قالت مصادر من داخل المعارضة السورية المسلحة، إن المفاوضات ما زالت مستمرة بين وفد حركة أحرار الشام والوفد الإيراني الممثل للنظام السوري وحزب الله اللبناني، وهناك اتفاق على عدة نقاط وتقدم في المفاوضات، وقال مقاتلون معارضون أنزلوا خسائر فادحة بقوات الرئيس السوري بشار الأسد: إن تدخل روسيا دعما لحليفها لن يؤدي إلا إلى تصعيد الحرب، ودفع نشر روسيا لقوات تابعة لها إلى إعادة تقييم الحرب فيما بين قوى المعارضة التي حققت تقدما في غرب سوريا في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يكون العامل الذي حفز موسكو على اتخاذ قرار إرسال قوات إلى سوريا، وقتل العشرات بقصف النظام سوقا شعبية بحلب، واتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية من موسكوسورياوإيران بالسعي لفتح "جبهة ثانية" في مرتفعات الجولان. قصف صاروخي ميدانيا، قتل 32 وجرح آخرون، أمس، إثر قصف شنته قوات النظام السوري على سوق شعبية وسط حي الشعار في حلب شمال سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام جددت القصف على حي الشعار بالتزامن مع عمليات إسعاف المصابين وإخلاء الجرحى وعمليات إنقاذ العالقين. وأشار المصدر إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود إصابات خطيرة ضمن عشرات الجرحى. وكان حي الشعار الحلبي تعرض، الأحد، لغارة من قوات النظام قتلت أربعة مدنيين، بينهم طفلان وامرأة، إضافة إلى جرح ستة، كما سقط ستة جرحى بغارة جوية مماثلة على حي بستان القصر، وتزامن ذلك مع إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة على حيي القاطرجي والحيدرية. كما تعرضت سوق شعبية في حي الميدان بمدينة حلب، أمس، لقصف بقذائف مجهولة أوقعت 14 قتيلاً و15 جريحاً بحسب ناشطين. دمشق وحمص وقتل ثلاثة بينهم طفل وسقط عدد من الجرحى بقصف طيران النظام الحربي مدينة عربين بريف دمشق، بحسب ما أفادت شبكة سوريا مباشر اليوم. وجددت القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد قصفها على مدن وقرى تلبيسة والحولة وأم شرشوح والهلالية وحوش حجو في ريف حمص الشمالي بقذائف الهاون والدبابات، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين وفق ما أفادت وكالة مسار برس المعارضة. كما أدى انفجار لغمين فجر أمس الإثنين، داخل نقاط تمركز قوات النظام في غرب تل أبو السلاسل شمالي حمص إلى مقتل العديد من عناصرها، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في جبهات تلبيسة الشرقية. وفي ريف حمص الشرقي، قصف طيران النظام الحربي بالصواريخ الفراغية الأحياء السكنية في مدينة تدمر والقريتين، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح، وترافق ذلك مع اشتباكات بين تنظيم داعش وقوات النظام بريف تدمر الغربي، أسفرت عن مقتل جنديين من النظام. كما تواصلت معارك الكر والفر بين الطرفين في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل، ىوسط قصف بقذائف الدبابات استهدف المنطقة مصدره نقاط تمركز قوات النظام في محيط جبل الشاعر. وفي مدينة حمص، أفادت مسار برس أن حي الوعر شهد هدوءا نسبيا باستثناء بعض الرشقات النارية، مصدرها قوات النظام المتمركزة في برج "الغاردينيا". وكان حي الوعر تعرض، منتصف الليلة قبل الماضية، لقصف بقذائف الهاون والدبابات من قبل قوات النظام المتواجدة في الكلية الحربية وبساتين الحي، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. من ناحية أخرى، أفاد ناشطون أن تنظيم الدولة استهدف بسيارة مفخخة حاجزا لقوات وحدات حماية الشعب الكردية على المدخل الجنوبي لمدينة رأس العين بريف الحسكة، في حين أفاد مراسل الجزيرة نت أن طيران النظام الحربي شن سبع غارات على مدينة الرقة معقل تنظيم داعش مما أوقع قتلى وجرحى. نتنياهو في موسكو وفي موسكو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو: إن سورياوإيران تحاولان تكوين "جبهة ثانية" في منطقة مرتفعات الجولان المتنازع عليها على الحدود بين إسرائيل وسوريا. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن نتنياهو القول :"تحاول إيران، بمساعدة الجيش السوري، تكوين جبهة ثانية في مرتفعات الجولان ضدنا (إسرائيل)". ورد الرئيس الروسي بأن الجيش السوري غير قادر على التقدم نحو إسرائيل نظرا لانشغاله بمحاولة الحفاظ على الحكومة السورية المنهمكة في حرب أهلية. وقال بوتين، خلال محادثات في موسكو كان من المتوقع أن أركز على الدعم العسكري الروسي للحكومة السورية :"نعلم أن الجيش السوري وسوريا ككل في حال لا يمكنها معه فتح جبهة أخرى. إنهم على الأرجح يعملون على إنقاذ حكومتهم". وكان نتنياهو يرغب في لقاء بوتين حتى يؤكد أن نقل الأسلحة الروسية إلى سورية على طول الحدود الشماليةالشرقية لإسرائيل، يهدد أمن الدولة اليهودية. وتخشى إسرائيل من أن ينتهي الحال بهذه الأسلحة إلى أيدي حركة حزب الله في لبنان أو جماعات مسلحة متحاربة مع إسرائيل. ورافق نتنياهو إلى موسكو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال جادي أيزنكوت ورئيس الاستخبارات العسكرية الميجور جنرال هيرتسي هاليفي. التدخل الروسي ويقول مقاتلون من المعارضة، أجرت رويترز مقابلات معهم: إنهم واجهوا بالفعل مقاومة أكبر من جانب القوات الحكومية غرب البلاد وبصفة خاصة المنطقة الساحلية، حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. والآن يتنبأ هؤلاء بأن تزداد الحرب صعوبة بسبب التدخل الروسي. وقال أبو يوسف المهاجر، مقاتل المعارضة الذي يحارب في منطقة اللاذقية، حيث تم نشر قوات روسية في مطار "دخل في حساباتنا أن المعركة ستمتد الآن لسنوات أطول منها من دون الروس." وأضاف المقاتل الذي ينتمي لجماعة أحرار الشام وهي عضو في تحالف حقق تقدما في غرب البلاد الخاضع لسيطرة قوات الأسد "التدخل الروسي جاء لإنقاذ النظام." وقالت موسكو: إن دعمها العسكري لدمشق يهدف لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية ومنع حدوث "كارثة شاملة" في المنطقة. وأرسلت موسكو كميات أكبر من السلاح وأنواعا جديدة من الأسلحة إلى الجيش السوري الذي يعاني من مشاكل تتعلق بالقوة البشرية. ويضاف الدعم الخارجي الجديد للأسد لما تلقاه من دعم من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية التي تقاتل مع الجيش السوري منذ عدة سنوات. وقامت إيران بتعبئة فصائل عراقية وأفغانية لدعم الحكومة. وقال المهاجر: "اليوم لدينا نوع جديد من الجنود يقاتلنا بشراسة وحرفية أكبر... ساحة المعركة تغيرت: فقد أصبحت الآن موطنهم العلوي." وقال مقاتل آخر: "كلما حققنا تقدما صوب الساحل ازدادوا شراسة في المعركة." mيقول بعض المقاتلين: إنه لا توجد بادرة على زيادة الدعم الروسي حتى الآن. ويقول آخرون: إن الهجمات الجوية أصبحت أكثر دقة وظهرت أنواع جديدة من العربات المصفحة. حماية الساحل وقال قائد من جبهة النصرة يستخدم الاسم الحركي أبو أنس اللاذقاني: "المعلومات التي لدينا أن روسيا تولت مهمة حماية الساحل وأنها تقود المعارك التي نخوضها الآن قرب جورين." وجورين مدينة تخضع لسيطرة القوات الحكومية تطل على سهل الغاب وبها قاعدة عسكرية. وقال اللاذقاني: "الوجود الروسي سيغير طبيعة المعركة. وتيرة تقدمنا ستصبح أصعب قليلا." "أفغانستان أخرى" وتقول دمشق حليف موسكو منذ أيام السوفييت: إنها ستطلب قوات روسية للقتال في صفوف قواتها إذا اقتضت الضرورة. وقد نفت وجود قوات مقاتلة روسية على الأرض في الوقت الحالي. لكن مصادر لبنانية مطلعة على الوضع السياسي والعسكري قالت: إن الروس شاركوا بالفعل في عمليات عسكرية. وظهرت بالفعل علامات على رد من جانب المعارضة. ونشر جيش الإسلام وهو من جماعات المعارضة الأكبر مقطع فيديو ،قال، إنه يظهر هجوما صاروخيا على مطار اللاذقية الذي يستخدمه الروس. كما شن جيش الإسلام هجمات جديدة قرب دمشق. كذلك صعد مقاتلون آخرون من المعارضة هجماتهم في محافظة إدلب وفي حلب. وقال مقاتل آخر: إن الروس يجازفون "بأفغانستان أخرى حيث يرسلون جنودا يعودون إليهم في نعوش." وقال أبوغيث الشامي المتحدث باسم جماعة ألوية سيف الشام، إحدى جماعات ائتلاف الجيش السوري الحر في جنوبسوريا: إنه إذا تدخلت روسيا تدخلا كبيرا بما يتجاوز ما تردد في الأنباء حتى الآن فسيمثل ذلك استمرارا للصراع. وقال: "روسيا لا تهدف لحل سياسي. فهي لا تريد إلا الحفاظ على النظام السوري. أما بالنسبة للدول التي تؤيدنا ... فأنا أعتقد أنه سيحدث تغيير في مواقفها تجاهنا من خلال الدعم أو ربما تحول سياسي." وأضافت مصادر المعارضة السورية المسلحة، أن حركة أحرار الشام طالبت الوفد المفاوض بإخراج نحو أربعين ألف معتقل وألف معتقلة، في مقابل السماح لعشرة آلاف شخص بمغادرة بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب شمال غرب البلاد. وفي السياق، نفى المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا أمس ما أشيع عن هدنة مع قوات النظام من قبل جيش الحرمون في ريف دمشق الغربي والممتد إلى ريف القنيطرة. وقال المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا لشبكة سوريا مباشر: إن ما حدث هو مهادنة من قبل أحد الفصائل المشكلة لجيش الحرمون مع أقلية من فصائل أخرى قد عقدت ذلك الاتفاق بطريقة ملتفة بحسب وصفه. إفراج عن أسرى وبحسب المسودة، يطلق النظام سراح خمسمائة معتقل لديه بينهم 325 امرأة و125 طفلا، وينفذ الاتفاق برعاية الأممالمتحدة، وتشكل مجموعة عمل لضمان تنفيذ بنوده.