المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدرت أربعة آلاف عامل وفني بالصدق وشققت طريقي بالأمانة
"سباب الطواش" سعود عبدالعزيز الشافعي يتذكر:
نشر في اليوم يوم 06 - 06 - 2003

المتتبع لمسيرة ضيفنا لهذا الاسبوع سيلاحظ قوة العزيمة والاصرار والتفاؤل كاد يقع في العديد من الاحداث والمواقف ولكنه كان مهيأ لذلك بدأ بلا شيء فهو لايخاف الخسارة ولن يخسر أي شيء ولكنه وضع نصب عينيه نهجا وسار عليه كان رأس ماله كما يقول معرفة الرجال والصدق والامانة وعلى هذا الاساس سار ولد في سيهات المدينة المحوطة بسور من سعف النخيل واستطاع اللجوء الى عالم ارحب فيه الضحكات وفيه الكبوات وهو عالم التجارة . انطلق من سيهات ليدير أربعة الاف عامل وثمانين فنيا امريكيا بكل حكمة واقتدار له من المواقف والمهمات الكثير من العبر فهو من ابتعث ليعلم الامريكان القادمين الى المملكة العادات والتقاليد وفي صحراء الربع الخالي كاد يهلك لولا لطف الله وفي وقت من الاوقات اوشك ان ينهار مالياً لولا تصرفة السليم.. خمسون عاماً من المواقف والصبر والكفاح نوجزها لكم مع ضيفنا لهذا الاسبوع الشيخ سعود بن عبدالعزيز الشافعي فالى الحوار:
البداية والنشأة
اليوم: في البداية حدثنا عن ولادتك نشأتك مجتمعك الذي خرجت منه وما بقي عالقا في ذاكرتك من ايام الطفولة؟
أنا من مواليد سيهات لااتذكر ولادتي بالضبط ولكنها في عام 1343ه تقريباً وكانت مدينة سيهات صغيرة محاطة بسور من جميع الجهات له ثلاثة ابواب تستخدم منها بوابتان للدخول والخروج وبوابة كانت تستعمل لاخراج النفايات من داخل البلدة الصغيرة وكان يعمل من سعف النخيل ووالدي كان يعمل طواشا وهو تاجر اللؤلؤ صيفاً وفي الشتاء كان يعمل خياطا كنت ملازماًً له وتعلمت منه الصبر والتسامح وقوة العزيمة وكان حريصاً على تعليمنا ويعي اهمية التعليم وانا من عائلة كثيرة العدد انا اكبرهم ولم يكن هناك بالقرية تعليم نظامي ولكن كانت هناك حلقات لتعليم القرآن الكريم انضممت اليها انا واخي عبدالله وقرأت القرآن كاملاً وتعلمت الكتابة والقراءة في سنة .
تعليم اللغة
اليوم: تعلمت اللغة الإنجليزية في وقت مبكر من عمرك برغم عدم اهميتها في ذلك الوقت كيف كان ذلك وهل كنت تخطط للعمل بارامكو مثلاً؟
بعد ان انهيت دراستي للقرآن الكريم كان والدي يريد ان يعلمني علوما اخرى فسمع ان هناك شخصا اسمه محمد بن فارس في القطيف قادم من بريطانيا وافتتح فصلا لتعليم اللغة الإنجليزية فانضممت اليه وبدأت الدراسة من أبجديات اللغة الإنجليزية لمد ة سنة كاملة اعتبرها خطوة مهمة في حياتي ولم تكن بسبب الوظيفة بقدرما كانت للتعليم فقط.
بداية العمل
اليوم: والدك كان طواشا او تاجر لؤلؤ وخياطا ألم تلتحق بالعمل مع والدك؟
نعم عملت مع والدي بما يسمى " السباب" وهو الشاهد على البيع والشراء مقابل ربية او ربيتين ثم عملت لدى علي السيهاتي وكان مقاولا لجلب العمالة من الخارج وكانت وظيفتي (ملاحظ عمال) وكنت اترجم له ما اعلمه بينه وبين العمال وكان الحاج علي مقاولا مع ارامكو يقدم الايدي العاملة الى دائرة المستودعات ويبني سكن عمال ارامكو او ما يسمى (سعودي كامب) من سعف النخيل وفروش البحر وكان مرتبي عشرة روبيات .
فرص العمل
اليوم: ألم تفكر في الالتحاق بارامكو وفيها الفرص والمغريات؟
لم تكن ارامكو في عام 1335ه حتى الاربعينيات الهجرية بمستواها الآن
وكانت مجموعة شركات والتحقت بالشركة في اوائل عام 1340ه . واتذكر انه بذلك العام وقع انفجار بالخطأ على الظهران مع بدايات الحرب العالمية الثانية مما سبب نوعا من الخوف لدى الاهالي ومن والدي الذي امرني بالعودة وترك العمل. حتى ان الامريكان تركوا اعمالهم وعادوا الى بلدانهم . ولم نكن نعرف ما حقيقة الامر فلم تكن هناك وسائل اعلام بل كنا نتقصى الاخبار من بعضنا البعض.
العودة الى العمل
اليوم: وكيف عدتم مرة اخرى الى اعمالكم؟
عدت الى سيهات لمدة اسبوع ثم ارسلت الشركة الى والدي رسالة تطلب فيها عودتي مرة اخرى الى عملي وفعلاً عدت بالسيارة الوحيدة في قريتنا وهي لعلي السيهاتي واشتراها من العراق ويعمل بها لنقل الاشخاص وكانت العملية تستغرق اربع ساعات من سيهات الى الظهران.
طبيعة العمل
اليوم: ما طبيعة عملك والسعوديين امثالك ؟
انا كنت مراسلا وعملت بالمستودعات براتب 15قرشا يومياً ، اما السعوديون معي فلم يكونوا متعلمين ما عدا اشخاصا معدودين ومنهم رئيسي بالعمل سليمان العليان وعلى التميمي رحمهم الله وقد عملت معهم بالمستودعات وكانت مهمتي هي ترتيب الرفوف والبضائع وكتابة الاسماء عليها ومتابعتها يومياً من الزملاء المسؤولين وهم الشيخ علي التميمي ومحمد سبانو وعبدالرحمن المنصور ومحمد الخليوي وخليل العرنوطي وغيرهم ومن عام 1340/ الى 1345ه عملت في عدة مواقع بمقر الشركة بالظهران وكان الراتب يزيد اربعة قروش او قرشين وايام الجمع راحة ولكن بدون راتب. والمبلغ هذا كان كبيراً في ذلك الوقت فالخروف كان بريالين وكنا نتجمع بما يسمى " العزب" انا ومجموعة من السعوديين.
المنطقة ومعالمها
اليوم: وكيف كانت المنطقة الشرقية الدمام والخبر وما طبيعة عمل اهاليها.
لم يكن هناك خبر بل كانت هناك مبان قليلة لعل من ابرزها بيت لاري وكان مكانا للعلاقات الحكومية وكان هناك عمدة اسمه حمد بن عبدالله ولعله كان قائما باعمال الشرط وكان العمدة يعرض الاراضي في ذلك الوقت كمنح لكل من يريد ان يبني بيتاً ولا يجد احدا.
فكرة العادات
اليوم : ابتعثت الى امريكا لاعطائهم فكرة عن العادات والتقاليد الخاصة بالمنطقة حدثنا عن هذة المهمة وكيف انجزتها؟
كان ذلك عام 1347ه ابتعثتني الشركة انا وعبدالقادر بو بشيت رحمه الله من اجل اعطاء الامريكان القادمين الى المملكة لغرض العمل بالشركة دروسا حول عادات وتقاليد المملكة من اجل الالتزام بها وكنا ايضاً نعلم من يجيد اللغة العربية اللهجات ومنها اللهجة الحساوية والتي كانت سائدة ومعروفة لدى الجميع وكنا ايضاً نحن نتعلم.
التحاق بالدراسة
اليوم: وكم استمرت عملية التعليم ؟
استمرت سنه وكانت المهمة الاولى والاخيرة من قبل الشركة ثم التحقت بكلية " كلو رادو" على حسابي الخاص وكنت اذهب واعود. ثم عدت عام 1348 بعد ان انهيت دراستي وتنقلت بعد ذلك في عدة مناصب وبعد ذلك استقلت من ارامكو لغرض مزاولة الاعمال الحرة بعد عشر سنوات وكانت حقوقي اربعين ريالا فقط.
استقالة من العمل
اليوم : وكيف تركت ارامكو وهي المستقبل ووصلت بها الى مراتب متقدمة في زمن يسير؟
فعلاً كان تركي لارامكو مجازفة ولكن تركتها لعدة اسباب اولها ان زملائي في العمل ومنهم سليمان العليان واخوانه اتجهوا الى المقاولات واخذ العقود ولم تكن ارامكو بهذا الحجم وكانت الطموحات كبيرة يدفعها حماس الشباب واستقلت من الشركة واستخرجت سجلا تجاريا برقم (8) لمزاولة التجارة والمقاولات.
العمل بالمقاولات
اليوم: وكيف استطعت ان تتقدم في المقاولات بلا رأس مال او خبرة؟
دخلت بدون رأس مال وكان رأس مالي هو الصدق في تعاملي مع الاخرين ومعرفة الرجال الذي افادوني بتوفيق من الله تعالى وكنت ادخل المشروع مستدينا وعند انتهاء المشروع اعطي كل ذي حق حقه.
نوعية العمالة
اليوم: وما نوعية المقاولات التي كنت تعمل بها وما العمالة التي كانت تعمل لديك؟
بنيت اكثر من نصف مقرات ارامكو وبنيتها التحتية ببقيق وبدأت بمشاريع صغيرة حفريات ومبان صغيرة والبداية الفعلية كانت عام 1950م وكانت البداية تنظيف ودهن خزانات الزيت ببقيق وكنت ايضاً اقوم بتوريد السمك والروبيان من رأس تنورة الى الظهران وخسرت فيها خسارة كبيرة حتى وصلت الى تمديد الانابيب اما العمالة فكانت اغلبها من الخارج من الهند وباكستان ومن الاخوة اليمنيين.
مشاريع وعمالة
اليوم: وما اول مشاريعك وكم كان عدد العاملين لديك؟
كان يعمل لدي في وقت من الاوقات ثمانون امريكيا واربعمائة عامل واول عملية
بدأت بمليون ريال وانتهت بسبعين مليون ريال وكانت العقود تطرح للثقة بالشخص نفسة ولم تكن هناك مناقصات وكان سجلي التجاري رقم سبعة.
مشاكل العمالة
اليوم: وما ابرز مشاكل العمالة في ذلك الوقت؟ وكيف استطعت السيطرة على هذا الكم الهائل من العمالة؟
لم يكن هناك مشاكل بمعناها الكبير ولكن كانت هناك اجراءات ميسرة خاصة ان المنطقة بحاجة الى المزيد من العمالة ولكن كنا نبحث عن الفنيين وكانوا من الاخوة اليمنيين وهناك تسهيل في الاستقدام ولم نكن نرحل العمالة بانتهاء المشروع لتوالي المشاريع.
مشاريع مهمة
اليوم: وما ابرز المشاريع التي رست على مؤسستك؟
مشاريع عديدة واهمها في رأس تنورة وكان مشروع غاز وان كنت مؤهلا لاي مشروع لوجود المعدات الثقيلة التي لاتوجد لدى غيري ومشاريع اخرى في محطات الزيت ببقيق ومحطات الغاز في بقيق والحوية والعضيلية والعثمانية ولكن المشروع الذي زادني قوة كان في عام 1967م عندما رست علي عملية تركيب الركايز الى خط الانابيب الممتد من عين دار الى العضيلية عبر الصحراء وكان المشروعان كبيران وفيه استلمت خطابا من ارامكو بانني نشيط وان اسمي في قائمة الترشيح للاعمال الكبيرة .
التيه في الصحراء
اليوم: سبق ان تهت في صحراء الربع الخالي انت ومجموعة معك لمدة ثلاثة ايام واوشكتم على الهلاك فما القصة وكيف تم انقاذكم؟
كان ذلك عام 67 ه وكان لدي مشروع لعمل دعمات الانابيب من خريص الرياض حتى شدقم وكان ذلك في اواخر رمضان وكان معي عبدالجليل نصر وعند العودة من خريص ركب معي احد العمالة بعد ان اعطيت اكلي وشرابي لرئيس الفرقة ظناً مني انني لن احتاجه لقرب المسافة ومعرفتي بها وقال لي اللحام الذي ركب معنا ان هناك طريقا مختصرا وقصيرا فوجهني مرافقنا اللحام الى طريق غير واضح حتى غاصت عجلات سيارتنا في الرمال واخذنا ننادي ظنا منا ان الصدى المرتد الينا هو صوت لاناس حولنا من شدة التعب وكان الجو لطيفاً في الليل اما النهار فكان حاراً وشمسا حارقة واستمر التوهان الى ثلاثة ايام اوشكنا ان نهلك كنا نبحث حولنا كل يوم بواسطة خطوط نخطها للعودة اذا لم نجد شيئا ولم يكن احد يعرف عنا بسبب انعدام الاتصالات وعندما فقدونا اتصلت ارامكو بالاهل وتأكدوا من ضياعنا في الصحراء فارسلت ارامكو طائرة عمودية للبحث ولكن وجدنا مدير المشروع سليمان الوابل ونحن في حالة يرثى لها وفي الرمق الاخير ولكن عند سماعنا صوت السيارة فرحنا فرحاً شديداً وانتابتنا قوة غريبة واخذنا نبحث عن صوت السيارة في كل اتجاه واخر شيء اتذكرة انهم اعطوني تمرا وماء مخلوطا ثم فقدت الوعي عندهم.
مشروع مستشفى
اليوم: كان لك مشروع في ذلك الوقت لمستشفى خاص بالدمام هل كان هناك جدوى اقتصادية لعمل مثل هذا المشروع المكلف آنذاك ولماذا تعثر المشروع ولم ير النور؟
كان لفكرة المشروع قصة وهي ان زوجتي وابنة عمي لم ترغب في العيش معي ببقيق وتزوجت الثانية من الاردن وكان لقدوم ابني الدكتور نبيل الذي يدرس الآن بكندا قصة عند ولادته فقد تعسرت الولادة بسبب قلة الامكانيات في مستشفيات الشرقية وهذا ما دفعني للتفكير بجدية في بناء مستشفى وفعلاً تقدمت للجهات المختصة واخذت التصاريح اللازمة واشتريت الارض وبدأنا البناء في القواعد مع شركة امريكية ولكن حدث بعض الخلافات مع الشركة المنفذة مما تسبب في ايقاف المشروع وخسارتي اكثر من سبعة ملايين ريال
منطقة بقيق
اليوم: نعود لمنطقة بقيق كيف كانت خاصة انك من مؤسسي المنطقة وصاحب مشاريع حيوية ومهمة في المنطقة؟
لم تكن هناك بقيق اساسا وكانت عبارة عن مجموعة من العشش واهلها من مختلف مناطق المملكة استوطنوها لاجل العمل بشركة ارامكو وهي التي خططت المنطقة وبنت لهم مساكن هناك.
مجازفة المشاريع
اليوم: الملاحظ انك انفقت مبالغ كبيرة من خلال مشاريعك في منطقة مجهولة المستقبل كبقيق؟
كانت اعمالي كلها هناك لذلك فقد اخذت شارعا كاملا وعملت "موتيل ومخابز" وسكنا للعمالة ولم يكن الامر مدروسا بشكل مفصل ولكنني رأيت انها المنطقة التي احتضنتني وفيها الفرصة الاكبربرغم ان موقعها لم يكن مناسبا.
مشاريع خارج المنطقة
اليوم: هل تحصلت على مشاريع واعمال خارج المنطقة الشرقية؟
نعم تحصلت على عقد عمل بالامارات وهو مشروع خط غاز وكنت شريكا مع شركة اجنبية وكان المشروع باربعين مليون درهم خسرت انا فيه عشرين مليون ريال.
تقبل الخسارة
اليوم: وكيف تقبلت هذه الخسارة؟
انا مؤمن بالربح والخسارة وكما ان هناك ارباحا فهناك ايضاً خسارة وهذه التجارة ولكن الشاطر من يتعلم من الاخطاء ليحولها الى نجاحات.
حادثة نصب
اليوم: تعرضت لحادثة نصب كبيرة من افارقة كيف كان ذلك؟
كان ذلك في الطائرة جلس بجانبي شخص افريقي وتعارفت عليه وبعد فترة اتصل علي عارضاً مشاركته لعمل برج في نيجيريا وفعلاً اقتنعت بالمشروع ووثقت في الرجل لانه قدم لي جميع الضمانات اللازمة وفعلاً سجلت الشراكة بطريقة رسمية وبدانا بالعمل الوهمي انا في المملكة وهم في نيجيريا وبدأت بتحويل مبالغ كبيرة لهم وصلت الى نصف مليون ريال.
خسارة كبيرة
اليوم: تعرضت لمديونيات كبيرة من احد البنوك الخارجية فكيف تصرفت وما الاسباب؟
كان ذلك عام 1980م حينما طالبني احد البنوك بمبلغ خمسة واربعين مليون ريال بسبب وجود مشاكل مالية وعجز في تمويل احد المشاريع وبسبب غيابي عن الشركة لمدة شهرين بسبب العلاج في الركبة فوعدت البنك بالتسديد خلال ستة اشهر وفعلاً بدأت ببيع عمارة بمبلغ عشرة ملايين ريال وقسم كبير من المعدات عن طريق الاعلان واستطعت المحافظة على اسمي في السوق
مستقبل المقاول
اليوم: كيف ترى مستقبل المقاول السعودي الان؟
الآن لم يعد هناك اعمال مغرية ولم تعد هناك الفرص المواتية وكنت قد اقترحت ان يتم تكتل من قبل المقاولين السعوديين واخذ مشاريع كبيرة بدلاً من البحث عن المشاريع الصغيرة .
مشروع المرسى
اليوم: بعد انتهاء حرب الخليج حصلت على مشروع في الخفجي؟
كان ذلك عام 94م وهو عمل مرسى للزيت مع شركة اجنبية وانتهى المشروع بدون ارباح او خسائر.
منافسة المشاريع
اليوم: من كان منافسك في اخذ المشاريع منذ بدايتك للعمل وكم كانت رواتب العمالة في ذلك الوقت؟
كان هناك مجموعة من الزملاء ومنهم سعد المعجل وكان الصدق والامانة هو ديدننا ونطمع دائماً للعمل الواضح اما العمالة فقد كان لدى مسؤول امريكي يتقاضى راتباً قدره 12الف دولار وهو اعلى راتب دفعته لاحد العمالة.
سعودة العمالة
اليوم: ألم يكن هناك سعوديون وكيف كانت السعودة؟
نعم كان هناك سعوديون ولم يكونوا مؤهلين للاعمال الفنية وكان منهم من هو مؤهل وكنا نشجعهم ونبحث عنهم بعكس ما يعاملون به الآن وكثير ممن عملوا معي تحولوا الى رجال اعمال.
دور الغرفة
اليوم: كيف كان دور الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية وكيف استفدتم منها؟
لم اكن مرتبطا بها ولم يكن لي حاجة بها وسبق وان وجهت لي دعوة للترشيح او ان ارشح احدا ولكن ظروفي الصحية لم تسمح الآن بإن ارشح او اصوت الا انني انصح ابنائي بالدخول والمساهمة بالغرفة التجارية لانهم اكثر حيوية مني.
ظروف صحية
اليوم: ما ظروفك الصحية الآن فقد عملت العديد من العمليات؟
نعم لقد عملت العديد من العمليات هنا وفي الخارج واولها بسبب التيه في الصحراء واحتكاك الركبة لدي بالارض وفي الرجل الثانية بسبب وقوعي بالمصعد فقد انقطع الواير وسقطت انا ومرافقي في بئر المصعد مما سبب لي كسورا في الحوض والفخذ اقعدتني لفترة طويلة تكفل بمعالجتي بمستشفى القوات المسلحة بالرياض صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولكن تعذر علاجي وغادرت الى امريكا على حسابي ومكثت شهرين للعلاج والحمد لله عدت احسن حالاً.
مدينة سيهات
اليوم: مدينتك سيهات ماذا قدمت لها وهي مدينتك التي خرجت منها وهي مسورة؟
لااستطيع المجازفة بعمل مشروع قد لا يكون مدروسا بسبب ان المدينة لاتحتمل أي مشروع سياحي وهناك افكار آمل ان تتحقق.
كلمة اخيرة
اليوم: الآن وبعد خمسين عاماً من الربح والخسارة ماذا يقول سعود الشافعي وماذا يريد؟
الحمد لله كانت مسيرة خمسين عاماً شاقة ذقت فيها حلاوة النجاح ومرارة الخسارة واستطعت ان اتجاوز بتوفيق الله الكثير من العقبات التي لو مرت على أي شاب الآ ن لسقط من اولها ولكن كما قلت سابقاً انا بنيت نفسي واعمالي بالصدق والأمانة واعطاء كل ذي حق حقه واستطعت ولله الحمد ان اخدم بلدي بجزء بسيط مما اعطاني وكانت وحدي أصارع اعباء الحياة الكبيرة واعمل لساعات طويلة لا اعرف الاجازة والان احمد الله كبر الابناء وشاركوني المسيرة ابني عبدالمنعم واخوانه فخف الحمل ولم تخف الامال والاحلام.
البطاقة الشخصية
الاسم: سعود عبدالعزيز الشافعي
العمل: رجل اعمال
الحالة الاجتماعية: متزوج وله من الابناء
عبدالمنعم، محمد، سمير، شوقي، نبيل، بسام، عادل، عبدالعزيز وابنتان
لقطات
استمر اللقاء ثلاث ساعات بمنزل الضيف بالخبر.
يحتفظ الضيف بالعديد من الوثائق والفواتير والصور التي يعود تاريخها الى ما قبل اربعين عاماً.
مازال الضيف يتمتع بخبرة تجارية ولديه العديد من الافكار حول دمج المؤسسات والاستفادة من امكانيات بعظها لاخذ مشاريع اكبر.
يعتمد الضيف الآن على ابنيه عبدالمنعم ومحمد ويديران اعماله.
في منزل الضيف العديد من التحف القيمة والتي جمعت من مختلف انحاء العالم.
يتذكر الضيف تواريخ المشاريع والمناقصات بالشهر والسنة ولكنه ليس متأكدا من تاريخ ولادتة.
يتكلم الضيف بحنين عندما يتذكر بقيق التي بدأ منها الى مشاريع ارحب واشمل.
خسر الضيف اكثر من ثلاثين مليوناً منذ ان بدأ فى التجارة والمقاولات.
صورة تجمع الضيف بالابناء والاحفاد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.