تمكن مقاتلو المعارضة السورية في الفترة الأخيرة من دفع مقاتلي تنظيم "داعش" خارج المناطق المحيطة بدمشق، إلا أن هؤلاء مازالوا يدافعون عن مواقعهم في ثلاثة أحياء في جنوب العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الاثنين، وقتل 20 عنصرا من قوات النظام السوري في معارك للسيطرة على قرية تل صلبا بريف حماة، فيما أكدت دمشق على لسان وزير خارجيتها ثقتها "بالنصر" بفضل الدعم الروسي، وفي معركة أطلقوها منذ ثلاثة أسابيع، تمكن مقاتلو المعارضة من طرد عناصر التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، من أربع بلدات جنوب شرق دمشق، هي مسرابا وميدعا في الغوطة الشرقية، إضافة إلى يلدا وبيت سحم، وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن مقاتلي التنظيم "تراجعوا إلى أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم في جنوبدمشق"، مشيرا إلى أنهم يتمتعون "بوجود قوي في هذه الأحياء"، وأشار المرصد إلى أن معارك عنيفة اندلعت فجر امس بين عناصر "الدولة الإسلامية" ومقاتلي المعارضة في حيي الحجر الأسود والقدم، وأشار عبدالرحمن إلى أن مقاتلي المعارضة يريدون إنهاء وجود الدولة الإسلامية في المناطق المحيطة بدمشق. ومنذ ظهوره في سوريا في ربيع عام 2013، لم يخف تنظيم «داعش»، سعيه إلى التمدد وبسط سيطرته المطلقة على المناطق التي يتواجد فيها، ويخوض التنظيم معارك عنيفة منذ كانون الثاني/يناير ضد تشكيلات من مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ ثلاثة أعوام. وبات التنظيم الذي أعلن قبل ثلاثة اسابيع إقامة "الخلافة الإسلامية"، يسيطر على مناطق واسعة في شرق سوريا، حيث وضع يديه على العديد من حقول النفط والغاز، إضافة إلى أجزاء من الحدود مع تركيا في الشمال، حيث يخوض أيضا معارك مع المقاتلين الأكراد. معارك حماة وقتل 20عنصرا من قوات النظام السوري في معارك للسيطرة على قرية تل صلبا بريف حماة، فيما قالت لجان التنسيق المحلية: إن خمسة أشخاص قتلوا نتيجة قصف استهدف بلدة اللطامنة في ريف المدينة، ويأتي ذلك وسط احتدام المعارك حول مدينة مورك وفي محيط حقل الشاعر للغاز في ريف حمص، وقال مركز حماة الإعلامي: إن الجيش السوري الحر استعاد السيطرة الكاملة على قرية تل صلبا بعد قتله 20 عنصرا من قوات النظام في معارك السيطرة على القرية، كما تمكن من اغتنام أسلحة وذخائر من قوات النظام، وعلى أطراف مورك بريف حماة الشمالي، تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الجيش الحر وعناصر حزب الله اللبناني وقوات النظام، واستطاع مسلحو المعارضة من خلالها تدمير دبابة للنظام في النقطة الرابعة في محيط مورك، كما قتل عنصران من الجيش الحر في المعارك الجارية على جسر مورك، وقال ناشطون: إن النظام يقوم بتجهيز أرتال عسكرية لإرسالها إلى مورك لدعم قواته هناك عقب فشله باقتحام المدينة لليوم الرابع على التوالي أثناء حملته الأخيرة، كما تشن الطائرات الحربية غارات جوية مكثفة على المدينة. قتلى من المدنيين وأشار مركز حماة الإعلامي إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين عقب قصف مروحيات النظام مدينة اللطامنة بريف حماة، واستهدفت إحدى الغارات سوق الخضار في المدينة، كما شن سلاح الجو ثلاث غارات على بلدة كفر زيتا قرب اللطامنة، وقصفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة قرية عطشان بريف حماة الشرقي، كما قصفت أيضا بأكثر من أربعة براميل متفجرة ناحية العقيربات. وفي دمشق أفادت شبكة سوريا مباشر عن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهة العباسيين في حي جوبر شرق العاصمة دمشق، كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة جبهات في بلدة المليحة وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف يستهدف البلدة، وأفاد ناشطون بوقوع غارات جوية على جرود عرسال وفليطة بالقلمون في ريف دمشق، بينما سقطت قذيفة هاون على حي باب توما شرق العاصمة دمشق، وفي حلب أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى جراء غارة بالبراميل المتفجرة على حي السكري جنوب مدينة حلب، واستهدفت قوات النظام المتمركزة بقلعة حلب -التي تطل على أحياء حلب القديمة- أحياء في باب النصر وشارع العريان بالرشاشات الثقيلة عشوائيا، كما شنت غارات بالبراميل المتفجرة على بلدة بيانون بريف حلب الشمالي وفق ما ذكرته شبكة سوريا مباشر، وأفادت شبكة شام أيضا بسقوط جرحى، بينهم أطفال جراء قصف الطيران الحربي على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي. معركة حقل الشاعر وفي حمص تواصلت المعارك العنيفة حول حقل الشاعر للغاز في حمص بين قوات النظام السوري، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على الحقل الإستراتيجي الخميس الماضي. الفضل الروسي من جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم: «إن ثقة سوريا بالنصر لا تتزعزع بفضل صمود شعبها ودعم أصدقائها وفي مقدمتهم روسيا». ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس الاثنين عن المعلم القول في رسالة بعث بها لنظيره الروسي سيرجي لافروف في الذكرى ال 70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين: إن استمرار العلاقات الرفيعة وتطورها يعود إلى قيامها على أسس مبدئية عمادها الاحترام المتبادل، واحترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومقاصده وحق الشعوب في تقرير مصيرها بمنأى عن أي تدخل خارجي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأعرب عن تقدير بلاده للمواقف الروسية الداعمة لسورية في مواجهة الحرب الكونية التي تتعرض لها، وأضاف أن سورية مصممة اليوم أكثر من أي وقت على دحر الإرهابيين دفاعا عن سيادتها وكرامة شعبها وأمن المنطقة، بعدما ثبت جليا أن الفكر التكفيري يمثل تهديدا جديا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد المعلم تصميم بلاده اليوم أكثر من أي وقت على دحر الارهابيين دفاعا عن سيادتها وكرامة شعبها وأمن المنطقة بعدما ثبت جليا أن الفكر التكفيري يمثل تهديدا جديا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وتعد موسكو أبرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس بشار الأسد، واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) أربع مرات في مجلس الأمن الدولي منذ بدء النزاع السوري، لمنع صدور قرارات تدين دمشق، كما تمد موسكو النظام السوري بالدعم الاقتصادي والعسكري.