ترك ذبح الرهينة البريطاني كينيث بيجلي في العراق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير غارقا في المستنقع العراقي كما لم يحدث من قبل رغم جهوده للتركيز على قضايا اخرى قبل حملته الانتخابية للبقاء في السلطة. وقال وين جرانت خبير العلوم السياسية بجامعة وورويك بعد ذبح بيجلي: بوضوح يدفع ذلك بالحرب الى داخل بريطانيا بطريقة مختلفة... ربما يعمق ذلك من بعض الخسائر التي تكبدها بلير. وبدا رئيس الوزراء البريطاني في غاية التأثر على شاشة التلفزيون مساء الجمعة وهو يعرب عن (بالغ اشمئزازه) من ذبح بيجلي المروع.ومن المحتمل أن يواجه بلير المزيد من التساؤلات بشأن الجهود البريطانية لاطلاق سراح المهندس الذي كان يبلغ من العمر 62 عاما والذي اختطف من منزله في بغداد قبل ثلاثة اسابيع. ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية ولم تنف تقريرا من مصدر أمني غربي قال لرويترز: ان بيجلي حاول الهرب بمساعدة أحد العناصر من بين الخاطفين وانهما قتلا معا. ومن شأن ذبح بيجلي الذي يأتي في أعقاب تقرير من (عراق سيرفي جروب) التي قوضت الاسس التي استند اليها بلير في تبريره لغزو العراق أن يبقي القضية العراقية على قمة الاجندة السياسية في لندن قبل سبعة أشهر من الانتخابات المتوقعة. وحث الديمقراطيون الليبراليون الذين عارضوا الحرب بلير من أجل اصدار بيان بشأن ما خلص اليه تقرير (عراق سيرفي جروب) عند عودة البرلمان للانعقاد الاسبوع القادم. وقال معظم أفراد عائلة بيجلي في مقر اقامتهم بمدينة ليفربول: انهم مقتنعون بأن الحكومة البريطانية بذلت ما في وسعها لانقاذ حياة بيجلي بما في ذلك تبادل رسائل مع الخاطفين عبر وسطاء غامضين في العراق. الا ان أحد اشقاء بيجلي رفض ذلك وقال: ان يدي بلير ملطخة بدم شقيقه. وليس من المحتمل أن ينجو رئيس الوزراء من أزمة الرهائن دون أن يلحق به الضرر على عكس ما جرى مع قادة الولاياتالمتحدةوايطاليا الذين خطف لهم رعايا أيضا في العراق. وشعر الامريكيون بالغضب والامتعاض لذبح اثنين من الامريكيين الذين أسروا مع بيجلي الا ان قتلهما لم يحظ بمثل التغطية الاعلامية التي حظيت بها حالة بيجلي في بريطانيا كما ان قليلين فقط هم الذين وجهوا اللوم للرئيس الامريكي جورج بوش. وفي ايطاليا احتفل سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء باطلاق سراح الرهينتين الايطاليتين في اواخر الشهر الماضي. ولم يلق الايطاليون في أغلبهم بالا الى ما تردد حول دفع الحكومة فدية لاطلاق سراح المرأتين اللتين احتجزتا لبعض الوقت. وقال بعض المعلقين: ان بيجلي قتل لان خاطفيه خشوا من التعرض لهجوم أو انهم ربما أقدموا على ذلك انتقاما من القوات الامريكية التي شنت العديد من الغارات على المدن العراقية. وقال تيري ويت مبعوث الكنيسة الانجليكانية السابق الذي احتجز رهينة في بيروت خلال الثمانينات لهيئة الاذاعة البريطانية: لقد روعت فعلا عندما سمعت أن المنطقة التي كان يفترض أن كينيث موجود بها تعرضت للقصف .ان الموقف يتفاقم. وقال محمد العسكري اللواء السابق ان الخاطفين وهم اتباع جماعة أبو مصعب الزرقاوي خشوا من أن مقاتلين أسرتهم القوات الامريكية في هجمات قبل ايام قد يوقعون بهم. وقال العسكري: أكثر من 70 شخصا على صلة بأبو مصعب الزرقاوي وجماعات متطرفة اخرى ألقي القبض عليهم منذ مساء يوم الاربعاء. وتابع: لذلك خشى الخاطفون من احتمال التعرف على مكان احتجاز بيجلي من المعتقلين. وأيا ما كانت الحقيقة فان مقتل بيجلي كشف تردي وضع بلير فيما يتعلق بالعراق والذي هوى بمستوى شعبيته كثيرا وأثار غضب الناخبين عبر البلاد. وقالت ليزا ساندرسون احدى مواطنات ليفربول وهي تمضي مع ابنتها الصغيرة الى الكنيسة لحضور قداس خاص من أجل بيجلي: أعتقد أن بلير كان يمكنه فعل المزيد. أعتقد أنه كان يمكنه التفاوض.