السؤال: لي ابن عمره سبع عشرة سنة. منذ أن كان صغيرًا كان والده يأخذه إلى بيت عمه الذي كان مدمنًا على المسكر، وابنه مدمن على المخدرات، أما ابني فقد كان طيباً ومؤدباً، وشيئاً فشيئاً بدأ ينحرف، وأصبح يعود إلى البيت متأخراً، وأحيانًا يرتعش ويصيبه الدوار. ومنذ أيام أحضر أحد أصدقاء السوء إلى البيت دون علمنا، وعلمت أنه أعطاه شيئاً مخدراً. فماذا أفعل؟ الجواب إن ما تتحدثين عنه مشكلة متكررة في كثير من البيوت، تحدث انتكاسة لأبنائنا بعد تربية صالحة متميزة؛ وتعود تلك الانتكاسة لانفتاحه على عالم جديد من الأهل والأقارب والأصحاب. أختي الكريمة السائلة: إن أكثر المشاكل التي يقع فيها الشباب، وخاصة في مرحلة المراهقة ناتجة عن سبب إما حرية مفرطة أو حماية مفرطة. ولذا دعيني أنصح نفسي وإياك ببعض أصول التعامل مع الشاب لننجو به من مرحلة المراهقة والشباب: 1. الصداقة قبل كل شيء (المرء على دين خليله). 2. الحوار البناء والذي ينتهي على الإقناع. 3. تقدير الذات واحترام الخصوصية. 4. المتابعة القائمة على دعم الثقة بالنفس وليس الخوف عليه من التفلت أو الانحراف. 5. تنمية روح مراقبة الله تعالى، بدلا من الحرص على المراقبة. 6. عدم التشدد في المتابعة. 7. الاستماع له أكثر مما نوجه له الكلام. 8. الاقتراب والتقارب الروحي أكثر وأكثر ليحكي لنا ما يجول في خاطره. 9. التدريب على مهارات اختيار الأصدقاء (عدم فرض صديق عليه). 10. ألا نشعره بالمراقبة لحاجياته، مما يدفعه –أحيانا- إلى فعل الأفعال السيئة كرغبة في الانتقام. 11. عدم اقتحام خصوصياته دون استئذان مهما كان الهدف. 12. عدم التركيز على السلبيات الخاطئة ونسيان إيجابياته. 13. الحب والود في النصيحة وليس الأمر والتسلط. وسائل الاحترام بينك وبين ابنك: 1. حكاية بعض أسرارك لابنك واستئمانه عليها فيشعر بأهميته، ومن ثم يأتيك ليقص عليك أسراره وما يعين له. 2. عدم استهزائه أبدا (فرديا أو جماعيا) مما يدفع في نفسه روح العدوان والكراهية. ومن آليات التعامل مع المراهقين: 1. البشاشة عند الاستقبال والتوديع. 2. عدم السخرية منه أو الاستهزاء. 3. تكليفه ببعض المهام التي يخرج فيها جهده مما يثبت من خلاله القدرة على المسئولية. 4. النصح غير المباشر (ما بال أقوام). 5. الابتعاد عن سوء الظن. 6. الابتعاد عن المقارنة بغيره. 7. محاولة تغيير صحبته بأخذه للمسجد وزرع الحب في قلبه لربه والدين 8. الاحترام لأفكاره وبدنه وعلاقاته مفتاح التفاهم، ويدفع الثقة في النفس. 9. تقبل فكرة الوقوع في الخطأ، وأنه وسيلة لمعرفة الصواب. (التقليل من النقد الجارح). 10. منح ابنك قدرا من الاستقلالية الذاتية. 11. الثناء والتقدير للنجاح في أي جانب، والتركيز على الإيجابيات لا السلبيات. 12. إعطاؤه فرصته في اختيار أصدقائه بانضباط واختيار ملابسه. 13. عدم إفشاء الأسرار. 14. التقبل والاحتواء للابن، فالأب هو السند النفسي لابنه (يعقوب ويوسف)، (لقمان وابنه). 15. التغافل -أحيانا- عن بعض التصرفات. أسأل الله –ختاماً- أن يستر بيوتنا وأن يملأها حبا وسعادة ونورا يا رب العالمين، وأن يوفقك لصلاح أبنائك وأخبرينا بأي جديد والله يوفقك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.