلحة وتخضع للحصار، مثل الزبداني ودوما، وعربين وحرستا وزملكا في الغوطة الشرقية. وفي محافظة حمص في وسط سورية، تعاني مدينتا الرستن وتلبيسة من حصار خانق تفرضه قوات النظام. الفوعة وكفريا بلدتان شيعيتان مواليتان للنظام في محافظة إدلب، تحاصرهما فصائل إسلامية. وسعت الفصائل إلى ربط مصير هاتين البلدتين بمصير الزبداني ومضايا، مطالبة بإرسال مساعدات إلى الزبداني ومضايا في كل مرة تصل مساعدات إلى الفوعة وكفريا. وفي نيسان (أبريل)، تم إجلاء 250 شخصاً من مضايا والزبداني والكثير من الأشخاص من الفوعة وكفريا وتم إيصال مساعدات إلى تلك المناطق. ومع بداية شباط (فبراير)، تمكن الجيش السوري مدعوماً بالطائرات الروسية من كسر الحصار الذي كانت تفرضه فصائل إسلامية منذ أكثر من ثلاث سنوات على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب (شمال). دير الزور يحاصر تنظيم «داعش» منذ كانون الثاني 2015 مدينة دير الزور التي يعيش فيها أكثر من مئتي ألف شخص. وحقق التنظيم المتطرف تقدماً في مدينة دير الزور مسيطراً على أحياء عدة وبات موجوداً في أكثر من 60 في المئة منها. ومنذ بداية نيسان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو في دير الزور. وتمكّن النظام أيضاً من إدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة التي يسيطر عليها في دير الزور من خلال الجو، بواسطة مروحيات سورية أو روسية.