رحب عدد من قادة الفصائل الصومالية المسيطرة على أجزاء من العاصمة الصومالية مقديشو بمجئ الرئيس الصومالى الجديد العقيد عبدالله يوسف احمد اليها. وجاء تأييد الفصائل الصومالية متزامنا مع حفل تنصيب الرئيس الجديد عبد الله في العاصمة الكينية نيروبي امس بحضور عدد من رؤساء الدول من بينهم الرئيس الكيني مواي كيباكي والاوغندي يوري موسفني والرواندي بوال كاجامي والبوروندي دوميتين ندايزيي إلى جانب الديجيبوتي إسماعيل عمر جيلة واليمني علي عبد الله صالح وتلاحظ تغيب رئيس اثيوبيا. كما حضره ممثلون من دول أفريقية أخرى والامم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية. وأعلن حسين عيديد أحد أبرز قادة الفصائل الصومالية ترحيبه بالحكومة وقدم عروضا سخية الى الحكومة الجديدة بتسليم الحكومة المناطق التى يسيطر عليها فى اطار التزامه بالتعاون مع الحكومة الجديدة0 وفى نقلة كبيرة أعلن محمد طيرى رئيس الادارة الاقليمية فى شبيلى الوسطى تأييده المطلق للرئيس الصومالى الجديد.. مضيفا أن أحدا لا يستطيع اعتراض مجئ الحكومة الصومالية الى العاصمة مقديشو. واكد طيرى أنه وغيره من زعماء الفصائل الذين ينتمون الى العاصمة سوف يرحبون بالحكومة المقبلة.. مؤكدا انتصار ائتلاف المعارضة الصومالية فى الانتخابات الرئاسية ولا يوجد مبرر لمعارضة الحكومة الجديدة التى انتصر فيها تيار المعارض حسم الخلاف ديمقراطيا. ومن جهة اخرى تنظم التجمعات النسائية فى مقديشو دورة تستمر يومين فى فندق /ناسا هبلود/ بالعاصمة مقديشو للبحث عن دور سياسى للمرأة الصومالية فى المرحلة الجديدة التى تمر بها البلاد. وأوضحت السيدة بتوله محمد مرسل رئيسة تجمع كبوا النسائى فى الصومال أن الهدف من عقد هذه الدورة هو تبادل الاراء والبحث عن دور المرأة الصومالية فى الحياة السياسية.. مضيفة أنه حان وقت مشاركة المرأة الصومالية فى تنمية البلاد. وكانت التجمعات النسائية فى الصومال عبرت عن غضبها من حرمان النسوة من حقوقهن فى عضوية البرلمان حيث خصص لهن الميثاق الوطنى 12 بالمئة من أعضاء البرلمان الا أنهن حصلن على أقل من ذلك بكثير بسبب الخلافات التى نشبت داخل القبائل الصومالية حول تعيين ممثليها فى البرلمان. وكانت الانتخابات الرئاسية الصومالية التى عقدت فى استاد كسرانى بنيروبى الاحد الماضى الاولى من نوعها ترشحت فيها سيدة صومالية للرئاسة. وفاز عبدالله يوسف في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الاحد الماضي بمعدل 189 صوتا مقبل 79 صوتا لمنافسه عبد الله أحمد عبده وهو دبلوماسي ووزير سابق. وأجريت الانتخابات من قبل ممثلين صوماليين في كينيا. وكانت انتخابات الاسبوع الماضي ثمرة محادثات السلام الطويلة التي جرت في كينيا. وكانت الفصائل الصومالية المتحاربة قد وقعت اتفاقية لتشكيل برلمان جديد في كانون الثاني/يناير الماضي. وقال يوسف في أعقاب انتهاء الانتخابات مباشرة "أتعهد أمامكم وأمام المجتمع الدولي بالعمل جديا لمصالحة الصوماليين وإحلال السلام والامن مجددا في البلاد". كما طلب يوسف من المجتمع الدولي مساعدته في إعادة بناء الصومال والحفاظ على أمنها مشيرا إلى أن ذلك ليس في حد ذاته عملا ضئيلا حيث ان الصومال التي شهدت حروبا بين الفصائل لاكثر من عقد تفتقر حاليا إلى الممتلكات العامة والاجهزة المدنية العاملة والمال. وكان عبد الله يوسف أحمد الذي ولد في عام 1934 قد درس القانون في الصومال قبل أن يبدأ دراساته العسكرية في الاتحاد السوفيتي وإيطاليا. وكان ضابط في الجيش الصومالي تحت قيادة الرئيس الراحل سيد بار قبل محاولته تنظيم انقلاب في عام 1978 وفشل في محاولته وفر إلى إثيوبيا حيث بدأ تمردا للاطاحة ببار. ويعتقد أن يوسف كان يحظى بتأييد إثيوبيا خلال حملته الرئاسية. وستتمثل أولى مهام الرئيس الجديد في انتخاب رئيس وزراء يكون مسئولا عن تشكيل حكومة انتقالية ويعتقد أن الانتخابات ستجرى خلال خمس سنوات. وسيستمر البرلمان الانتقالي في عقد جلساته في نيروبي لعدة أشهر على الاقل حيث ان العاصمة الصومالية مازال ينظر إليها على أنها خطيرة.