تعرف 200 ممارس صحي من مختلف المراكز الصحية والمستشفيات في الشرقية واطباء الامتياز على الطريقة المثلى والاستخدام السليم للمضادات الحيوية بكافة انواعها وطرق استخدامها والكمية والايام المحددة. جاء ذلك في افتتاح ورش العمل صباح امس التي اقيمت في المجمع السكني بالمستشفى الجامعي والتي تقام ضمن فعاليات اللقاء العلمي السادس والعشرين، الذي يفتتح صباح اليوم برعاية مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش وحضور عدد من المتخصصين في الامراض المعدية ومكافحة العدوى من مختلف المؤسسات الصحية في المملكة وخارجها. وقالت الدكتورة هدى عبدالرحيم بخاري رئيسة الجمعية السعودية للأمراض المعدية والاحياء الدقيقة واستشارية امراض معديه ورئيسة قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الدمام: ان هناك للأسف سوء استخدام للمضادات الحيوية من قبل الممارسين الصحيين والمرضى مقدمةً النصح للأطباء الجدد بألا يتسرعوا في صرف المضادات الحيوية للمرضى ولا اقوى المضادات الحيوية في جميع الاوقات ويجب عليهم ترشيد استخدامها. واضافت: ان المضادات الحيوية المتوفرة في الاسواق هي لأنواع معينة فقط ومحددة والانتاج منها محدود بخلاف ادوية الضغط والسكر والكوليسترول وغيرها فيجب ان نحافظ على هذه الادوية وخاصة المضادات الحيوية الموجودة لأنه لا يوجد منها الجديد، وارجعت الدكتورة البخاري ذلك الى ان المضادات الحيوية ادوية غير مربحة للشركات خاصة التي تضاف في المغذي ولكن غيرها من ادوية الضغط والسكر ذات الاستخدام المزمن فتكون ذات مدخول ممتاز لشركات الأدوية، لأنها تفكر بمدخولها ولا تفكر بالأدوية ذات الدخل القليل وان ذلك يكبدها خسائر كبيرة لإنتاج أي دواء معين من جانب التحاليل والدراسات، وفي حين وصول الدواء الى الاسواق يكون قد صرف عليه مبالغ طائلة ولا تجد فيه الربح الكافي لأنها تتجه الى الادوية ذات الربح العالي، ولا تنظر الى ادوية المضادات الحيوية فلا بد ان نحافظ عليها لأنه ليس لها بديل وترشيد استخدامها للأطباء والممارسين الصحيين هو الحل الامثل. اما نسبة الاطباء المتقيدين بصرف المضادات الحيوية بالشكل المطلوب فذكرت انه للأسف في جميع انحاء العالم النسبة سيئة وليست في المملكة فقط، ومثلا في امريكا يصرفون 3 مليون دولار على التهابات الحلق والتي اغلبها فيروسية. ولدينا في المملكة صرف الادوية في الصيدليات من غير وصفات طبية وهذا يؤدي الى سوء استخدامها. اما ورشة العمل الثانية فكانت عن "مكافحة العدوى" وذكرت الدكتور هدى البخاري ان مكافحة العدوى امر مهم جدا لمكافحة الامراض بالنسبة للمريض، والاهم ان يدخل المريض المستشفى ويخرج من دون أي امراض واحيانا يدخل المريض لعملية بسيطة ويخرج بالتهاب رئوي او التهاب في الجرح، وبدل ما يدخل يومين تزيد المدة وهذا ما نشاهده في بعض امراض العصر مثل كورونا وغيرها، حيث ان مريضا واحدا ينقل العدوى لطاقم كامل وبقية المرضى وهذا يؤدي الى كارثة، ونحن في هذه الورشة ندرب الممارسين الصحيين على الطرق المناسبة لمكافحة العدوى وكيفية التعامل مع المرضى في مثل هذه الحالات والوقاية منها. وأشارت الدكتورة هدى البخاري الى ان اكثر ما يصيب المريض بعد خروجه من المستشفى هو التهاب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ونعمل على تثقيف الممارسين الصحيين على كيفية التعامل مع تلك الحالات، اما عن نسب الوعي لدى المرضى او المواطنين بشكل عام فابانت البخاري ان الوعي بدأ يتحسن وهو في الطريق الصحيح، وهناك تقبل لعدم صرف المضاد الحيوي والحملات التوعوية هي بحد ذاتها تقدم الوعي ومن الواضح ان الكثير من المرضى يستخدمون المعقمات بشكل اكبر وافضل من السابق. من جانبها اوضحت الدكتورة سارة محمد الورثان استشارية الباطنية والامراض المعدية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر اهمية توعية الممارسين الصحيين وكافة افراد المجتمع بالاستخدام الامثل للمضادات الحيوية، وذلك لما له من خطر على الصحة العامة ويؤدي لظهور الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية وهي مشكلة عالمية.