نعت الرهينة البريطاني في العراق كينيث بيغلي، رئيس الوزراء توني بلير بالكذب لأنه لا يفاوض الخاطفين ودعاه الى أن يعمل بمصداقية من أجل إنقاذ رقبته من السكين التي ذبح بها زميلاه الأمريكيان قبل أيام.وفي حالة تثير الشفقة، طل المهندس بيغلي مساء أمس على شاشة التلفزيون من داخل قفص حديدي وهو يرتدي لباسا برتقالي اللون وجلس القرفصاء مغلول اليدين والقدمين وخلفه علق علم كتب عليه جماعة (التوحيد والجهاد) التي يتزعمها الأدرني أحمد الخلايلة المشهور بأبي مصعب الزرقاوي (رأسه مطلوبة مقابل 25 مليون دولار من الإدارة الأمريكية). وقال عبر شريط فيديو بثه تلفزيون الجزيرة القطري إن الخاطفين لا يريدون قتلى ولكنهم يسعون فقط من أجل إطلاق سراح النساء العراقيات من سجون الاحتلال. وبصوت متهدج قال: ارجوك انقذني. واتهم بيغلي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بانه يكذب ولا يقوم بأية مفاوضات لاطلاق سراحه وقال إنه لا يكترث لي .. لست سوى شخص، شخص واحد .. إن بلير يكذب .. لا يوجد تقدم ولا مفاوضات لانقاذ حياتي ولا مفاوضات لوقف الذل الذي تتعرض له السجينات العراقيات في السجون العراقية .. إنه يكذب حين يقول انه يتفاوض .. انه لا يتفاوض .. حياتي رخيصة بنظره وهو لا يهتم بي .. ارجوك ساعدني .. وساعد الامهات العراقيات. وأضاف الرهينة البريطاني قائلا: بلير قال انه لا يتفاوض مع ارهابيين .. الفرنسيون يتفاوضون مع هؤلاء الاشخاص لاطلاق سراح رهائنهم. (في اشارة الى الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو المحتجزين منذ 20 آب اغسطس مع سائقهما ومترجمهما السوري محمد الجندي، الذين سيتم إطلاق سراحهم عندما يتم تأمين طريقة لذلك كما تفيد المصادر الفرنسية). وتوسل بيغلي مخاطبا بلير: ارجوك ان تتكلم .. ساعدني .. قالوا لي ان أمي مريضة وانت تريد ان تساعدها .. اجعل لديك العاطفة نفسها في التعامل مع السجينات العراقيات .. كل ما يريدون هو ان تطلقوا سراح الرهائن. انهم لا يريدون قتلي .. لقد كان بوسعهم قتلي قبل اسبوع او اسبوعين او ثلاثة .. كل ما يريدونه هو اطلاق سراح اخواتهم حتى يعدن الى ازواجهن. وقد وخطف بيغلي (62 عاما) في 16 ايلول سبتمبر على يد مجموعة (التوحيد والجهاد) في حي المنصور وسط بغداد مع زميلين له امريكيين هما جاك هانسلي ويوجين ارمسترونغ، الذين قتلا ذبحا تباعا يومي الاثنين والثلاثاء من الاسبوع الماضي. وردا على نداءات بيغلي المثيرة للشفقة، عبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن ارتياحه الكبير لكون الرهينة البريطاني لا يزال على قيد الحياة. وقال متوجها الى صحافيين على هامش مؤتمر حزب العمال السنوي في برايتن جنوب انكلترا ان كون كينيث بيغلي ما زال على قيد الحياة هو مصدر ارتياح كبير، لكن ظروف اعتقاله تثير القلق، تحدثت الى عائلته هذا الصباح وساتحدث اليها مجددا. كما وجهت عائلة كينيث بيغلي رسالة الى خاطفيه شكرتهم فيه لانهم اتاحوا لأفراد العائلة مشاهدته على قيد الحياة عبر التلفزيون، وقال ناطق وزارة الخارجية إن شقيق الرهينة، فيليب وابنه كريغ، قدما الى لندن امس لالتقاء البارونة سايمونز وزيرة الدولة للشؤون القنصلية. وفيما كانا هنا، شاهدا شريط الفيديو وطلبا توجيه رسالة الى الخاطفين. وقالا في الرسالة: نحن، عائلته، نعتقد ان القرار الاخير باطلاق سراحه هو بين ايديكم انتم الذين تحتجزونه، طلب منكم مرة جديدة، نرجوكم ان تظهروا رأفة بوالدي وتطلقوا سراحه.