دخل الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية منذ 12 يوماً مرحلة جديدة بانضمام نحو مئة أسير آخر الى ال 1300 أسير المضربين منذ 17 الشهر الجاري الذي صادف «يوم الأسير الفلسطيني». في الوقت نفسه، دخل إضراب عدد من الأسرى يومه ال 63 على التوالي، وكان هؤلاء بادروا الى الإضراب عن الطعام قبل أن يقرر زملاؤهم في باقي السجون اللجوء الى الإضراب. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ان أعداداً متزايدة من الأسرى تنضم الى الإضراب، مضيفاً ان الأسرى المتبقين الذين لم يدخلوا الإضراب بعد سينضمون اليه في الثاني من الشهر المقبل في حال عدم استجابة السلطات الاسرائيلية مطالب زملائهم. وتابع ان ذروة الإضراب ستكون في الثاني من أيار (مايو) المقبل في حال ردت إدارة سجون الاحتلال على مطالبهم بشكل سلبي. ونفى الانباء التي تحدثت عن استشهاد أسير داخل سجن «ايشل» امس، مصرحاً لوكالة «معا» ان سجيناً جنائياً يحمل الجنسية الاسرائيلية شنق نفسه داخل غرفته. وواصلت سلطات الاحتلال إجراءاتها القمعية بحق الاسرى، خصوصا المضربين منهم، اذ عزلت امس الأسيرة لينا جربوني في سجن الرملة. وأفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن جربوني، وهي أقدم أسيرة ومن مدينة عرابة في فلسطينالمحتلة عام 1948، شرعت بإضراب مفتوح عن الطعام منذ 6 أيام، وجرى عزلها في سجن الرملة. وقالت المحامية شيرين عراقي أن عزل جربوني في أقسام السجناء المدنيين يشكل خطراً جدياً على حياتها، مشيراً الى انها محكومة 17 عاما، وهي من تنظيم «الجهاد الإسلامي». يذكر ان إجمالي عدد الاسرى في السجون الإسرائيلية يبلغ 5 آلاف أسير. وقرروا الدخول في الإضراب على مراحل، بدأه المعتقلون إدارياً من دون محاكمة، ثم المحكومون بالسجن فترات طويلة، على أن يتبعهم باقي الأسرى تدريجاً. ويطالب الأسرى بإنهاء عزل عدد من زملائهم منذ سنين طويلة وصلت لدى البعض الى 12 عاماً متواصلة، والسماح لعائلات الاسرى من قطاع غزة بزيارتهم، ووقف سياسة التفتيش الليلي، ووقف سياسية الاعتقال الإداري الذي يجري من دون محاكمة. وترفض السلطات الاسرائيلية السماح لذوي الأسرى من قطاع غزة بزيارتهم منذ الانسحاب الاسرائيلي من القطاع عام 2005، كما ترفض السماح لعدد من عائلات الأسرى من الضفة بزيارة أبنائها لأسباب أمنية. وتحتجز السلطات بين 12 و20 أسيراً، جلهم من قادة الأسرى، مثل الأمين العام ل «الجبهة الشعبية» أحمد سعدات، وقادة الجهاز العسكري في حركة «حماس»، مثل عبد الله البرغوثي وعباس السيد، في زنازين عزل إنفرادية لا يخرجون منها سوى لمدة ساعة في اليوم وهم مقيدي الأيدي والأرجل. وتشن سلطات السجون غارات ليلية على غرف الاسرى بحجة التفتيش عن أجهزة اتصال خليوي. وتشكل المطالب الأربعة عنواناً لمطالب الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام. كما يطالبون بإطلاق المرضى وكبار السن منهم، خصوصا ان عدداً منهم يتهدده الموت بفعل المرض أو الكهولة. وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن بعض الأسرى يعاني أمراضاً مزمنة خطيرة وقاتلة مثل السرطان والقلب. وأصيب الأسرى المضربون عن الطعام منذ 63 يوماً متواصلة بحالات إنهاك شديد. وأعلن محامو نادي الأسير ومؤسسة «مانديلا» أن الموت يتهدد حياة عدد من الأسرى الذي ضعفت أجهزة المناعة في أجسادهم، ولم يعودوا قادرين على الوقوف على أقدامهم أو الرؤيا بشكل جيد. وتشهد الأراضي الفلسطينية فعاليات تضامنية واسعة مع الأسرى المضربين عن الطعام. ونصبت خيام اعتصام في الميادين الرئيسة في المدن والقرى والمخيمات. وتجري تظاهرات شبه يومية أمام معسكرات التوقيف القريبة من المدن، خصوصا معسكر «عوفر» قرب رام الله.