كشفت دراسة حديثة أن جيل الألفية الجديد في المملكة العربية السعودية يعزف وبنسبة كبيرة عن مشاهدة التلفزيون والاذاعة، وأن حقبة العصر الرقمي الجديد أفضت إلى نشوء عدد من التوجهات التي ساهمت في وجود تحول شديد التباين في متابعة وسائل الإعلام لدى الأجيال المختلفة في المملكة. وأكدت الدراسة التي أعدتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، أن سهولة توافر المعلومات ووسائل الاتصال الشبكي لدى الجميع أدى إلى تراجع بنسبة 10% من جيل الألفية من مواليد 1981 إلى 1994م في المملكة العربية السعودية لا يشاهدون التلفزيون على الإطلاق، وأن 51% من الفئة العمرية نفسها لا يستمعون للإذاعة. وتؤدي نتائج الدراسة التي تركز على توجهات متابعة الوسائل الإعلامية في المملكة العربية السعودية بمشاركة 1555 مشاركا سعوديا تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 65 عاماً- إلى تحفيز إجراء تغييرات جذرية في المشهد الإعلامي السعودي، حيث ستسهم هذه الدراسة في إعادة رسم ملامح هذا القطاع الهام. وأشارت الدراسة إلى أنه في الوقت الذي يزداد فيه عدد السعوديين من جيل الشباب الذين لا يقرأون الصحف الورقية، تحتفظ منصات إعلامية تقليدية مثل التلفزيون بشعبيتها بالنسبة لجيل ما بعد الألفية وباقي الجمهور السعودي من كافة الفئات العمرية. ولعل الدليل على ذلك هو ما تضمنته الدراسة من أن 95% من أبناء جيل ما قبل الألفية و89% من جيل ما بعد الألفية في المملكة العربية السعودية، يشاهدون التلفزيون. وبخصوص الوقت الذي يمضيه الأشخاص أمام شاشة التلفزيون، أوضحت الدراسة أن أكثر من ثلث من شملتهم الدراسة في السعودية (38%) يمضون أكثر من ساعتين يومياً في مشاهدة التلفزيون. وتشير هذه النتائج إلى أن السعوديين من مختلف الأعمار يعتبرون التلفزيون واحداً من وسائل الترفيه الأساسية، وذلك على الرغم من الأرقام القوية التي حققتها وسائل الإعلام الرقمية. وتقل أهمية التلفزيون بالنسبة إلى أبناء جيل ما بعد الألفية مقارنة بالمنصات الإلكترونية، وذلك فيما يتعلق باستهلاك محتوى الفيديو الطويل: حيث أن 42% من أبناء جيل ما بعد الألفية و30% من أبناء جيل الألفية ممن شملتهم الدراسة يمضون أكثر من ساعتين يومياً في مشاهدة الفيديوهات الطويلة عبر المنصات الإلكترونية. و15% فقط من أبناء جيل ما قبل الألفية ممن شملتهم الدراسة، أنهم يمضون أكثر من ساعتين في القيام بالأمر نفسه. وفي حين أن 18% من أبناء جيل ما بعد الألفية في السعودية يفضّلون متابعة محتوى الفيديو على التلفزيون، تعتمد النسبة المتبقية والتي تبلغ 82% على المنصات الرقمية، وهذا يبرز بشكل واضح التباين الكبير في السلوكيات بين أبناء الأجيال المختلفة، وقد يشير أيضاً إلى أن التنامي السريع لمحتوى الفيديو على الإنترنت قد يؤدي بالنهاية إلى أن يكون المحتوى التلفزيوني زائداً عن الحاجة. وفيما يتعلق بالصحف الورقية في المملكة العربية السعودية، تشير الدراسة إلى أن معدلات قراءة المطبوعات أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالأجيال المتقدمة في العمر. حيث بلغ معدل الذين لا يقرؤون الصحف الورقية من جيل ما بعد الألفية 61% مقارنة ب 25% من أبناء جيل ما قبل الألفية و40% من أبناء جيل الألفية. وفي الواقع، فإن أبناء جيل ما بعد الألفية يحصلون على الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وفي دلالة على صحة ذلك، يمضي أبناء جيل ما قبل الألفية وأبناء جيل الألفية قدراً أكبر من الوقت على المنصات الرقمية-في قراءة الأخبار-مقارنة مع جيل ما بعد الألفية. حيث يمثل 66% من أبناء جيل ما قبل الألفية و59% من أبناء جيل الألفية الذين شملتهم الدراسة، أنهم يمضون أكثر من 30 دقيقة يومياً في قراءة الأخبار عبر الإنترنت، في حين أشارت الدراسة إلى أن 40% فقط من أبناء جيل ما بعد الألفية يقومون بالأمر ذاته.