يبدو أن المنطقة الشرقية باتت قريبة من استعادة شيء من بريقها الكروي الذي افتقدته بهبوط القادسية في الموسم الرياضي 2011/2012 وتلاه هبوط أندية النهضة والاتفاق في الموسم الماضي، ليخلو دوري المحترفين من أندية الدماموالخبر، وهي الأندية التي قدمت الكثير من خلاله لسنوات طويلة. اليوم نجد نقطة واحدة باتت تفصل أبناء الخبر وعشاق كرة القدم بالمنطقة الشرقية عن تحقيق نادي القادسية لأهم ما يبحثون عنه في هذه المرحلة، وهو عودة بني قادس إلى مكانه الطبيعي في دوري عبداللطيف جميل، حيث تفصل مواجهة القادسية بنظيره نادي الحزم والتي ستقام على ملعب الأخير في مدينة الرس. ماذا تغير؟ عندما نتحدث عن تغير في أداء الفريق القدساوي فيجب قبل كل شيء أن نشير للعمل الكبير الذي قدمته إدارة النادي برئاسة معدي الهاجري منذ بداية الموسم، وذلك بعد موسمين فشل بهما الفريق من تحقيق آمال جماهيره بالصعود لدوري عبداللطيف جميل في موسمين متتاليين، إلا أن إدارة معدي الهاجري قدمت الكثير في الموسم الحالي لتصحيح الكثير من أوضاع الفريق. إدارة الهاجري والتي فشلت بالصعود بالفريق في الموسم الأول لها في دوري الدرجة الأولى، حيث حصد الفريق حينها المركز الخامس، وذلك برصيد خمس وأربعين نقطة، متواجداً خلف النهضة الصاعد لدوري عبداللطيف جميل بفارق عشر نقاط. الفريق القدساوي شهد استقراراً إدارياً كبيراً حتى الآن، حيث ابتعد عن المشاحنات التي كانت تجري عادة في أروقة النادي وبين منسوبيه، فشهد توحداً إدارياً وشرفياً كبيراً خلف الفريق. نقطة التحول!! كان قرار إدارة النادي بإبعاد المدرب المقدوني جوكيكا بعد نهاية الجولة الثامنة هو نقطة التحول في مسيرة الفريق, حيث تولى بعده مدرب فريق درجة الشباب نوري الرواتبي مؤقتا قيادة الفريق حتى تم التعاقد بعد ذلك مع المدرب التونسي جميل قاسم، ومع تحسن في أداء الفريق، إلا أن البصمة اتضحت بشكل كبير بعد الجولة الخامسة عشرة وهي الجولة التي شهدت آخر خسارة للفريق في دوري الدرجة الأولى أمام نادي الحزم بهدفين دون مقابل، وبعد تلك الخسارة حافظ الفريق على سجله دون خسارة، وذلك لأربع عشرة جولة بالدوري تمثل المباريات التي خاضها الفريق منذ انطلاق الدور الثاني بدوري الدرجة الأولى, فانطلاقاً من الجولة السادسة عشرة وحتى الجولة التاسعة والعشرين من الدوري، حقق أحد عشر انتصاراً وتعادل في ثلاث فقط، ويتمكن من الصعود بالترتيب إلى المركز الأول ،خاطفاً الصدارة من نادي النهضة بنهاية الجولة قبل الأخيرة . تعامل احترافي حرصت إدارة نادي القادسية على ابعاد اللاعبين عن الأجواء التي صاحبت مواجهة الفريق مع نادي الدرعية والتي كسبها الفريق بستة أهداف نظيفة ضمن مباريات الجولة السادسة والعشرين من الدوري، وذلك عندما ظهر لاعب نادي الدرعية علاء مسرحي موجهاً اتهامات للقدساويين بإجراء اتصالات في محاولة لرشوة لاعبي فريق الدرعية، إلا أن الإدارة نجحت في إبعاد اللاعبين عن أجواء هذا التصريح المشكك بنزاهة الإدارة والفريق، وتعاملت مع الأمر بتقديم شكوى نظامية للاتحاد السعودي لكرة القدم ضد اللاعب علاء مسرحي وإدارة نادي الدرعية، تجاه ما ظهر من أحاديث واتهامات لرئيس نادي القادسية وقامت بتوضيح موقفها من خلال بيان رسمي تم نشره في وسائل الإعلام. المباراة الأصعب وخطف الصدارة جاءت مباراة الفريق الماضية ضمن الجولة التاسعة والعشرين وقبل الأخيرة بالدوري أمام نادي الرياض كواحدة من أصعب مبارياته في هذا الموسم، خاصة وأن أي تعثر بها سيضعف طموحه في المنافسة, وهو جاء نتيجة الشوط الأول تشير لحدوثه، حيث تمكن نادي الرياض من التقدم بهدفين دون مقابل في نتيجة كانت مفاجئة للقدساويين الذين كانوا يأملون بتحقيق الفوز في ظل وجود مواجهة تجمع المتصدر حينها نادي النهضة بنظيره الوحدة، لذا ففوز القادسية سيعطيه فرصة أكبر في الصعود، ومع بداية الشوط الثاني ضغط القدساويون كثيراً ليتمكنوا من خطف الهدف الأول في الدقيقة الواحدة والستين عن طريق متعب النجراني ثم يتبعه عبدالعزيز المطير بهدف التعادل، وقبل نهاية المباراة تمكن نايف البلوي من تسجيل الهدف الأهم والذي منح ناديه النقاط الثلاث التي صعدت به من المركز الثاني إلى صدارة الترتيب في ظل خسارة النهضة من نظيره نادي الوحدة. نقطة صعود وفوز ببطولة تعد مباراة الفريق المتبقية أمام نظيره نادي الحزم ضمن الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى، هي المباراة الأهم في مسيرة الفريق في هذا الموسم، فتحقيق التعادل بها سيكون كفيلا بتحقيق القدساويين لطموحهم بالصعود لدوري عبداللطيف جميل، ولكن في ظل صدارتهم الحالية، فإن الطموح لن يكون فقط هو تحقيق الصعود، بل إن طموح القدساويون ازداد أكثر ليصل لحد البحث عن تحقيق فرصة حصد لقب الدوري، ففي حال الفوز يتأهل مباشرة ويحصد لقب الدوري وفي حال التعادل يتأهل مباشرة لأفضلية النتائج عن النهضة وينتظر نتيجة الوحدة لحسب لقب الدوري، أما في حال خسارته وتعادل أو خسارة النهضة أو الوحدة يتأهل ولكن تتعلق فرص تحقيقه للقب بعدم تمكنهما من تحقيق الفوز بالنظر لنتائج المواجهات المباشرة. تبقى الأهم بدوره أكد رئيس نادي القادسية معدي الهاجري بأن على محبي ناديه، ولاعبي الفريق على حد سواء، عدم الاحتفال بخطف صدارة الدوري، ومؤكداً بأن ما حققه الفريق وحتى خطف صدارة الترتيب في الجولة قبل الأخيرة، يعد عاملاً مهماً جداً في مسيرته حتى الآن، ولكن دائماً يبقى الأهم هو تحقيق الطموح بالصعود أولاً ثم تحقيق اللقب ثانياً. وأضاف: رغم تأكيد البعض بأن المباراة المقبلة ستكون لصالح نادي القادسية إلا أننا يجب أن نعي بأن مواجهة فريق بحجم الحزم لن تكون بالسهلة أبداً، ولذا فنحن حريصون على تهيئة أفضل الأجواء للاعبين قبل هذا اللقاء, وبإذن الله نتمكن من تحقيق الأهم في هذه المرحلة، وهو ما سينصب تركيزنا عليه في الفترة المقبلة. فرحة الجماهير من جانبه، أكد لاعب نادي القادسية مازن أبو شرارة بأنه وزملاءه في الفريق القدساوي وضعوا نصب أعينهم أمراً واحداً في المباراة المقبلة، وهو إسعاد جماهير النادي من خلال العودة بالفريق إلى مكانه الطبيعي في الدوري الممتاز. وعن لعب الفريق القدساوي بأكثر من فرصة لتحقيق الصعود, قال: وجود أكثر من فرصة لا يعنينا, فنحن سنلعب للفوز فقط دون غيره، فالفوز هو ما سيقودنا للصعود وتحقيق اللقب معاً، كما أن الفوز هو الطريق الأفضل لنا لكي لا ننظر لأي نتائج أخرى سواء في الصعود أو في تحقيق الدوري، وهو ما سنركز عليه في هذه المرحلة.