أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن مسؤولي البحث والإنقاذ في أستراليا واثقون من أنهم يعرفون الموقع التقريبي للصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية المفقودة. وقال في كلمة ألقاها بالعاصمة التجارية الصينية شنغهاي الجمعة: «نحن واثقون من أننا نعرف موقع الصندوق الأسود في حدود بضعة كيلومترات». وأضاف: «ومع ذلك فإن الثقة في الموقع التقريبي للصندوق الأسود ليست بنفس ثقة انتشال حطام من على عمق نحو أربعة كيلومترات ونصف تحت البحر أو تحديد كل ما حدث على متن الطائرة في نهاية المطاف». وقال ابوت: «لقد قلصنا الى حد بعيد دائرة الابحاث، وإننا على ثقة كبرى بان الاشارات التي نرصدها مصدرها الصندوقان الاسودان». ومع ذلك وفي نفس الوقت، قال انغوس هيوستن رئيس وكالة تنسيق البحث إن أحدث «ذبذبة» التقطها جهاز لتحديد المواقع يوم الخميس لا علاقة لها بالطائرة. وتركزت عملية البحث أمس الجمعة على مساحة صغيرة نسبيا بالمحيط الهندي بعد أن أضفت أحدث «ذبذبة» نوعا من المصداقية لأربع «ذبذبات» سابقة التقطها جهاز تابع للبحرية الأمريكية. ورصدت الإشارات الصوتية الخمس في نفس هذه المنطقة. لكن انجوس هيوستون رئيس فريق البحث الأسترالي قال في بيان أمس إن تحليلا للبيانات الصوتية أكد أن الإشارة الأخيرة ليست على الأرجح من الصندوقين الأسودين للطائرة المفقودة. وتعهد أبوت بألا تتوقف استراليا عن البحث عن الطائرة المفقودة حتى تبذل كل ما بوسعها من أجل أسر وأصدقاء 154 ضحية صينية وإنهاء العملية. أثار رئيس عمليات البحث آمالا في حل لغز رحلة الطائرة المفقودة بشكل وشيك، إذ أعلن انه قد يتم تحديد موقع حطامها في الايام القليلة المقبلة، غير أنه عاد وأعلن أمس رغم تصريحات رئيس الوزراء الايجابية ان التحقيقات الجارية لم تسجل مؤخرا أي اختراق هام وقال: «أشعر بالحزن مع كل الثكالى وخاصة عائلات وأصدقاء 154 من الضحايا الصينيين، وأقدم لهم تأكيدات بأن أستراليا لن يهدأ لها بال حتى تفعل كل ما بوسعها لتوفير الراحة وإنهاء (الأمر)». وأطلق لغز الطائرة الماليزية المفقودة التي اختفت منذ أكثر من شهر أغلى عملية بحث وإنقاذ في تاريخ الطيران. وربما يقدم سجل بيانات قمرة القيادة بالصندوقين الأسودين إجابات عما حدث للطائرة التي كانت تحمل على متنها 227 راكبا علاوة على أفراد الطاقم وعددهم 12 عندما اختفت في الثامن من مارس آذار، وطارت آلاف الكيلومترات بعيدا عن مسارها من كوالالمبور إلى بكين. وتتولى استراليا تنسيق عمليات البحث الدولية الجارية في جنوب المحيط الهندي سعيا للعثور على حطام طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية والتي اختفت في 8 آذار/مارس، وعلى متنها 239 شخصا اثناء رحلة بين كوالالمبور وبكين. وتم نشر جهاز بحري وجوي واسع في المنطقة التي يعتقد ان الطائرة تحطمت فيها غير انه لم يعط اي نتيجة الى ان تم رصد اشارات في نهاية الاسبوع تبث بتردد عال مشابه لتردد الاشارات التي يصدرها الصندوقان الاسودان. ويخوض المحققون سباقا مع الوقت للعثور على الصندوقين الاسودين قبل ان يتوقف بثهما عند نفاد البطاريات التي تعمل نظريا ثلاثين يوما. وقال رئيس الوزراء الأسترالي إنه لا يريد اعطاء المزيد من التفاصيل قبل اطلاع الرئيس الصيني شي جينبينغ على آخر نتائج التحقيق، علما ان 153 من الركاب ال 239 على متن الرحلة ام اتش 370 كانوا صينيين. والتقط مسبار اميركي تجره سفينة «اوشن شيلد» التابعة للبحرية الاسترالية على سرعة منخفضة اربع اشارات. والتقط جهاز سونار عائم القي في المنطقة اشارة خامسة لكن من غير المرجح ان تكون على ارتباط بالطائرة، على ما اعلن الجمعة المركز المشترك لتنسيق الوكالات المكلف تنظيم عمليات البحث في بيرث غرب استراليا. ولا يسمح لاي سفينة اخرى بالاقتراب من المنطقة لتجنب المداخلات الصوتية التي ستشوش على الاشارات غير ان عشر طائرات تواصل الجمعة المشاركة في العمليات التي تمتد على اكثر من 46 الف كلم مربع. وأوضح مسؤول عمليات البحث انغوس هيوستن في بيان ان سفينة اوشن شيلد «تواصل عمليات المسح بشكل متقارب مع (المسبار) سعيا لتحديد موقع اشارات جديدة». وتابع «من الاساسي جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات طالما ان بطاريات الصندوقين الاسودين تعمل». والاشارات تصدر على تردد 33,331 كيلوهرتز مع فواصل ثابتة مدتها 1,106 ثانية. ويرى الخبراء ان الصوت لا يمكن ان يصدر عن «كائن حيِ» كالحيتان مثلا. وكان انغوس هيوستن اثار املا الجمعة في حل لغز الرحلة ام اتش 370 بشكل وشيك اذ اعلن انه قد يتم تحديد موقع حطام الطائرة في الايام القليلة المقبلة. غير انه عاد واعلن الجمعة رغم تصريحات رئيس الوزراء الايجابية ان التحقيقات الجارية لم تسجل مؤخرا اي «اختراق هام». وكانت طائرة البوينغ 777 تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين حين اختفت صباح الثامن من آذار/مارس بعيد اقلاعها من العاصمة الماليزية. وفيما كانت بين ماليزيا وفيتنام غيرت وجهتها فجاة الى الغرب وحلقت فوق ماليزيا باتجاه مضيق ملقة ثم المحيط الهندي في اتجاه الجنوب. وبحسب بيانات الاقمار الاصطناعية فان الخبراء يقدرون ان تكون الطائرة تحطمت في المحيط الهندي مما يعني انها غيرت وجهتها تماما لاسباب لا تزال مجهولة. ويدرس التحقيق الجنائي فرضية تعرض الطائرة للخطف او للتخريب او لعمل قام به احد الركاب او افراد الطاقم، لكن اي عنصر مادي لم يتوفر بعد لمتابعة اي من هذه الفرضيات. وبعدما استمع المحققون الى 180 شخصا بينهم افراد عائلات عدد من الركاب وأفراد الطاقم، أعلن وزير الداخلية الماليزي زاهد حميدي الخميس انهم لم يعثروا في الوقت الحاضر على «اي دليل دامغ».