بأي حال عدت أيها السيلياو وقد أعيتك تلك الأمنيات الثقيلة التي تفوق واقعك الفني الضعيف؟ سؤال مرير يبحث عن إجابة واحدة مقنعة تبرر للسقوط المذل في قلب الماركانا! جريمة بحق الكرة وتاريخها مارسها سكولاري وزمرته، أمس الأول، حين لم يدركوا أن للكبار هيبة يحافظ عليها العمل الدؤوب والانتقاء السليم، وهو ما أغفله العجوز الذي اعتمد على نجوم لا يتواءمون وطينة السحر البرازيلي في عالم المستديرة. كان واضحا وجليا أن سكولاري لم يعد قادرا على التنقيب عن نجوم يجلبون له ولبلاده الإنجاز، حتى وهو يحقق كأس القارات قبل عام مع جيل يافع بعضهم كان من الممكن أن تكون عصبة السامبا عصية عليه لولا وجود هذا المدرب. تخبط سكولاري غاب نيمار وأوقف سيلفا وانتهت اللعبة! هذا هو الواقع وهذا منطق الكرة .. لا يصح إلا الصحيح! التشكيلة التي دخل بها الكوتش العجوز ميدان المونديال هي الأسوأ في تاريخ البرازيل، إذ لم يكن هناك نجم يشار إليه بالبنان في أنه الفارق الذي يعول عليه في تغيير النتيجة. وحده نيمار الذي كان يحاكي بعض نجومية أساطير السامبا، وعداه لا شيء. هالك وفريد وأوسكار ليسوا أولئك الذين يصنعون التاريخ يا فيليب! سكولاري المتوج بالكأس عام 2002 كان محظوظا بكتيبة مرعبة قادرة على دك حصون أعتى المنتخبات بما فيها الألمان، ولو بمدرب مغمور رونالدو وكارلوس ورونالدينهو وغيرهم نجوم قادرون على التغيير والإبهار والحصاد. هذا المونديال فضح سكولاري أيما فضيحة وشطب تاريخه ووضع البرازيليون أمام حقيقة مرة وتساؤل عريض.. أين أنتم؟ الحظ والمجاملة كل المجاملات التي حظي بها راقصو السامبا في الدور الأول والستة عشر وربع النهائي لم تؤت أكلها أول أمس، وعند الامتحان سقط البرازيلي وهان وعلى أقدام الألمان العباقرة. لم يكن منطقيا عبور أبناء سكولاري على حساب كرواتيا الرائعة والمكسيك الطامحة اللتين خسرتا نقاط المواجهة بظلم تحكيمي وسوء حظ، كما هو حال كولومبيا التي منيت بخسارة غير مستحقة. عبرت البرازيلكرواتيا والمكسيك وتشيلي وكولومبيا بفعل فاعل وعوامل مساعدة؛ لذا كانت هيبة الألمان وتاريخهم وروح لاعبيهم فاضحة لهذه المجموعة الضعيفة التي أجدها لا تستحق ارتداء شعار المنتخب العملاق ولو في بطولة ودية، فكيف بها في كأس العالم. فقد البرازيليون كل شيء على يد الألمان الطامحين والجديين والمؤمنين بأن خروجهم في المونديالات السابقة كان خطوة نحو تقدمهم في البطولات اللاحقة؟ أمام البرازيل كانت الماكينات تعمل بنجاح، بدءا من مانويل نوير، وانتهاء بتوماس مولر، حتى كلوزه الذي شارك من أجل تحطيم رقم رونالدو فعلها بأقل مجهود. وبات لزاما علينا الإشارة إلى أن الألمان أصبحوا ملوك الكرة في القرن الجديد، اكتسحوا كل شيء على مستوى الأندية والمنتخبات والتخطيط الاستراتيجي، فالبايرن في طليعة الأندية ماليا، ومثله بروسيا دورتموند، والبوندسليجا بغالبية لاعبيه الألمان أصبح مؤشرا على قوة منتخب المانشيفت الذي يطرق باب البطولة الرابعة ويتأهب لمزاحمة تاريخ البرازيل العريق ذي البطولات الخمس. لن يغسل التاريخ العار الذي جلبه فريد وهالك ورفاقهما لراقصي السامبا أحفاد بيليه على مدى طويل، إذ أنهم وضعوا حدا لخديعة المنتخب الجديد الذي أوهم سكولاري الآخرون بأنه يصنعه للمستقبل، تأملوا تحركات فريد مثلا في مواجهة الألمان وستدركون أنه خارج التغطية وفاقد للوعي ولا يعلم ماذا يفعل. المدرسة البرازيلية انتهت مع هذا المنتخب.. ولا بد لهم أن يعيدوا حساباتهم وأن يعيدوا الهيبة للمدرسة البرازيلية ولو من «الروضة» وصفوفها الأولى .. وبعدها من الممكن أن تقول (أتعلم .. وأجيكم). فاجعة أخي وصديقي وجاري عبدالعزيز السليماني لا أعرف كيف أواسيكم في أسرة بأكملها. في عائلة ذهبت ضحية الطرق والحوادث ماتت هنون والتي لم تتجاوز الثامنة من عمرها وسماح الكبرى وبقية عائلته في العناية المركزة «أم سراج والحبيب الصديق سراج والابن عماد». أدعو الله بالرحمة لمن فارقونا ولبقية الأسرة بالشفاء العاجل وللعزيز عبدالعزيز بالصبر والصبر والصبر.