قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما: «إن الوقت قد حان لطي صفحة تركزت فيها سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية الخارجية على الحروب في العراقوأفغانستان», وقال عضوان جمهوريان في الكونجرس: «إن قرار الرئيس تحديد موعد تعسفي للانسحاب الكامل للقوات الامريكية من افغانستان هو خطأ فادح ونصر للاعتبارات السياسية على الاستراتيجية». من جانبها, اعتبرت طالبان ابقاء جنود امريكيين في افغانستان بعد 2014 «استمرارا للاحتلال». وقال أوباما في كلمة له أمام الصحفيين بالبيت الأبيض معلنا عن خطط لتغيير الدور العسكري الأمريكي في أفغانستان، حيث قال إنه يريد بقاء أكثر من 9800 عسكري أمريكي في أفغانستان بنهاية العام 2014 وتقليص الرقم إلى النصف تقريبا بنهاية العام 2015. وتابع أوباما أنه وبنهاية العام 2016 سيتقلص التواجد العسكري الأمريكي للوضع الطبيعي للتواجد للعدد الطبيعي بالسفارة الأمريكي بكابول. وقال اوباما متحدثا في حديقة البيت الأبيض: «يجب أن نسلم بأن أفغانستان لن تكون مكانا مثاليا، وأن جعلها كذلك ليس مسؤولية الولاياتالمتحدة». وأثار إعلان اوباما انتقادات من الجمهوريين بأن المكاسب التي تحققت بصعوبة في القتال ضد طالبان قد تفقد بنفس الطريقة التي عاد بها العنف الطائفي الى العراق بعد انسحاب القوات الامريكية. وبنهاية 2016 سيقتصر الوجود الامريكي على الوجود العادي للسفارة مع مكتب للمساعدة الامنية في كابول مثلما حدث في العراق. وقال اوباما ان الوجود الامريكي الطويل في افغانستان دليل على ان «إنهاء الحروب أصعب من بدئها». وأضاف قائلا «لكن هذه هي الكيفية التي تنتهي بها الحروب في القرن الحادي والعشرين، ليس من خلال حفلات توقيع لكن من خلال ضربات حاسمة ضد خصومنا وعمليات انتقال الى حكومات منتخبة وقوات امنية مدربة على الاضطلاع بالدور القيادي وفي نهاية المطاف الاضطلاع بالمسؤولية الكاملة». وفي تصريح خاص لCNN، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، انتوني بلينكين، إنه ومع تخفيض عدد القوات الأمريكية ونهاية المهام القتالية للقوات الأمريكية في أفغانستان بنهاية 2015 فإن واشنطن ستستمر بإنفاق مليارات الدولارات على القوات المتبقية والمتعهدين من القطاع الخاص وغيرهم. خطأ فادح وقال جون مكين وليندسي جراهام العضوان الجمهوريان بمجلس الشيوخ الامريكي في بيان: «قرار الرئيس تحديد موعد تعسفي للانسحاب الكامل للقوات الامريكية من افغانستان هو خطأ فادح ونصر للاعتبارات السياسية على الاستراتيجية». ورفض مسؤول كبير بإدارة اوباما فكرة ان الولاياتالمتحدة ستترك القوات الافغانية وحدها لخوض المعركة ضد طالبان. وقال: «اننا لم ننضم قط الى القوة الامنية الدائمة في افغانستان للقتال ضد طالبان». وللولايات المتحدة الآن حوالي 32 ألف جندي في افغانستان. وحث قادة عسكريون امريكيون على قوة لا يقل قوامها عن 10 آلاف جندي قائلين انه الحد الادنى المطلوب. وستقدم القوات الامريكية الباقية وقوات حلف الاطلسي المشورة للقوات الافغانية مع التركيز على مسائل الميزانية والامدادات اللوجستية والدعم للمؤسسات الامنية. وفي اطار القوة التي ستبقى بعد 2014 من المتوقع ان يقوم عدد صغير من الجنود الامريكيين بتنفيذ عمليات لمكافحة الارهاب ضد القاعدة ومتشددين اخرين يتمركزون بشكل اساسي في مناطق نائية بمحاذاة الحدود الشرقيةلافغانستان مع باكستان. تطوير مكافحة الارهاب من جهته, قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي ان الولاياتالمتحدة تعتقد أن افغانستان لديها الوقت لتطوير قوة لمكافحة الارهاب يعتمد عليها قبل نهاية 2016 وهو الموعد المخطط لانسحاب جميع القوات الامريكية من البلاد. وأبلغ ديمبسي رويترز أن رئيسي اركان الجيشين الباكستاني والافغاني عبرا عن تقديرهما وارتياحهما لقرار واشنطن إبقاء آلاف الجنود الامريكيين في افغانستان في 2015 وحتى نهاية 2016 . وقال الجنرال الامريكي إن قرار إبقاء 9800 جندي امريكي في افغانستان بعد 2014 سيتيح للحكومة الافغانية القادمة متسعا من الوقت لترسيخ أقدامها اثناء مرحلة الانتقالية الي الاضطلاع بالمسؤولية الامنية الكاملة. وتوقع ان تستمر بعض المساعدة الامريكية في مكافحة الارهاب حتى في 2016، وقال ان نية الولاياتالمتحدة هي العمل على المستوى الاقليمي ومع الشركاء للتصدي للتهديدات مستقبلا. ومشيرا الى ان الولاياتالمتحدة تقوم بالفعل بدور للدعم عبر ديمبسي عن الثقة في قدرة القوات الافغانية في اعقاب انسحاب القوات الامريكية عندما يقتصر الوجود الامريكي على سفارة عادية مع مكتب للمساعدة الامنية في كابول مثلما حدث في العراق. وقال: «ما نحاول عمله مع افغانستان هو تطوير شريك (لمكافحة الارهاب) جدير بالثقة ويعتمد عليه ولديه القدرة حتى لا نضطر الي ان نفعل هذا بأنفسنا». وإعلان اوباما الذي جاء بعد طول انتظار مشروط بتوقيع افغانستان اتفاق امني ثنائي مع واشنطن. «احتلال» متواصل واعتبرت حركة طالبان ان ابقاء حوالى عشرة الاف جندي امريكي في افغانستان بعد العام 2014 طبقا لخطة الانسحاب التي طرحها الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء سيكون بمثابة «احتلال» متواصل. ونددت الحركة المتمردة في بيان بإبقاء جنود امريكيين في افغانستان حتى 2016 وقالت في بيان «الآن وبعد ان اعلن اوباما انه سيبقي على 10 آلاف جندي حتى نهاية 2016 لتواصل احتلالها، فإن امارة افغانستان الاسلامية تدين هذا الاعلان وتعتبره انتهاكا للسيادة والدين وحقوق الانسان». وقالت الحركة «لقد اعربنا بوضوح على الدوام عن موقفنا بأنه حتى لو بقي جندي امريكي واحد فقط في افغانستان، فإن ذلك غير مقبول لأمتنا، وسيتواصل الجهاد ضدهم». ميدانيا, أكد مسؤولون امس الاربعاء أن شخصين على الاقل أصيبا بعدما استهدف صاروخ قافلة لدبلوماسيين أمريكيين بغرب أفغانستان . وقال بشير أحمد حاكم منطقة إينجيل «ضرب صاروخ قافلة أجنبية في المنطقة بإقليم هيرات صباح امس، وهى في طريقها لمطار هيرات». وأكدت السفارة الامريكية في كابول حدوث الهجوم في الجزء الجنوبي من المدينة. وأضاف: «أصيب مواطنان أمريكيان بإصابات طفيفة ويجرى علاجهما في المستشفى الاسباني في هيرات».