رفض رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين دعوات المعارضة الغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي نظمت في الرابع من كانون الاول/ديسمبر واكد انه لا يحتاج الى «الغش» للفوز في الاقتراع الرئاسي في آذار/مارس المقبل، في وقت أعلن فيه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مساء ان منظر الكرملين فلاديسلاف سوركوف عين نائبا لرئيس الوزراء مكلفا التحديث. وقال مدفيديف خلال استقباله سوركوف «وقعت مرسوم تعيينكم نائبا لرئيس الوزراء». واضاف ان سوركوف كلف شؤون التحديث. وقال بوتين امام انصاره في الجبهة الشعبية وهي تجمع احزاب ونقابات وجمعيات موالية للنظام، ان «انتخابات مجلس الدوما انتهت .. ومن غير الوارد مراجعة» نتائج الانتخابات التشريعية، مقللا من اهمية حركة الاحتجاج على نظامه. وعلق على الانتخابات الرئاسية التي ستجري في اذار/مارس قائلا «بصفتي مرشح (للانتخابات الرئاسية) لا احتاج الى اي غش. اريد ان تكون الانتخابات شفافة قدر الامكان. وليكن واضحا للجميع انه يمكنني الاعتماد على ارادة الشعب وثقته». وتابع «علينا ان نضع حدا لكل هذه التلميحات». وبوتين مرشح للانتخابات الرئاسية في اذار/مارس بعد ان تولى رئاسة الوزراء لاربع سنوات لان الدستور لا يسمح لرئيس بالترشح لولاية ثالثة متعاقبة. وهذه التصريحات هي اول رد فعل له على التظاهرة التي نظمت السبت وشارك فيها نحو 100 الف شخص في موسكو بحسب تقديرات وسائل الاعلام للمطالبة بانتخابات حرة في روسيا والغاء نتائج الانتخابات التشريعية في الرابع من كانون الاول/ديسمبر التي فاز فيها الحزب الحاكم. وهذا الاقتراع الذي شابته عمليات غش بحسب المعارضة والمراقبين المستقلين، اثار حركة احتجاج غير مسبوقة في روسيا منذ وصول بوتين الى السلطة في العام 2000. وقال بوتين «ان المعارضة ليس لديها برنامج موحد ولا وسائل واضحة ومفهومة لبلوغ اهداف غير واضحة ايضا، وليس هناك في صفوفها اشخاص قادرون على القيام بأمور عملية». وتابع «في وضع كهذا، فان الخطاب الذي يصدر يهدف الى اسقاط الشرعية .. قبل اي عملية انتخابية». وكان بوتين قلل مرارا من شأن المعارضين متهما اياهم بانهم مأجورون من قبل الغربيين. وهذه التصريحات الحازمة تأتي في حين اكد احد المقربين من بوتين وزير المال الروسي السابق اليكسي كودرين الثلاثاء لصحيفة فيدوموستي ان رئيس الوزراء مستعد «للحوار» مع المعارضة.وقال «قبل التوجه الى التجمع وضحت هذا الموقف لبوتين. وادركت اجمالا ان الحوار ممكن». واضاف للصحيفة «من حديثي مع بوتين ادركت انه غير خائف من اقتراع الرابع من اذار/مارس وانه مستعد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة». وخلال التجمع رأى كودرين الذي استقال من وزارة المال في الخريف إثر خلاف مع الرئيس ديمتري مدفيديف، ان روسيا قد تواجه «ثورة» اذا لم يكن هناك «حوار» بين النظام ومعارضيه. واكد المدون اليكسي نفالني، الذي يعتبر احد اركان المعارضة، انه مستعد للترشح في الانتخابات الرئاسية لمنافسة بوتين في حال تبنى النظام اصلاحات تضمن اقتراع ديموقراطي. ولا يمكن لنفالني الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لان مهل تسجيل الترشيحات انتهت. وصرح لاذاعة صدى موسكو «عندما سيكون لنا فرصة حقيقية للمشاركة في الانتخابات اني مستعد لان اقاتل لتولي منصب قيادي بما في ذلك في الانتخابات الرئاسية». واكد ان اقتراع اذار/مارس «لن يكون شرعيا مهما حصل» في غياب اصلاحات جوهرية. ورأى ايضا ان تعبئة اكبر في الشارع السبيل الوحيد للحصول على تنازلات من قبل نظام بوتين. وقال نفالني «ربما هذه الرؤية بدائية لكن اذا نزل مليون شخص الى الشارع (...) عندها لا يمكنهم التعرض لنا وسيضطرون الى تلبية مطالبنا». ولم يحدد المعارضون الروس بعد موعدا لتجمعهم المقبل.