تمثيل العراق مشكلة تواجهها منظمة اوبك وهي تستعد لعقد مؤتمر وزاري استثنائي في فيينا الخميس المقبل يتوقع ان يتركزعلى بحث امكانية خفض معدلات الانتاج بسبب وفرة المعروض من النفط في السوق حاليا وتراجع الطلب العالمي على الخام في هذه الفترة. ويعتبر المراقبون هذا المؤتمر بان له طبيعة خاصة بسبب تسارع الاحداث في العراق وسقوط نظام صدام حسين وامكانية عودة العراق الى معدلات انتاجه المرتفعة قبل مغامرة صدام الفاشلة في الكويت في التسعينات عندما كان ينتج اكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم . واعترفت مصادر اوبك بان المنظمة تواجه صعوبة في مسألة تمثيل العراق في هذا المؤتمر بسبب الفراغ السياسي وعدم تعيين حكومة جديدة في بغداد. وتردد بان اوبك وجهت الدعوة الى ممثلي النظام المنهار وبينهم القائم بالاعمال في فيينا لحضور اجتماعات هذا الاسبوع بدعوة ان المنظمة لا تريد ان يظل مقعد العراق شاغرا خاصة وان النمسا لم تسحب اعترافها بعد بالقائم بالاعمال العراقي خالد الشمري وستة دبلوماسيين واداريين من العاملين في سفارة النظام في فيينا. وتؤكد مصادر اوبك بانها وجهت الدعوة فعلا للنظام العراقي لكنها قالت في نفس الوقت بان هذا الاجراء يظل بروتوكوليا ولحين تعيين حكومة عراقية جديدة قادرة على ارسال من يمثلها الى اجتماعات اوبيك. وابدت مصادر الامانة العامة لاوبك في فيينا استغرابها للتركيز الاعلامي على موضوع تمثيل العراق وقالت بان المنظمة حريصة على استمرار عضوية العراق داخلها باعتبار ان ذلك يصب في مصلحة العراق اولا والمنتجين داخل وخارج اوبك ايضا.واوضحت المصادر ذاتها ان المزاعم التي تردد بان العراق سيخرج عن المنظمة لا تخدم المنتجين في سوق النفط لان الانتاج بدون ضوابط او قيود يعرض مصالح كافة المنتجين وبينهم العراق للخطر فضلا عن نشر حالة من عدم الاستقرار و تقلبات الاسعار لا تخدم المستهلكين.ومثلما اكدت الولاياتالمتحدة فان الامانة العامة لاوبك تقول ايضا ان مسألة تمثيل العراق لا تحظى بالاولوية وان هذا الامر متروك للشعب العراقي لاختيار حكومته بنفسه بعد ان تخلص من حكم ديكتاتوري طويل حيث ستكون المنظمة مستعدة للاعتراف بممثلي الحكومة العراقية الجديدة .وتقر مصادر اوبك باستحالة حضور وزير نفط النظام العراقي السابق عامر رشيد التكريتي الى اجتماعات وزراء اوبيك الخميس المقبل باعتبار ان اسمه مدرج ضمن قائمة مجرمي الحرب التي تسعى الولاياتالمتحدةوالعراقيون ايضا الى القبض عليهم. وافادت مصادر اوبك بانه على الرغم من وجود اسماء كثيرة لخبراء عراقيين بارزين في شؤون النفط الا انه من الصعب تحديد اسماء معينة في الوقت الحاضر للمشاركة في مؤتمر المنظمة الوزاري هذا الاسبوع.وتعيد مسألة تمثيل احدى الدول الاعضاء في مؤتمرات اوبك الوزارية ما حدث مطلع الثمانينات خلال الحرب العراقية الايرانية عندما خطفت القوات العراقية وزير النفط الايراني حيث جلس الوفد الايراني المشارك في اجتماع وزاري لاوبك في فيينا وهو يحمل صورة كبيرة للوزير المخطوف للتأكيد على انه لا يزال يمثل بلاده. وفي الوقت الذي يعاني العراق حاليا من غياب مؤقت في التمثيل السياسي في الخارج فقد تعرضت الكويت ابان غزو النظام العراقي لها في اغسطس1990 الى موقف صعب عندما طالب رئيس وفد النظام العراقي انذاك الدكتور رمزي سلمان الموجود في قطر حاليا بعدم الاعتراف بالتمثيل الكويتي لدى اوبك الا ان منظمة اوبك تجاهلت هذا الطلب ورفضت الاعتراف بالامر الذي حاول النظام العراقي تحويله بالقوة الى واقع وظل السفير الكويتي السابق عبد الحميد العوضي ممثلا لبلاده في ذلك المؤتمر اضافة الى منصبه كسفير للكويت ومنظمات الاممالمتحدة في فيينا.