يستمر هدوء الطقس في المنطقة الشرقية اليوم الجمعة، متسماً بتراجع ملحوظ في درجة الحرارة التي انخفضت منذ امس الى نهاية الثلاثينات، ولا تزال الأجواء صيفية حارة في انتظار انسلاخ بقية الصيف ودخول فصل الخريف الثلاثاء المقبل، فيما تُشير بيانات النماذج العددية في قياس الحرارة الى مؤشر انخفاض متدرج والذي يمثل منعطفا قويا نحو الاعتدال الخريفي مبكراً، وفي هذه التوقعات بوادر التحسن في الاجواء على رغم بعض الزيادة في مستوى الرطوبة حتى منتصف الاسبوع القادم. وتتزامن هذه التغيرات مع مؤثرات اندفاع كتلة هوائية أقل حرارة ويصل تأثيرها متفاوتا الى الاطراف الشرقية من المملكة، فيما تتراجع العواصف الرعدية غربا مُقارنةً بالأيام الماضية، وما زالت بعض السحب الرعدية مستمرة على مرتفعات مناطق جازان وعسير والباحة، وحسب خبراء الطقس فإن الرياح العلوية الشرقية المسيطرة على الأجواء في الصيف بدأت بالتزحزح جنوبا ليحل مكانها الرياح العلوية الغربية والتي تدفع السحاب من الغرب إلى الشرق. ووفقا لخبراء الطقس، بدأ انكسار موجة الحر الموسمية شرق ووسط المملكة، وتدخل حاليا كتلة هوائية مُعتدلة الحرارة قادمة عبر دول شرق المتوسط تسبق الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر وفق التقديرات الفلكية، حين تبدأ ساعات النهار بالتقلّص تدريجياً وتطول ساعات الليل، والخريف هو موسم يصاحب التقلبات الجوية، ويعد فترةً انتقالية تتغيّر فيها الأجواء ويزداد اضطرابها ويزداد تعمُق وتوغل الأحواض الباردة القادمة من الشمال نحو الجنوب، مما يولّد حالات عدم استقرار جوي تعمل على استفتاح موسم الأمطار في المملكة والعديد من المناطق العربية، ويبدأ تدريجياً خلال أواخره تَشكُل المنخفضات الجبهية في شرق البحر المتوسط وغربه مما يعمل على جلب المزيد من البرودة وفُرص الأمطار. وفي السياق، قال الباحث بمركز الدراسات الفلكية والجيوفيزيائية الدكتور خالد الزعاق: إن التخلخلات الطقسية التي تنتابنا خلال هذه الأيام سببها التحول التدريجي من فصل الصيف الحار إلى فصل الخريف المعتدل بما يسمى ب"الصفري" وهو الحد الفاصل بين الحر اللاهب والحر المعتدل، وفي منتصفه يتساوى الليل مع النهار ويعتدل الطقس، وتتزامن نهايته مع نهاية موسم سهيل. وفي الأواخر من الصفري تتحرك -بمشيئة الله- رياح ذات براد خفيف بشكل مباغت، الأمر الذي يصاحب الاصابة بالزكام والحساسية نتيجة الاختلاف والتقلب في درجات الحرارة، كما تتميز فترة الصفري بنعومة الطقس في الليل وانكسار الحرارة أثناء النهار، وتستمر الرطوبة مسيطرة على السواحل حتى نهاية العشر الأول من شهر ذي الحجة، ولن تنخفض درجة الحرارة النهارية إلا في منتصف شهر ذي الحجة بإذن الله، أما الليل فيكون معتدلاً تزداد معه البرودة مع تقدم الزمن.