واصل جيش الأسد مدعوماً بمرتزقة حزب الله قصف يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة، فيما قررت روسيا تأجيل تزويد سوريا بطائرات «ميغ 29». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان معارك عنيفة دارت امس بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من جبهة النصرة عند تخوم يبرود في منطقة القلمون. وتركزت المواجهات في محيط راس المعرة والساحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة، حيث يحاول الجيش وحليفه الرئيسي حزب الله احكام الخناق على يبرود. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لفرانس برس: ان سلاح الجو «القى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين». ويعتبر حزب الله ان هذه المعركة حاسمة لان السيارات المفخخة التي تستخدم في التفجيرات الدامية التي هزت معاقله في لبنان قادمة من يبرود. وقال ناشطون إن الجيش الحر قتل سبعة عناصر من قوات النظام ودمر آليتين خلال الاشتباكات في قرية السحل بمنطقة القلمون بريف دمشق. من جهتها، افادت شبكة سوريا مباشر باشتباكات عنيفة بين الجش الحر وقوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني في القرية نفسها. وقال اتحاد التنسيقيات: إن دبابات النظام قصفت بشكل كثيف عدة قرى في منطقة القلمون وليس قرية السحل وحدها. وأشار المركز الإعلامي في القلمون إلى أن فصائل معارضة تصدت لليوم الخامس على التوالي لمحاولات قوات النظام المدعومة بمقاتلين من حزب الله اقتحام مدينة يبرود. قرية علوية وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على قرية معان بمحافظة حماه التي كان يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية . وقال المرصد في بيان امس: «تمكنت القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني من استعادة السيطرة على قرية معان التي كان يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية وذلك بعد قصف واشتباكات عنيفة منذ التاسع من الشهر الجاري» . وكانت كتائب جند الاقصى وكتائب اسلامية مقاتلة تمكنت من السيطرة على القرية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الدفاع أدت إلى مقتل 25 مدنيا من اهالي القرية وقتل مالايقل عن 20 من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام يوم اقتحام القرية . قصف دمشق كما قصفت قوات النظام صباح امس بشكل عنيف حي جوبر بدمشق وسط اشتباكات عنيفة دارت في عدة جبهات بالمنطقة، وذكرت شبكة شام أن معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام دارت على المتحلق الجنوبي، كما سُمع دوي انفجارات هزت المنطقة. وفي حلب، تحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى جراء قصف طيران النظام لأحياء الحيدرية وطريق الباب ومساكن هنانو، وأعلنت شبكة شام أن الطيران المروحي ألقى خمسة براميل متفجرة على حي مساكن هنانو تحديدا. وفي حمص، قال اتحاد التنسيقيات: إن قوات النظام استهدفت بلدة الدار الكبيرة بريف المدينة، مشيرا إلى أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قرية البويضة المحررة بريف حماة الشمالي. وفي إدلب، تحدثت شبكة سوريا مباشر عن اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي معرة النعمان وخان شيخون في الريف الجنوبي، كما أوردت أن قوات النظام قصفت مدينة خان شيخون في ريف إدلب بقنابل الهاون. كما قصف قوات النظام براجمات الصواريخ بلدات الغارية الغربية والغارية الشرقية وصيدا بريف درعا، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا وقريتي البويضة والصياد بريف حماة الشمالي. المعارك مع داعش واستؤنفت امس المعارك الدائرة منذ نحو أكثر من أربعة أيام بين قوات المعارضة وتنظيم الدولة «داعش» بعد مقتل سبعة أشخاص وجرح ستة آخرين في تفجيرين استهدفا حواجز المعارضة المسلحة في بلدة الشحيل في ريف دير الزور. وأكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشرقية لهيئة الأركان من دير الزور عمر أبو ليلى أن تنظيم الدولة استهدف كذلك نقطة مراقبة لقوات المعارضة من خلال قنبلة يدوية تسببت في مقتل عناصر من الجيش الحر في المنطقة ذاتها. وأوضح -في اتصال مع الجزيرة صباح امس- أن تحقيق قوات المعارضة انتصارات على تنظيم الدولة في دير الزور دفع التنظيم لتنفيذ عدة عمليات مسلحة ضد المعارضة. وتدور معارك بين جبهة النصرة تحديدا وتنظيم الدولة بمنطقة دير الزور منذ أكثر من أربعة أيام، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي «النصرة» هاجموا مقرات لتنظيم الدولة في بلدة التبني حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط خلالها قتلى وجرحى. كما دارت اشتباكات مماثلة بين الجانبين في محيط مطار دير الزور العسكري وحي الحويقة، بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق في الحي نفسه، وسجلت أيضا معارك بينهما بالقرب من بلدة أخترين وعلى محاور أخرى بريف حلب الشمالي. تأجيل صفقة روسية الى ذلك، قررت روسيا تأجيل تزويد سوريا بطائرات «ميغ 29» المتفق عليها مسبقاً حسب ما كشفته صحيفة «كوميرسانت» الروسية امس. ووفق الصحيفة كشف مصدر مسؤول، أنه سيتم في وقت لاحق تقرير مصير مقاتلات «ميغ-29» التي تم تصنيعها لتوريدها إلى سوريا، وفق عقود وقعتها موسكو مع دمشق عام 2007 على شراء 12 طائرة مقاتلة من طراز «ميغ-29أم» و«ميغ-29أم 2». وأضاف أنه لم يتم توريد هذه المقاتلات إلى سوريا بعد بسبب الحرب الدائرة والمشاكل المالية التي تواجه هذا التعاقد، ومن المتوقع أن يتم تسليم 6 من هذه المقاتلات إلى القوات الجوية الصربية. ويذكر أن تصريحات وليد المعلم وزير الخارجية السوري، والتي اعتبر فيها أن الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 لم تفشل وأنجزت تقدما هاما جدا، وأشار فيها إلى أن المفاوض السوري أعلن موافقة حكومة دمشق على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي والذي يبدأ بنبذ العنف ومكافحة الإرهاب، اعتبرها العديد من المراقبين الروس تغيرا في موقف نظام الأسد الذي اتهم المعارضة السورية والائتلاف الوطني بالإرهاب. ولم يستبعد هؤلاء المراقبون أن يكون السبب في تغير الموقف السوري ضغوطا روسية، منها قرار تأجيل تسليم الطائرات. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستنفذ العقود التي وقعت مع دمشق، حيث تفيد الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام روسية أن روسيا تنوي تسليم الطائرات ال 12 إلى سوريا في الفترة 2016 – 2017. واعتبر المراقبون أن توريد هذه الطائرات لسوريا يواجه صعوبات، لذلك تقرر تأجيل نقلها إلى سوريا.