قال محللون ان التظاهرة الضخمة المناهضة لفلاديمير بوتين في موسكو نالت من هيبة نظامه القائم منذ اثنتي عشرة سنة ما سيضطر الرجل القوي في روسيا الى التفكير في اصلاحه قبل اقل من ثلاثة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية. وقد كسرت التلفزيونات الرسمية الخاضعة بشكل تام لسيطرة الحكم احد المحرمات، اذ لم تظهر فقط التجمع الضخم وقادة المعارضة يوم السبت بل اقر المقدمون ايضا وللمرة الاولى بأن حركة الاحتجاج تستهدف بوتين مباشرة. وفي الواقع فإن التجمع الحاشد لعشرات آلاف الروس السبت كان اكبر بكثير من اول تجمع كبير في العاشر من ديسمبر. لكن ان كانت التظاهرة الاولى نددت قبل اي شيء بفوز الحزب الحاكم بسبب «التزوير» في الانتخابات التشريعية، فإن شعارات المتظاهرين السبت استهدفت رئيس الوزراء. ورأى يفغيني غونتماخر مسؤول المركز السياسي الاجتماعي لمعهد الاقتصاد «ان الاحتجاج لن يتراجع. لم تعد مسألة تظاهرات بل مسألة رأي عام لم يعد يعتبر الحكم القائم مؤسسة» شرعية. وقال غونتماخر ردا على سؤال لوكالة فرانس برس «ان الحكم يقدم تنازلات لكنه تأخر، ان ذلك مؤشر على وضع سابق للثورة». وقد اقر المنظر الرئيسي لعهد بوتين، فلاديسلاف سوركوف مساعد رئيس الادارة الرئاسية بنفسه في مقابلة الجمعة بان المجتمع تغير بشكل جذري. وقال لصحيفة ايزفستيا «ان البنى الاجتماعية تحركت» معتبرا انه بات على النظام ان يبدأ اصلاحات ليستعيد «سلطته المعنوية». واضاف متسائلا «من يريد ان يدعم الفساد والظلم ونظاما اصم يزداد حماقة؟ لا احد، حتى اولئك الذين يشكلون جزءا منه». ووعد بوتين المرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في مارس 2012 بتحديث للنظام السياسي اعلن الرئيس ديمتري مدفيديف الخميس خطوطه الكبرى. وفي الواقع فإن التجمع الحاشد لعشرات آلاف الروس السبت كان اكبر بكثير من اول تجمع كبير في العاشر من ديسمبر. لكن ان كانت التظاهرة الاولى نددت قبل اي شيء بفوز الحزب الحاكم بسبب «التزوير» في الانتخابات التشريعية، فإن شعارات المتظاهرين السبت استهدفت رئيس الوزراء.وتهدف هذه التدابير خصوصا الى تسهيل تسجيل الاحزاب السياسية وتعيد نظام انتخاب حكام المناطق الذين يعينهم الكرملين منذ العام 2004، وذلك يدل برأي عدد من المحللين على ان النظام قلق. وفي هذا الصدد قال الكسندر كونوفالوف مدير معهد التقييم الاستراتيجي لفرانس برس «ان الحكم يخشى ان يتدهور الوضع»، لافتا الى ان «بوتين فقد هالته ونظامه يفقد من شرعيته». وبالرغم من ان فريقه يؤكد انه ما زال يحظى بدعم الغالبية، فان شعبية بوتين تتدهور في استطلاعات الرأي. ورأى نيكولاي بتروف المحلل في مركز كارنيغي في موسكو «ان علاقاته مع النخب بدأت تتغير، ولم يعد المرجع الاعلى. وفي وقت ما قد تقرر النخبة عزله تفاديا لتدمير النظام تحت ضغط الشارع». وفي مؤشر على هذا الاتجاه ذهب وزير المالية السابق الكسي كودرين الذي يعتبره بوتين «صديقا» ليتظاهر السبت ودعا الى حوار بين السلطة والمعارضة لتفادي «الثورة». وقال بتروف «ان فرص بوتين لاعادة انتخابه كبيرة، لكنه لم يعد يستطيع وقف تراجع شعبيته. وسيتوجب عليه بعد الانتخاب تغيير النظام السياسي القائم على شخصه. ولا اعتقد ان بوتين قادر على ذلك». واعتبر غونتماخر ان عليه اتخاذ تدابير «غير عادية للخروج من هذا الوضع وانقاذ ماء الوجه». وخلص غونتماخر الى القول «ان امام السلطة فرصة لكنها ضئيلة. والافضل لفلاديمير بوتين ان يفكر في استراتيجيته لترك» الحكم.