شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واقتحامات مساء الجمعة استمرت حتى فجر السبت، اقتحمت خلالها مدن جنين وطولكرم وبلدة برقين غرب جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة، واعتقلت ثمانية مواطنين بينهم معلم ونقلتهم إلى جهة مجهولة. وفيما تواصل سلطات الاحتلال اعتقال أطفال وفتية قاصرين من أحضان أهاليهم، ونقلهم مباشرة لأقبية التحقيق والتعذيب، من القدس ومناطق الضفة الغربية، أدلى مجموعة منهم بشهادات مؤلمة لمحامية وزارة الأسرى الفلسطينية أنهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل بطريقة وحشية خلال اعتقالهم واستجوابهم. ونقلت المحامية هبة مصالحة عن الأسير أيمن سميح حسن العباسي (17 عامًا)، من بلدة سلوان في القدسالمحتلة، والمحكوم 18 شهرًا وغرامة 3 آلاف شيكل، ويقبع في سجن «الشارون» بأنه جرى التحقيق معه وهو مقيد اليدين والقدمين إلى كرسي صغير محني الظهر وبقيود حديدية، و تم وضعه في زنزانة بسجن «المسكوبية» في أجواء باردة جدًا، ودون توفير أغطية، وأنه بعد احتجاجه على ذلك دخل عليه سجانوه واقتادوه إلى الحمام وأجبروه على التعري وانهالوا عليه بضرب مبرح. وأشارت المحامية مصالحة إلى الأسير ليث خالد جمال حسيني (16 عامًا)، من مخيم شعفاط في القدس، والمحكوم 9 أشهر ويقبع في سجن «الشارون»، أكد أنه اعتقل من بيته فجرًا واقتاده جنود الاحتلال داخل سيارة جيب عسكري مقيدًا ومعصوب العينين إلى سجن «المسكوبية»، وخلال الطريق أجلسوه على أرضية الجيب وبين أرجل الجنود وأخذوا يضربونه ويشتمونه، وأنه عندما طلب شرب الماء قام أحد الجنود برش الماء على وجهه. ووضع في زنزانة انفرادية لمدة 9 أيام وتعرض للضرب. ونقلت عن الأسير أحمد غازي حافظ عديلي (17 عامًا)، من مدينة نابلس والموقوف في سجن «مجدو» أنه اعتقل في السابع من الشهر الماضي بعد أن أرسل له طلب الحضور إلى مكتب الارتباط العسكري في «حوارة»، وتم إيقافه في ساحة المعتقل وضربه تعسفيًا، وأن أحد جنود الاحتلال ضربه بعصا على رأسه ضربات عدة مؤلمة مع التركيز على أذنيه، ما تسبب له بنزيف. وأكد أنه لم يتلق أي علاج ونقل إلى سجن «مجدو»، وهو في حالة صحية صعبة، وهناك شعر بالدوخة وفقدان الوعي وتم إعطاؤه قطرة من عيادة السجن، مشيرًا إلى أنه لم يعد يسمع في أذنه اليسرى بتاتًا، وأن إدارة السجن وعدته بتحويله إلى المستشفى لإجراء الفحوص ولا يزال ينتظر ذلك. من جهته أفاد الأسير خليل أيمن أبو سند (17 عامًا) من بلدة سلوان في القدس المحكوم 28 شهرًا، ويقبع في سجن «الشارون» أنه اعتقل في الخامس من كانون الثاني 2003 من وسط البلدة، بعد أن هجم عليه عدد من المستعربين والقوات الخاصة، وانهالوا عليه بالضرب الوحشي على جميع أنحاء جسمه. وقال: «"أدت هذه الضربات إلى كسر نظارتي التي كنت ألبسها، ودخلت قطعة من زجاج النظارة في عيني وسالت الدماء على وجهي»، وأضاف: «واصل المستعربون ضربي بالعصي والأسلحة التي معهم على رأسي وجسمي، وأنا ملقى على الأرض، وأصبت بجروح فوق حاجبي وبجرح آخر في رأسي». وتابع أبو سند: عقب هذا العذاب قيدوني وأدخلوني سيارتهم واقتادوني إلى سجن «المسكوبية»، ومن هناك نقلت إلى مستشفى «هداسا» وأجروا لي الفحوص وأخرجوا قطعة الزجاج من عيني، مبينًا أنه بعد انتهاء العلاج أعيد إلى سجن «المسكوبية»، ووضع في الزنازين لمدة 27 يومًا، أخضع خلالها للتحقيق لساعات طويلة ليلًا ونهارًا دون أن يسمحوا له بالنوم. بدوره قال نادي الأسير السبت: إن الأسرى الإداريين يواصلون إضرابهم المطلبي عن الطعام، وأن هناك خطوات تضامنية داخل السجون قد اتخذت لدعم مطالبهم ومؤازرتهم. وقال النادي في بيان صحفي: في اليوم 17 من بدء الإضراب وصل عدد الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام بشكل مفتوح ل140 أسيرًا، إضافة إلى الخطوات التضامنية التي نفذها الأسرى يوم الخميس الماضي دعمًا لرفاقهم المضربين الاداريين، وأضاف: انضم قبل يومين 20 أسيرًا من سجن «عوفر» للإضراب المفتوح عن الطعام، منهم 15 أسيرًا من الموقوفين والمحكومين و5 آخرين من الإداريين، موضحًا أنه في سجن النقب انضم للإضراب المفتوح 16 أسيرًا آخرين. وذكر النادي أن معظم الأسرى الإداريين المضربين محتجزين في سجن عزل الرملة (أيلون)، وسجن النقب، وسجن عوفر، ومجدو. وتابع البيان: لقد وصل عدد المضربين في «أيلون» إلى 43 أسيرًا بعد أن تم نقل معظم المضربين عن الطعام من عوفر لعزل الرملة، إضافة إلى وجود 51 أسيرًا في سجن النقب نقل في وقت لاحق عدد كبير منهم لسجون مدنية مثل سجن «أيلا» في بئر السبع، وسجن «ديكل». وذكر أن إدارة سجن النقب تستعد كما يبدو لنقل عدد آخر من الأسرى المضربين لسجون مدنية أخرى. يذكر أن هذا العدد من الأسرى يضربون عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال الإداري ويطالبون بتحريرهم ورفض محاكمتهم على أساس «الملف السري». من جانبها وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين ريتشارد فولك حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ب«المسئولة» و«المهمة جدًا»، وثمن الناطق باسم حماس فوزي برهوم في تصريح صحفي، تصريحات فولك والتي دعا فيها لمزيد من الانضمام إلى حركة التضامن العالمية لمقاومة الاحتلال ومقاطعته وفرض العقوبات عليه، واستمرار ممارسة الضغوط الشعبية عليه لوقف انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني. وكان فولك قد حث المجتمع المدني على «الانضمام إلى حركة التضامن العالمية المتنامية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي الطويل وعملية ضم فلسطين الزاحفة». وقال: «إن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون التوصل إلى حل عادل لهذا الصراع مع الأخذ بالاعتبار حقوق الإنسان، غير أن الجولة الأخيرة من المحادثات خلقت آمالًا كاذبة مرة أخرى وغذت مشاعر الإحباط».