(نعم.. سياتي)، بهذه العبارة أجاب المتحدث باسم (اوبك) عمر ابراهيم لدى سؤاله عن رد وزير النفط العراقي على الدعوة التي وجهت له للمشاركة في حضور الاجتماع الذي سيعقد في فيينا الاربعاء القادم . وبذلك يكون العراق قد سجل بمشاركته في الاجتماع اعلان عودته الى المنظمة بعد 13 سنة من الغياب عقب اجتياحه الكويت في عام 1990 وخضوعه لحظر نفطي رفعته الاممالمتحدة عنه في مايو الماضي. وكان الانتاج النفطي العراقي الذي يملك 11% من احتياطي النفط العالمي، مستبعدا من نظام الحصص الذي تضعه اوبك وينظم حركة العرض النفطي للدول العشر الاعضاء منذ عام 1990 عندما فرضت الاممالمتحدة على بغداد حظرا في اعقاب اجتياحه الكويت، وبقي ذلك الحال الى ان طبقت الاممالمتحدة في عام 1996 برنامج "النفط مقابل الغذاء" لتخفف عن كاهل الشعب العراقي تأثير العقوبات المفروضة على نظام صدام حسين، حيث استطاع العراق خلال سبعة اعوام، تصدير حوالي 6.3 مليار برميل من النفط في اطار هذا البرنامج. وقبل استبعاده من نظام الحصص، كان العراق الذي بقي عضوا في اوبك، يصدر 3.14 مليون برميل في اليوم بالتساوي مع حصة ايران. واعتبرت طهران ان العراق لن يتمكن من المشاركة في الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة اوبك الا اذا تم الاعتراف بحكومته من قبل الاممالمتحدة. وكان وزير النفط الايراني بيجان زنجنة قد اعلن في مطلع سبتمبر الجاري "ان حضور ممثل عن العراق الاجتماع المقبل لاوبك ممكن فقط اذا اعترفت الاممالمتحدة بحكومة هذا البلد". وكان مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي تم تشكيله برعاية الولاياتالمتحدة في يوليو، قد عين حكومة انتقالية في بداية سبتمبر مسؤولة امامه، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بها بعد، الا ان مجلس الحكم الانتقالي استطاع في التاسع من سبتمبر الجاري ان ينجح في حمل جامعة الدول العربية على الاقرار بحضوره مؤقتا. وبحسب المراقبين، فان هذا القبول المهم بالنسبة الى الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي سيشكل سابقة لدى منظمات دولية اخرى مثل الاممالمتحدة واوبك. وكان الرئيس الحالي لاوبك عبد الله العطية قد دافع عن مشاركة العراق ووزير النفط العراقي في الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة اوبك في فيينا. واعلن خبراء انه لو حضر العراق الى فيينا ، فليس من المؤكد ان هذا البلد الذي كان من مؤسسي اوبك في سبتمبر 1960، سيواصل شغل مقعده داخل المنظمة. وقال الخبراء ان العراق قد يتجاهل المنظمة في مسعاه لتمويل اعادة الاعمار عبر انتاج ما يحلو له من النفط دون التقيد بأي حصص. ومع حوالي 112 مليار برميل من النفط الخام غير المستغل بعد، يملك العراق نحو 11% من احتياطيات النفط العالمية، وفقا لتقديرات مركز دراسات الطاقة الشاملة في لندن، حيث يجري استغلال حوالي الفي بئر نفطية تنتج نظريا ما يصل الى حوالي 2.8مليون برميل في اليوم وعمليا قرابة مليوني برميل في اليوم، من اصل 15 حقلا نفطيا رئيسيا في جنوب وشمال وغرب البلاد.