رجح مسؤول عراقي رفيع ان تكون عالمة الاسلحة البيولوجية العراقية رحاب طه، قد افرج عنها، بينما اكد مسؤول أمريكي العثور على جثة الرهينة الأمريكي الثاني الذي اعلنت جماعة الزرقاوي انها اعدمته وهددت بمصير مماثل للرهينة البريطاني ما لم يتم الافراج عن السجينات العراقيات. وقال مسؤول رفيع في وزارة العدل العراقية ان عالمة من بين اثنتين محتجزتين في السجون الامريكية يمكن ان يكون قد اطلق سراحها أمس الاربعاء.. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان رحاب طه وهي عالمة في الاسلحة البيولوجية يمكن ان يكون قد اطلق سراحها في اطار مراجعة لاسباب احتجازها. وقال: هذا ممكن ان شاء الله وان قضيتها تنظر. وقال المتحدث باسم الوزارة نور عبد الرحيم ابراهيم ان الحكومة العراقية تعتبر ان رحاب طه لم تعد تشكل تهديدا للامن القومي وانه يمكن الافراج المشروط عنها مقابل دفع كفالة.. لكنه حرص على التأكيد بأن مثل هذا القرار غير مرتبط بمطلب جماعة الاردني ابو مصعب الزرقاوي التي ما زالت تحتجز رهينة بريطانيا بعد ان اعلنت عن قتل رهينتين امريكيين. وقد طالبت جماعة التوحيد والجهاد بالافراج عن العراقيات السجينات في سجني ابو غريب القريب من بغداد وام قصر في جنوبالعراق. واعلنت مساء الثلاثاء قتل الرهينة الأمريكي الثاني المحتجز لديها جاك هنسلي بعد 24 ساعة من قطع رأس الرهينة يوجين ارمسترونغ. وخطف الامريكيان مع البريطاني كينيث بيغلي في بغداد في 16 سبتمبر الجاري. الى ذلك اكد ابراهيم ان موقف الحكومة هو عدم التفاوض مع الارهابيين مشيرا الى انه من غير المطروح اطلاق سراح السجينة الثانية هدى صالح مهدي عماش التي ما زالت تشكل تهديدا للامن القومي على حد قوله.. واكد المتحدث ان هاتين السيدتين فقط ما زالتا معتقلتين حاليا في العراق. استياء أمريكي وعبرت متحدثة باسم الجيش الأمريكي عن دهشتها لمضمون التصريح العراقي وقال: انتم الذين تعلموني بالامر. خرجت لتوي من اجتماع ولم يذكر اي شيء عن افراج (محتمل) عن سجينات. واكدت ان الولاياتالمتحدة تعتمد سياسة عدم التفاوض مع الارهابيين، مضيفة انه يعود الى السلطات العراقية في النهاية اتخاذ القرارات التي تعتبرها مناسبة. واضافت ان العراقيين بصدد اتخاذ المبادرة في شتى الميادين وبامكانهم الذهاب في المنحى الذي يختارونه. ذلك يشكل جزءا من صلاحياتهم فالامر يتعلق ببلادهم. وتتهم هدى صالح مهدي عماش ورحاب طه اللتان اطلق عليهما الامريكيون على التوالي لقبي الدكتورة جمرة خبيثة والدكتورة جرثومة بالارتباط ببرنامج تطوير الاسلحة الجرثومية في ظل النظام السابق وهما معتقلتان في سجن ابو غريب. وكان مسؤول في هذا السجن قال مؤخرا ان اخر عراقيتين في هذا السجن الذي يديره الامريكيون هما هدى صالح مهدي عماش ورحاب طه. وقال الجنرال جيفري ميلر المكلف بالاصلاحات في سجن ابو غريب الذي شهد فضائح تعذيب للسجناء العراقيين كشفتها اجهزة الاعلام الغربية: ما زلنا نحتجز سجينتين نعتبرهما خطرتين بسبب علاقاتهما ببرنامج الاسلحة الجرثومية للنظام السابق. يذكر أن هدى مهدي صالح عماش التي اعتقلت في مايو 2003 كانت تحمل الرقم 53 على لائحة المطلوبين العراقيين التي تضم 55 مطلوبا وقد سماها الامريكيون الدكتورة جمرة خبيثة لانها تحمل شهادة دكتوراة من الولاياتالمتحدة في علم الجراثيم ويعتبرونها مسؤولة عن برنامج الاسلحة الجرثومية في ظل النظام السابق. اما رحاب طه التي سميت دكتورة جرثومة فليست على لائحة المطلوبين وقد استسلمت بمحض ارادتها للقوات الامريكية في مايو 2003. وهي تحمل شهادة دكتوراة في علم الجراثيم ايضا من احدى الجامعات الانكليزية وكانت مسؤولة عن مجمع علمي ينتج فيه العلماء عصيات الكربون والتوكسين وهي زوجة وزير النفط السابق عامر رشيد. العثور على جثة الأمريكي من جهته قال مسؤول أمريكي بعد ان أعلنت جماعة الزرقاوي اعدام الرهينة الأمريكي الثاني انه تم العثور على جثة في العراق لكن لم يتم بعد التعرف عليها.. وأضاف المسؤول الأمريكي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه علمنا انه تم العثور على جثة مضيفا ان الولاياتالمتحدة لم تتمكن بعد من التعرف على الجثة. ولا توجد اي أدلة على انها جثة جاك هينسلي الرهينة الأمريكي الثاني لكن المسؤول قال: بالطبع يجب اجراء عملية التعرف على الجثة ويجب الاتصال بالاسرة. وذكرت شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) الاخبارية انه تم العثور على جثة بلا رأس لكن لم يتم بعد التعرف عليها.. وقالت جماعة الزرقاوي في موقعها على الانترنت الثلاثاء انها قتلت هينسلي وهددت بقتل البريطاني.. ولم تذكر الجماعة متى ستقتل الرهينة البريطاني كينيث بيغلي. وقالت الجماعة في بيان: قام اسود التوحيد والجهاد بذبح الاسير الامريكي الثاني بعد انتهاء المهلة المحددة مضيفة ان شريط فيديو يصور عملية اعدامه سيبث على الانترنت قريبا. ومضى البيان قائلا: وسيلقى الاسير البريطاني نفس المصير اذا لم تقم الحكومة البريطانية بما يجب لاطلاق سراحه. وتشير الجماعة بذلك الى مطلبها المتمثل بالافراج عن السجنيات العراقيات من سجني أبوغريب وأم قصر. وقالت جماعة الزرقاوي انها مسؤولة عن أكثر التفجيرات الانتحارية دموية في العراق منذ سقوط صدام. وقتلت عددا من الرهائن بينهم مهندس الاتصالات الأمريكي نيكولاس بيرج في مايو والسائق الكوري الجنوبي كيم سون ايل في يونيو. وعرضت الولاياتالمتحدة مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض على الزرقاوي. الرهينة هينسلي قبيل مقتله