في كثير من الأحيان، نجد أن هناك منتخبات وفرقاً تملك لاعبين مميزين مهاريين وهدافين، لكنها تخسر أو على الأقل لا تربح في مباريات الحسم!! الهدف من تلك السطور السابقة هو التأكيد على أن منتخبات النجم الأوحد لم يعد بمقدورها تجاوز مرحلة المجموعات وفي هذه الفترة بالذات تحتاج إلى تكامل فني داخل الملعب؛ لتسير بدفة الفريق إلى الأمام.. مهما توفر لدى النجم الأوحد من مهارة لكنه في النهاية لن يكون بمقدوره تحمل المسئولية بمفرده. هذا الكلام ينطبق على منتخبات مثل البرتغال وكذلك السويد التي دخلت العرس الأوروبي معلقة كل آمالها على العملاق زلاتان ابراهيموفيتش المهاجم الفذ صاحب القدرات الفنية والبدنية الخارقة، إلا ان كل محاولاته باءت بالفشل لقيادة السويد إلى الدور الثاني ليودع احفاد الفايكنج البطولة مبكراً. ما حدث مع السلطان «إبرا» ينطبق بحذافيره على نجم البرتغال الأوحد كريستيانو رونالدو، فمصيبة أن تُقاتل في كرة القدم دون أن تملك قذائف محلية الصنع أو مستوردة، فكل محاولتك لن تتعدى الدوران في محيطك، وإن زرت الخصم فلن تتعدى الخط الأمامي له. باختصار رغم سيطرة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في كأس الأمم الأوروبية طولًا وعرضًا أمام النمسا إلا أنه كان مريضًا أمام الشباك النمساوية التي لم تجد من يترجم هذه الفرص إلى أهداف. البرتغال خرجت بتعادل مخيب لآمال جماهيرها أمام النمسا لتتضاءل فرصة انتقالها للدور الثاني وان لم يتلاش الأمل بشكل كامل، وكان بامكان الاسطورة الكروية رونالدو ان يتحول لبطل قومى في البرتغال إذا ما نجح في تسجيل ضربة الجزاء لكنه أهدرها بغرابة شديدة لتزداد معاناته كما حدث في كأس العالم 2014 بالبرازيل. وقع الصدمة على رونالدو كان كبيرا جدا بعدما منعه حارس النمسا من دخول التاريخ من أوسع أبوابه؛ لان نجم ريال مدريد صاحب الشهية التهديفية العالية أضاع ركلة جزاء، وأهدر فرصة ذهبية كانت ستدخله تاريخ نهائيات كأس أوروبا وتضع منتخب البرتغال على مشارف التأهل لانه كان سيصبح أول لاعب يسجل في أربعة نهائيات متتالية. رونالدو ناجح في تحطيم الأرقام القياسية حتى الآن والتي كان آخرها تحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات التي يخوضها أي لاعب في بطولات كأس الأمم الأوروبية حيث كانت المباراة السادسة عشرة له، كما انفرد بالرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب مع المنتخب البرتغالي - 128 مباراة مقابل 127 مباراة للويس فيجو- لكن وبالرغم من ذلك يعاني رونالدو من فقدان الهوية. بصراحة شبح ميسي يطارد رونالدو في كل مكان بدليل هتاف مشجعي منتخب النمسا لميسي للنيل من معنوياته، ودعونا نكن أكثر صراحة ونعترف بان ميسي تفوق على رونالدو، بعدما قاد راقصي التانجو الى نصف نهائي كوباامريكا وتمكن من معادلة رقم «باتيجول» رافعاً رصيده الى 54 هدفاً بقميص التانجو، واذا لم يستفق رونالدو من ثباته فإنه لن يذهب بعيدًا في كأس أوروبا. كم هو مؤلم لعشاق «الدون» أن يروا نجمهم المفضل يترنح وجمهوره يختلف، والكلام يعلو في الفضاء، ومستطيل برازيل اوروبا «يئن». لكن الفرصة لا تزال مواتية أمام الدون لدخول التاريخ بالتسجيل أمام المجر في الجولة الأخيرة وانقاذ سمعة بلاده الكروية. لكن الجميل في رونالدو انه تغلب على أحزانه وسمح للمشجع الذي اقتحم ارض الملعب بالتقاط صورة سيلفي معه رغم ما يعتريه من ألم وحسرة.. هكذا هو النجم الحقيقي!!.