في مؤتمره الصحفي يوم أمس الأول طرح سمو وزير الداخلية جملة من الثوابت الراسخة التي تكافح بها المملكة ظاهرة الارهاب، وهي ثوابت مستمدة من تعاليم ومبادىء العقيدة الاسلامية السمحة، فتلك الظاهرة التي تبرز بوجهها القبيح بين حين وحين في كثير من أصقاع الأرض أصبح من المتعذر استبعاد وقوعها، غير أن من الضرورة بمكان أن تكثف الجهود بشكل دولي جماعي لاحتوائها وتقليم أظافر رموزها في كل مكان، فمكافحة تلك الآفة لا يمكن أن تتم بطريقة فردية منعزلة عن جهود الآخرين، فتلك ظاهرة تمتد أياديها الأخطبوطية لتشمل قارات العالم كلها دون استثناء، وقد عانت معظم دول العالم الأمرين من تلك الظاهرة، فمن الواجب مواجهتها بكل وسائل المواجهة وعدم الاكتفاء بالبحث والتقصي عن فئة المنفذين فحسب، بل يجب ملاحقة الرؤوس المدبرة الكبيرة التي تقف وراء تحريك أولئك المخربين، وتقف وراء غسل أدمغتهم والتغرير بهم وزجهم في أتون تلك العمليات الإرهابية الاجرامية، فلابد من البحث عن المخططين أيضا والقصاص منهم، وإزاء ذلك فإن مكافحة تلك الظاهرة لابد أن تخرج من نطاقها الفردي إلى عمل دولي، ولابد من وضع الآليات المناسبة لإنفاذ مكافحة جماعية لتلك الظاهرة ومواجهتها، فصحيح ان العرب سباقون حينما أعلنوا اتفاقيتهم العربية الموحدة لمكافحة الإرهاب، غير أن الأمل يحدو العرب والمسلمين في أن تقدم هيئة الأممالمتحدة على انفاذ اتفاقية دولية فاعلة لمكافحة تلك الظاهرة الخطيرة، فالعمل الدولي المشترك للمكافحة ستكون له فاعلية أكبر لاسيما أن الظاهرة لا هوية لها ولا وطن ولا دين، فما أحرى دول العالم مجتمعة أن تعود إلى دعوة المملكة الصادقة، حيث كانت أول دولة في العالم تدعو إلى وضع استراتيجية عالمية موحدة لمكافحة الارهاب، ويبقى أن المملكة قيادة وحكومة وشعبا ترفض تلك الظاهرة، وتسعى بكل امكاناتها وطاقاتها لمحاربتها والضرب بيد من حديد على كل عابث ومارق ومفسد يريد النيل من أمن هذا الوطن واستقراره وطمأنينته.