يقول مراقبون في لندن: ان الرهينة البريطاني الذي يهدد خاطفون في العراق بقتله بعد قتل زميلية الامريكيين وجه نداء يائسا مباشرا لرئيس الوزراء الذي شارك في شن الحرب على العراق دون موافقة المجتمع الدولي اصبح يشكل كابوسا لمستقبل بلير السياسي.وتقاوم الحكومة البريطانية دعوة للاستجابة لنداء الرهينة كينيث بيجلي 62 عاما وجهتها اسرته الى بلير وللخاطفين لانقاذ حياته وتصر على ان الاستسلام للمتشددين سيدفعهم الى ارتكاب مزيد من الاعتداءات وهذا هو الدرس الذي تعلمته بريطانيا خلال حربها التي استمرت 30 عاما مع الجيش الجمهوري الايرلندي في ايرلندا الشمالية. من جانبه اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو رفض الحكومة التفاوض مع خاطفي الرهائن. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي. بالطبع قلوبنا معه ومع اسرته. لكن يؤسفني ان أقول ان هذا لا يمكن ان يغير موقف الحكومة البريطانية. واضاف ان هذا يزيد من عذاب الموقف المروع الذي وضع فيه هؤلاء الارهابيون الاشرار السيد بيجلي فيه. وناشدت اسرة بيجلي خاطفيه ان يتركوه في نداء عبر التلفزيون. وقال ابنه كريج كونوا رحماء لاننا نعرف ان بامكانكم ان تصبحوا كذلك. افرجوا عن كين حتى يعود الى زوجته واسرته. اننا نطلب منكم كأسرة ان تتحلوا بالرحمة الكاملة. وقالت اسرة بيجلي في نداء مباشر الى جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها حليف القاعدة أبو مصعب الزرقاوي التي تحتجز الرهينة البريطاني لقد أثبتم للعالم انكم ملتزمون ومصممون. ولكن اذا لقي المهندس كينيث بيجلي "62 عاما" نفس المصير المروع الذي لقيه الرهينتان الامريكيان اللذان كانا محتجزين معه وفصلت رأساهما فقد تصم صيحات الاحتجاج الآذان وتطيح بمستقبل بلير . ولا يمكن للتوقيت أن يكون أسوأ مع تراجع شعبية بلير بشأن غزو العراق وتوابعه الدموية فيما يستعد اليساريون داخل حزب العمال الذي يتزعمه والذين عارضوا الحرب على طول الخط لمؤتمر الحزب الذي يجري الاسبوع القادم. وقال روبرت وورشستر المسؤول بمؤسسة موري لاستطلاعات الرأي لرويترز بالطبع سيستمر الامر وسيتعرض بلير لضغط كبير في الاسبوع القادم في مؤتمر حزبه. سيكون اليسار كله ضده. انها فرصتهم وسيقولون.. لقد كذبت علينا وأوقعتنا في هذه الفوضى.. أخبرناك بهذا. وبالرغم من كل هذا ومع دعم خصوم بلير السياسيين لموقفه الرافض للتفاوض يعتقد المحللون أن تأثير هذا على الناخبين سيكون ضئيلا للغاية. ورفض زعيم المعارضة المحافظ مايكل هاوارد امس الخميس أن يحقق مكاسب سياسية على حساب بلير وقال في تصريحات لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الحكومة على حق. لا يمكن أن نرضخ لمن يتصرفون بهذا الاسلوب الهمجي. وأضاف اذا فعلنا هذا فسيكون هذا بمثابة اعطاء الضوء الاخضر لهم لاحتجاز مزيد من الرهائن وقتل مزيد من الاشخاص. وساند المحافظون قرار بلير بخوض الحرب وبالرغم من انخفاض شعبيته فانهم لم يستطيعوا الاستفادة من الفوضى التي ألمت برئيس الوزراء. وتشير جميع استطلاعات الرأي الى احتمال أن يفوز بلير بولاية ثالثة في الانتخابات العامة التي يتوقع اجراؤها على نطاق واسع العام القادم. وقال وورشستر بالطبع هذا أمر خطير لكنه سيكون له أثر ضئيل وربما لا يكون له أي أثر على الانتخابات. وعرض نداء بيجلي في شتى أنحاء العالم من خلال شريط فيديو قال فيه انني بحاجة لان تساعدني يا سيد بلير لانك الشخص الوحيد على ظهر ارض الله الآن الذي أستطيع أن أتحدث اليه. أرجوك.. أرجوك أن تساعدني كي أرى زوجتي التي لا تستطيع.. لا تستطيع الاستمرار في الحياة بدوني. لا أريد أن أموت. انني لا أستحق هذا. ووضع هذا النداء المباشر بلير في مأزق عصيب وذكر الجماهير بالفوضى في العراق رغم تأكيدات الزعيم البريطاني بأنه أصبح مكانا أفضل. وقال جون كيرتيس استاذ السياسة في جامعة ستراثكلايد يحمل هذا رسالة الى البلاد بشأن الفوضى التي يعيشها العراق في الوقت الراهن. لكنه جادل أن بلير يتمتع بخبرة كبيرة في الحرب بعد سبع سنوات من توليه السلطة وعلى الارجح فقد صقلته المعارك بشأن هذه النوعية من الاشياء. وقال بول ولكنسون خبير الارهاب ان على البريطانيين أن يفهموا حقائق الوضع.وأضاف قائلا لرويترز هذه الجماعة مرتبطة بشكل واضح باكثر التنظيمات الارهابية تشددا في العالم.. تنظيم القاعدة. في هذا الاطار من الاهمية الشديدة بمكان أن نقلل من حجم المخاطر التي تتعرض لها قوات التحالف والمدنيون الذين يعملون هناك في ظروف سيئة للغاية. الرضوخ لهذا النوع من التخويف الارهابي أمر على الحكومات الديمقراطية والمجتمع الدولي مقاومته.