يمرض الإتي لكنه حتما لا يموت ، يتقهقر ، يتراجع، يتوارى، لكنه سرعان ما يعود، هذا هو الاتفاق ، وكذا هم رجاله الأوفياء على مر التاريخ، لم تكن ليلة عادية على الإطلاق ، ولم يكن اجتماعا عابرا أو حدثا هامشيا ، بل كانت ليلة من ليالي " ألف ليلة وليلة " . ليلة تاريخية اجتمع فيها النواخذة وقلوبهم على قلب رجل واحد ، غلبوا فيها مصلحة الكيان ، ورموا عبرها كل الخلافات والانقسامات خلف ظهورهم ، تعاهدوا على عودة كبير الشرق وسفيرها الدائم في منصات التتويج ، عاد النواخذة والعود أحمد في مشهد أظنه يعادل فرحة بطولات لدى المدرج الاتفاقي العاشق حتى الثمالة للإتي ورجاله المخلصين ورموزه الاستثنائيين. ** لن أجافي الحقيقة عندما أقول : إن ألم هبوط الاتفاق في تلك الليلة المشؤومة لم يبرح مكانه حتى اجتماع الأمس ، وحسرة الهبوط الاضطراري والقسري لم تزل عالقة في نفس كل اتفاقي غيور ، وفي نفس كل محب متيم بكل ما هو أحمر وأخضر اللون، لكن وبما أن ما حدث قد حدث وأصبح واقعا لا مفر منه ، فإني أكاد أجزم بأن فرحة ليلة أمس الأول واجتماع الأوفياء يكاد يكون حدثا استثنائيا قد ينسينا نزرا قليلا من مرارة الهبوط . لا خوف على فارس الدهناء بوجود رجل محب وغيور على الكيان كعبدالعزيز الدوسري ورفيق دربه هلال الطويرقي ، لن يضام الاتفاق وقائمته الشرفية تضم أسماء كعبدالرحمن الراشد وخليل الزياني وأبناء المسحل والدبل والزهراني وغيرهم الكثير من الأوفياء والمخلصين . نقطة من أول السطر وتنتهي الحكاية ويسدل الستار على مسرحية الرعب التي أقلقت مضاجع أبناء الإتي طوال الفترة الماضية وكادت تعصف بمستقبله وتخدش بريق ماضيه . فاللحمة والترابط والاجتماع إن لم يعقبها أفعال على أرض الواقع ستكون حبرا على ورق ، وكذبة أنكى وأشد من كذبة إبريل المعهودة. الكيان أمانة في أعناقكم جميعا ، والجماهير متعطشة ، ووجه الدمام لا يزال شاحبا مصفرا ، بيدكم كل شيء وأنتم أهل لكل خير ، اتفاقكم يحتاجكم أكثر من أي وقت مضى، دققتم ناقوس الخطر بأيديكم ، وبأيديكم أيضا لاحت بارقة الأمل ، فهلا عدتم بفارسكم إلى سابق عهده ومجده ؟ قبل الطباعة من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فشكرا لرجل المبادرات والمسؤول الأول عن رياضة المنطقة الأستاذ القدير فيصل العبدالهادي . ما قام به أبو عبدالعزيز بادرة تستحق الاحترام والتقدير من الجميع بلا استثناء، وسيسجل له التاريخ بمداد من ذهب هذه المبادرة الجميلة مع كبير أندية المنطقة الشرقية ورجالاته .. وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله .