واشنطن، كابول – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أجرى وفد سياسي من حركة «طالبان الأفغانية» أمس، محادثات مع مسؤولين إيرانيين في طهران تناولت الوضع في أفغانستان ومستقبل البلد بعد انسحاب القوات القتالية للحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014. وترأس الوفد الملا شمس الدين بهلوان نائب رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في «طالبان»، ورافقه الملا نعماني عضو اللجنة السياسية في الحركة، ومحمد نعيم أحد قادتها البارزين. وأفادت اللجنة الإعلامية ل «طالبان» بأن «الوفد التقى مسؤولين إيرانيين والمرشد علي خامنئي، علماً أن وزارة الخارجية الإيرانية كانت دعت مسؤولي مكتب «طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة إلى المشاركة في مؤتمر استضافته طهران قبل أيام في شأن الوضع في سورية، لكن السلطات القطرية منعت كلاً من شهاب الدين ديلاور رئيس مكتب الحركة في الدوحة، والملا طيب آغا مفوض الشؤون الخارجية في الحركة والمقرب من زعيمها الملا محمد عمر، وأركان مكتب طالبان في الدوحة من المشاركة في المؤتمر، ما أدى إلى دفع قيادة «طالبان» إلى إرسال وفد منها إلى طهران. وعرضت الحكومة الإيرانية سابقاً فتح مكتب ل «طالبان» في طهران، لكن الحركة أحجمت عن هذه الخطوة نظراً إلى العلاقة القوية التي تربط طهران بحكومة الرئيس حميد كارزاي، واحتمال تأثيرها في العلاقات المستقبلية للحركة مع دول الخليج. وأبلغت مصادر في اللجنة الإعلامية للحركة «الحياة» أن «الوفد الزائر حض طهران على عدم التورط في الصراع الأفغاني، والامتناع عن مد فصائل مناوئة لطالبان بالسلاح، من أجل تفادي تجدد الحرب الأهلية». ورجحت المصادر أن يمنح وفد «طالبان» تطمينات إلى إيران في شأن مشاركة كل فئات الشعب الأفغاني العرقية والطائفية في الحكومة المقبلة، وألا تستأثر الحركة بالحكم، وهو ما أعلنه الملا عمر في رسائل وجهها إلى الأفغان. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن في واشنطن أن الحلف سينظم في 2014 قمة ستُخصص «للفصل الأخير» من العمليات العسكرية في أفغانستان. وقال: «ناقشنا إجراءات يمكن أن نتخذها بعد عام 2014 كي تبقى القوات الأفغانية فاعلة وتسيطر على حدودها، وكي يضمن الحلف ألا تستخدم أفغانستان قاعدة للإرهابيين في أفغانستان». أما راسموسن فدعا إلى اضطلاع دول «الناتو» بدور ناصح وداعم لكابول، من أجل تأمين انتقال سلمي وديموقراطي للسلطة. وأفاد تقرير أعده القائد السابق لقوات «الناتو» في أفغانستان جون ألن بالتعاون مع ميشيل فلورنوي المسؤولة في البنتاغون ومايكل أوهانلون، المحلل في معهد «بروكينغز»، أن «الولاياتالمتحدة قد تحتاج للإبقاء على عدد جنود «أكبر من المقرر لعامين أو ثلاثة بعد 2014 في أفغانستان، من أجل مساعدة هذا البلد في بناء قواته الجوية وتلك للعمليات الخاصة وعمليات نزع الألغام، ووحدات طبية واستخباراتية». وكان ألن أوصى قبل مغادرته منصبه في شباط (فبراير) الماضي بالإبقاء على 13 ألفاً و600 عسكري في أفغانستان بعد 2014. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل 72 من مسلحي «طالبان» واعتقال 8 آخرين في عمليات مشتركة نفذتها القوات الحكومية والأجنبية خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايات بداخشان وبلخ وقندهار وأروزجان وباكتيكا وباكتيا وهيرات وغور. وقتل ثلاثة جنود أجانب بهجومين شرق أفغانستان.