اختتمت الخميس فعاليات ملتقى قيادات المسؤولية المجتمعية في الشركات والعمل التطوعي المقام بعنوان «المسؤولية المجتمعية.. شراكة وتكامل» ونوقشت في جلسات الخميس عدة محاور شملت استعراض آليات التعامل والشراكة بين المؤسسات المعنية بالمسؤولية المجتمعية والمؤسسات الخيرية والتطوعية إلى جانب تناول محور تفهم متطلبات المؤسسات المعنية بالمسؤولية المجتمعية وتنظيمات التعامل بين المؤسسات المجتمعية والمؤسسات الخيرية، واقيمت ندوة بعنوان «الواقع العملي للمسؤولية المجتمعية». وكانت فعاليات الملتقى قد شهدت خلال أيام الانعقاد، استعراض محور الشراكات ومفهومها وأهدافها وأبعادها وكيفية ايجادها وتناولت الميزات التكاملية للجمعيات الخيرية للمسؤولية المجتمعية ومن أبرزها المعرفة الدقيقة للشرائح المستفيدة، وإيصال الخدمات إليها وإدارة عمليات تقديم الخدمات، وزيادة إسهام الشركات والمؤسسات الصغيرة في المسؤولية المجتمعية، وتوفير غطاء داعم لمصداقية الشركات، وتوفير شبكة من العلاقات الحكومية وغير الحكومية المحلية والعالمية، اضافة الى مرتكزات إعادة بناء العمل الاجتماعي في أهمية تطوير شراكات إستراتيجية للتنمية المستدامة التي تنطلق من الاحتياجات الأسرية داخل الأحياء بغرض تحقيق برامج تنموية على المستوى المحلي، والعمل على تطوير رؤية إستراتيجية لكل مستوى الصدقات والتبرعات والمسؤولية المجتمعية. إعادة بناء العمل الاجتماعي في أهمية تطوير شراكات إستراتيجية للتنمية المستدامة التي تنطلق من الاحتياجات الأسرية داخل الأحياء بغرض تحقيق برامج تنموية. وشهد الملتقى ورشة عمل حول المسؤولية المجتمعية للمؤسسات والصورة الذهنية وإدارة السمعة، ودور الإعلام في المسؤولية المجتمعية استعرضت دور الإعلام التنموي كأداة تغرس مفهوم التنمية، وترفع مستوى الوعي، وتطور اتجاهات المجتمع والحكومة عند مناقشة القضايا التنموية في الاتجاه الصحيح في ظل واقع تقني عالمي في مجال الاتصالات والإعلام. وركزت المناقشات على أهمية وسائل الإعلام في خدمة المسؤولية المجتمعية للمؤسسات حيث أن الكثير من برامج المسؤولية المجتمعية تبقى غير معروفة ولا يصل خبرها إلى المواطن بسبب عدم إلمام وسائل الإعلام بها، إضافة لتبادل التهم بين المؤسسات الإعلامية ومؤسسات القطاع الخاص وإلقاء المسؤولية كل على الآخر لعدم نشر أخبار تلك البرامج والأنشطة، وعدم انتشار ثقافة المسؤولية الاجتماعية للمواطن العادي. وانتقدت الورشة ضعف اهتمام وسائل الإعلام ببرامج المسؤولية المجتمعية التي تقوم بها مؤسسات القطاع العام والخاص، وضعف مستوى التعاون بين المؤسسات والمسؤولين مع مراسلي الصحف في الإدلاء بالمعلومات والبيانات المتعلقة بدورهم في خدمة المجتمع من خلال برامج المسؤولية الاجتماعية التي يقومون بها، انخفاض مستوى إدراك وسائل الإعلام لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها المهم والمؤثر والنافع للمجتمع، وإغفال مؤسسات القطاع الخاص إشراك وسائل الإعلام في المناسبات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية. واستعرضت خلال الورشة متطلبات تطوير دور الإعلام بدءا بغرس ثقافة العطاء والتأكيد على مبدأ المسئولية الاجتماعية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والترويج للإعلام بوصفه شريكاً أساسياً للتنمية المجتمعية المستدامة، تفعيل الدور النقابي في الدفاع عن حرية التعبير بشكل أكثر قوة، وأهمية تعزيز قدرات الإعلاميين من خلال التدريب على مختلف الجوانب العلمية والعملية، ووضع نظام للاعتماد للارتفاع بمستوى المعايير المهنية، وتوفير أسعار خاصة لإعلانات الخدمة العامة، وتشجيع لا مركزية التغطية الصحفية، بحيث لا تركز على العاصمة فحسب، وضرورة التخطيط الإعلامي في مراحل مبكرة، وإعداد الاستراتيجيات الإعلامية العملية لكافة المجالات المتعلقة بالمجتمع كالكوارث والأزمات، واستخدام التقنيات الحديثة في إلقاء الضوء على جهود وإنجازات الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني، ودعم وتشجيع الصحافة المحلية وزيادة الفرص المتاحة للإعلام والمجتمع المدني للحصول على التمويل والمساعدة التقنية، وتبادل المعلومات بين الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات التنفيذية المختلفة، وتنظيم سلسلة من الحملات الإعلامية الإقليمية لتشجيع فئات المجتمع على المشاركة في الأنشطة التطوعية عند مواجهة الأزمات. واكد مشاركو الورشة على أهمية وسائل الإعلام في خدمة المسؤولية المجتمعية للمؤسسات الأمر الذي يتطلب بناء الشراكة بين الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. كما شهد الملتقى ندوة بعنوان «التطبيقات المثلى» قدمها الدكتور خالد جاسم بومطيع رئيس جمعية البحرين للجودة استعرض في بدايتها أهمية المسئولية الاجتماعية في تعزيز دور المؤسسة التنافسي على الجذب والمحافظة على الزبائن والموظفين المتميزين، وأشار إلى أهمية الاستثمار في مجال المسئولية الاجتماعية والذي يعزز مكانة المؤسسة، وتناول د. بومطيع دور المسئولية الاجتماعية في بناء الثقة والولاء لضمان مستقبل أفضل وتطور متواصل، وأهمية التطبيقات المثلى للوصول إلى المنفعة القصوى عبر اختيار أفضل الطرق أو التطبيقات للحصول على التميز، مشيراً الى أن ذلك يتم عبر التقييم، والتوثيق، والنشر، وتحقيق الفائدة المطلوبة، ووضع المعلومات في متناول الباحثين يدفع عملية التحليل والبحث للوصول إلى مقترحات تطويرية جديدة تستفيد منها المؤسسة والمؤسسات الأخرى والمجتمع بشكل عام. وهدف الملتقى للارتقاء العلمي والمعرفي والمهني في ترسيخ القيم والقناعات حول العمل التطوعي، والذي أصبح في عالمنا المعاصر منهجاً يتطلب قدرات ومهارات يتعين على قياداته اكتسابها والإلمام بتطبيقاتها العملية والعمل على تطويرها، علاوة على أن ثقافة التطوع تبوأت مكانة عليا بين مكونات ثقافات الدول والشعوب بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحث على المبادرة والعمل الإيجابي الذي يعود بالنفع على المجتمع.