أكد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أن ابتكارات مطلع هذا القرنِ أبهرتِ العالمَ وأرهقتْه في مجاراتِها. وتحدث "الدخيل" إلى عدد من الأكاديميين العالميين وقيادات التعليم العالي لوضعهم أمام استحقاقات مرحلة مهمة من عمر المعرفة ومتطلباتها التي شرعت منذ سنوات في تغيير المفاهيم القائمة وإعطاء كل فكرة شكلها الجديد، وذلك خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي في دورته السادسة، والمقام خلال الفترة من 15 - 18 إبريل 2015م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويقام المؤتمر تحت عنوان (جامعة القرن الحادي والعشرين) بمشاركة أكثر من 450 جامعة محلية وعالمية.
وتناول "الدخيل" فكرة (التعلم) وأشار إلى النهضة العلمية والبحثية التي تحدد مسارها التقنيات الحديثة مستعرضاً متغيرات نوعية متسارعة تحتم مواكبتها، وقال: "يجب أن نكون مطورين لا متطورين، وسباقين لا متسابقين، وصناع تقنية لا مستهلكين لها".
ولم يستبعد وزير التعليم أن تحل الجامعة الافتراضية مكان الجامعة التقليدية فيصبح بمقدور طلاب أي دولة أن يزاملوا طلاب دولة أخرى في أي مكان من العالم، كما توقع أن تتغير معايير القبول الحالية في الجامعات وتحل بديلة عنها معايير أخرى يحددها عالم افتراضي لا حدود له، ودعا الأستاذ الجامعي إلى أن يتماشى مع الواقع، فمقاعد الدراسة وقاعات المحاضرات قد تصبح من الماضي التليد.
وطالب الوزير، في كلمته، بأن تضع جامعة القرن الحادي والعشرين التعليم العام أساساً لمنهجيتها ومقياسا لتفوقها معتبرا أن نجاحها ليس مقروناً بنجاح أساتذتها وإنما بمسؤوليتها تجاه المدرسة والمجتمع.
وأضاف: "لتكن الجامعة مدرسة للمعلمين ولتكن المدرسة ينبوعاً للمبتكرين وليبزغ نور البحث العلمي من المرحلة الابتدائية، وليرتق الابتكار في المرحلة الثانوية، وتنمى الواهب والإبداع في المرحلة الجامعية".
من جانبه، ألقى السير ليزيكبوريزويكس مدير جامعة كمبردج الكلمة الرئيسة للمؤتمر، وأشاد فيها برؤية الملك عبدالله رحمه الله في الاهتمام بالتعليم العالي وإنفاق المملكة الكبير على هذا المجال، وهو ما كان من نتائجه مؤسسات علمية كبيرة منها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وأشار الأكاديمي البريطاني في هذا السياق إلى أن الملك سلمان حفظه الله استمر في تعزيز هذه الرؤية وتطبيق أهدافها.
وتناول تجربة الحفاظ على التقاليد العريقة في الجامعة التي تعود إلى 800 عام، مع النهوض بقيم تحديثية وعصرية قادتها إلى مستويات الامتياز العالمي، كما استعرض المتحدث فوارق بين جامعات العالم بحسب مناطقها مؤكداً في الوقت ذاته على ارتباطها جميعها بتحقيق متطلبات الاقتصاد المعرفي.
وطالب "بوريزويكس" بالاستمرار في التطور مع ضمان الحفاظ على معيار الجودة، داعياً كذلك إلى إعداد قادة المستقبل، ودعم التزام الجامعات بدورها في إيجاد الحلول تجاه مشكلات العالم وتحدياته الراهنة.
وقال: "المجتمع ما زال بحاجة إلى المزيد من العلوم والابتكار، علينا أن نعمل على إنتاج المعرفة وحين ننتجها، أن نعرف كيف نستديمها.. كما يجب أن ندرك أن السؤال الأهم هو (كيف نفكر؟)، وليس (في ماذا نفكر؟)".
وعلى صعيد الاستثمار المعرفي؛ تناول مدير جامعة كامبردج بعض التجارب العلمية والبحثية التي تحولت إلى شركات تم شراء آخرها في العام 2006م بمبلغ يتجاوز البليون دولار أمريكي.
وقال: "بعض الجامعات العالمية التي وجدت في مناطق بسيطة استطاعت أن تحول هذه المناطق إلى مدن مهمة ذات اقتصاديات قوية".
وشهد المؤتمر في يومه الأول ندوتين تحدث فيهما عدد من خبراء التعليم العالي في العالم، حيث كانت الأولى بعنوان (أكاديميا القرن الحادي والعشرين: مقاييس النجاح) فيما جاءت الثانية بعنوان (التهيئة للتحديات الجديدة).
ويشمل البرنامج المصاحب للمؤتمر عقد خمس ندوات علمية متخصصة، بالإضافة إلى أكثر من 75 ورشة عمل تتناول مختلف اهتمامات وتطبيقات التعليم العالي على المستويين المحلي والعالمي.