السؤال: أنا إنسانة ضعيفة أمام زوجي، أحبه إلى درجة الجنون، عرفت أن زوجي تزوج عليَّ، وقال لي إنها غلطة، وليس لعيب فيَّ، وأن الإنسانة التي تزوجها حامل الآن، وأنا لا أعرف ماذا أفعل فأنا أحبه، لي منه ولد، ولكنني لا أعرف ماذا أفعل، أوقات كثيرة أرضى، وأوقات كثيرة أتعب وأبكي، وأرفض أن تكون هناك امرأة أخرى في حياتنا معًا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أخرج من الحياة التي كنت أحافظ دائما عليها؟ مع العلم أنه يحبني، ودائما يلبي طلباتي، ولكن دائما أحس أنني أرفض الإحساس أن يكون في حياته امرأة أخرى.. أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب أنت الآن في صراع بين حبك لزوجك ونار الغيرة التي تعصف بك، وينفخ معها الشيطان ويزين لك خراب بيتك. فادفعيه بالاستمرار في حياة سعيدة استمرت خمسة عشر عاما لم ينغصها شيء، واستعيني بالله على دفع هذه الغيرة، و هذه العاصفة، ومهاجمة هذه الموجة التي تريد أن تغمر حبك لزوجك وحب زوجك لك. وكوني على يقين بأن ما حدث هو قضاء الله الذي لا راد لقضائه، فلا تحزني ولا تحتاري، لكن بالصبر والإيمان والرضا ستعبرين هذه الأزمة بسلام. واعلمي أن الحزن لن يغير قضاء، وما عليك إلا أن تتقبلي ما حدث، وتسلمي أمرك إلى الله، وتقتنعي بأن ما حدث مقدر من عند الله، وأن قدره سبحانه لا يأتي إلا بخير. كنتِ صريحة مع نفسك عندما قلتِ: هو يحبني ودائما يلبي طلباتي، كما كنت صريحة عندما قلتِ: وأنا أحبه؛ وهذه نعمة أسأل الله أن يزيد المحبة بينكما، وأن يغرس الرحمة في قلبيكما، وأن يسلمكما من هذه العاصفة التي يحاول الشيطان أن يفصل بينكما متذرعاً معك بهذه الحجة وتصويرها كأنها جريمة اقترفها زوجك الذي تحبين؛ وهي أنه تزوج عليك بأخرى!!! واعلمي أيتها الأخت الفاضلة: أن صبرك على زواج زوجك بامرأة أخرى له أجر عظيم من عدة وجوه: الأول: أن زواج زوجك يعد ابتلاء وامتحاناً لك، فإن صبرت على ذلك كان لك أجر الصبر على البلاء. الثاني: إن قابلت ذلك بالإحسان إلى زوجك وإلى الزوجة الأخرى كان لك جزاء المحسنين. الثالث: إن حصل لك غيظ من ذلك، فكظمت غيظك، وكففت لسانك كان لك من كظم غيظك. ولتجنب سيطرة المشاعر السلبية عليك التي تؤدي بك إلى إفساد حياتك وخراب بيتك، عليكِ أن: تحافظي على صلاتك في وقتها، واذكري الله كثيرًا فهو الذي يملك الحل والربط في جميع شؤوننا. وأن تستخيري الله قبل الإقدام على أي عمل فهو العالم بالغيوب، وييسر لك ما من شأنه أن يشعرك بالرضا والسرور.