انتهى المونديال، ولا يزال محبو البرازيل في كل مكان يتساءلون بكل حسرة ويقولون ماذا جرى للبرازيل؟ ومن المسؤول عما حصل لها؟ وما هي الحلول كي تعود السامبا كما كانت ترعب الخصوم؟ ان تودع البرازيل كأس العالم في الدور نصف النهائي امر يثير الاستغراب كونها منتخبا دائما يرشح للقب، وما حدث امر من الممكن ان يحصل مع جميع المنتخبات الكبيرة لأنها بالنهاية كرة قدم وارد بها كل شيء. لكن ان يخسر منتخب عظيم كالبرازيل بالسبعة فهو امر مرفوض جدا، ويدخل هذا الامر في (كوارث وفضائح) كره القدم، حتى وان كان الخصم منتخبا قويا مثل المانيا. تعود عشاق البرازيل عندما يلعب منتخبهم ان يشاهدوا سحر ومتعة وجمال كرة القدم ويستمتعوا بكل دقيقة تمر في المباراة، وللأسف في هذا المونديال اصبحوا يتمنون نهاية المباريات سريعا خوفا من خسارة كبيرة. منذ متى والمشجع البرازيلي يخاف عندما تلعب البرازيل، انه شيء جديد لم يعتد عليه، وبالتأكيد ان هذا الخوف لم يأت من فراغ، ولكن السؤال من زرع فيهم هذا الخوف؟ المدرب ام اللاعبون؟ ام الاثنان معا؟ وما السبب؟ المحزن كثيرا انك في مباريات البرازيل لا تشاهد اي شيء في عرف كرة القدم، وكأن اللاعبين ومدربهم نسوا الكرة او اصيبوا (بالزهايمر) فهل يعقل ان كوستاريكا تبهر العالم والبرازيل يضحك عليها العالم. لا احد منصف ينكر ان (سكولاري) قدم عملا جيدا منذ استلامه للمنتخب، واعاد شيئا من هيبته بالفوز بكأس القارات على حساب الكبير المنتخب الاسباني، ولكنه قتل كل شيء بالمنتخب في كأس العالم. ان تدرب منتخبا كالبرازيل وتقدم أسوأ مونديال وأسوأ نتائج وأسوأ اداء، ويسجل التاريخ ان هذا المنتخب جلب العار للكرة البرازيلية، ومن ثم تنتقد فيجب عليك ان تتحمل اي نقد مهما كان. النقاد وكبار المحللين والصحفيين كان يرددون ويعيدون ان المنتخب لا يملك اي هوية، بالملعب وانه اضعف منتخب في تاريخ البرازيل، وتم وصف اللاعبين بأنهم جيل تعيس جدا ولكن لا حياة لمن تنادي. سكولاري الذي انتقده الصحفيون بعد الأداء الضعيف للبرازيل امام تشيلي ورد عليهم: (اذا كانت قيادتي لاتعجبكم يمكنكم الذهاب للجحيم) الآن من حق هؤلاء ان يقولوا له اذهب انت للجحيم. من وجهة نظري ان افضل ما فعله سكولاري انه حمل نفسه الخسارة التاريخية امام المانيا عندما قال: (انا المسؤول الأول عن الخسارة انا من وضعت الخطة وانا من اخترت اللاعبين) وهذه شجاعة منه تحسب له. الغريب انه حتى بعد خسارة هولندا قال: ان على الجماهير ان تتحلى بالتفاؤل وانه لا يوجد سبب لانتقاد اللاعبين، ولا ادري عن اي تفاؤل يتكلم؟ وكيف لا يتم انتقاد لاعبين مع مدربهم جلبوا العار وشوهوا تاريخ منتخب بلادهم؟ البرازيل قد تكون بحاجة لمدرب آخر.. سكولاري مرحلة وانتهت، وقد يكون ليس في صالح المنتخب استمراره فالسباعية والعار الذي تسبب به سيلاحقه سنوات وسنوات. أخيرا... كتبت هذا المقال قبل النهائي.. الف مبروك لمن فاز بالمونديال سواء كانت الأرجنتين او المانيا.