نظمت مكتبة الاسكندرية في الفترة من 4 الى 6 مارس مؤتمر شعراء البحر الابيض المتوسط، وذلك بالاشتراك مع لجنة الشعر في المجلس الاعلى للثقافة، حرصت اللجنة المنظمة للمؤتمر على ان تجمع اكبر عدد من شعراء حوض البحر الابيض المتوسط من اسبانيا وسوريا والاردن وفلسطين والمغرب وفرنسا ومصر ومن ابرز الشعراء المشاركين في المؤتمر حسن نجمي من المغرب ونزيه ابو عفش من فلسطين وخوسيه ماريا البارث من اسبانيا اما مصر فقد حضر عدد كبير من الشعراء منهم فاروق جويدة واحمد عبدالمعطي حجازي وسيد حجاب واحمد فضل شبلول ود. احمد كمال زكي وعزيزة كاتو وحسن طلب ومحمد الشهاوي ومحمود ابو دومة. قام الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية والدكتور جابر عصفور امين المجلس الأعلى للثقافة بمصر بافتتاح المؤتمر الذي يعد بداية لسلسلة من الأنشطة بين لجان المجلس الآعلى للثقافة ومكتبة الاسكندرية، واكد الدكتور سراج الدين في كلمة الافتتاح انه شعر بالسعادة عندما اعلنت لجنة الشعر في المجلس الاعلى للثقافة رغبتها في تنظيم مهرجان لشعراء البحر الابيض المتوسط في مكتبة الاسكندرية لرغبتها في الاحتفاء بافتتاح المكتبة وبادرة منها على تعاون وثيق وتكامل مستمر بينها وبين المكتبة واستمرارا لتكامل الأدوار بين المكتبة وكافة مؤسسات وزارة الثقافة. وأكد على ان المهرجان يعكس التنوع بين شعرائه ومدارسه الشعرية، وهي سمة من السمات التي تحرص عليها المكتبة، خاصة ان حظ الشعر من الانشطة الادبية دائما ما يكون اوفى الحظوظ، هكذا كان الشعر في كل زمان ومكان، عرفه العرب الاولون كما عرفه اليونان السابقون، وغير العرب وغير اليونان من كل جنس في أي مكان، ادى اغراضه وامتع بوجوده، وخلدعلى مر الزمان. واشار الى ان الشاعر ادى وظيفته على الوجوه التي رآها، وعلى الصورة التي رسمها، في البيئة المكانية والاجتماعية التي نبت فيها عودة، وتتغير المعالم الاجتماعية وتتطور وتنمو طاقاته البشرية وتتهذب وبعد نظرها الى المدى الذي لم يكن من قبل يراه، فيعيش عصره ويزيل السدود المنصوبة ويتخطى الاسوار المضروبة بفكر جديد, ووعي رشيد وعاطفة مهذبة، وطموح ابعد ويعرف النظام ويحده القانون بحدوده وتتغير الوظيفة وينهض الشاعر ليعبر عن الجماعة في حدود ما رسم له، وقد تخلى عن ذاتيته، واوى الى حضن الجماعة المبدعة يرقب، ويتمثل ويصور، وهدفه ان يجدد الحياة. وتضطرب الحياة وتثور نوازع النفس، وتميل الى الانطلاق لتخرج من دائرة الحدود والقيود والنظام والهدف ويبلغ الشاعر مبلغه، وينال حظه من هذا الاضطراب فيعبر ويصور مترددا بين الذاتية المتدفقة بالعواطف الملتهبة بمحددات المجتمع المضطرب، وغرائب التقاليد والنظم، ويغدو الشاعر ايضا معبرا عن فئات المجتمع مصورا لنوازعها وامالهاومراميها، وقد يتفرد في وجود ضيق حيث يشبع اشواقه واحلامه وآماله مستهدفا ذاته، ضاربا عرض الحائط بما يكون عليه المجتمع من نظم، ويتخذ الشعر وسيلة تخدم غرضه وتحقق مآربه، مندفعا الى نظم الشعر فيقوله، فعظم حظ الشعر من هذه الفردية، غزر نتاج الشاعر على مر العصور وغزارته مبعثها ما يلقاه الشاعر من تشجيع، ومنافسة وتقدير له كمبدع، وما يصادف من اسباب حافزة في وجوده الفردي او الجماعي. كما اكد الدكتور جابر عصفور في كلمته امام الافتتاح ان البشر عندما يجتمعون حول الشعر فهم يجتمعون حول معنى السلام والمحبة والعاطفة ونجتمع حول معنى الحوار ومعنى التضامن والهتاف ضد الحرب والعنف وعندما يجتمع الناس حول الشعر فانهم يجتمعون حول معنى الابداع وهومعنى انساني لا يعرف الحدود بين حضارة وحضارة وبلد وبلد ولا مذهب ومذهب والتي يرتقي بالانسان الى افق الحرية، واشار الى انه من المؤكد ان هناك دلالة يجسدها الحوار الشعري وهو عدم التعصب لأي مذهب شعري الذي يعتبر مصادرة لمعنى الابداع، وانه اليوم بمكتبة الاسكندرية نلتقي بأكبر صرح يشجع على الابداع والتميز على ارض مصر. بدأ القاء القصائد الشعرية احمد عبدالمعطي حجازي والقى قصائد اغنية للقاهرة ويوميات الاسكندرية وطردية وخمرية، وتوالي بعدها في اول يوم وفي الايام التالية للمؤتمر توافد الشعراء السكندريين من امثال ناجي انس وفوزي خضر وياسر قطامش وعبداللطيف عبدالحليم وماجد يوسف والاستاذة وفاء وجدي واحمد سويلم ومحمد ابراهيم ابو سنة. ومن الملاحظ ان معظم الشعراء ركزوا في قصائدهم على القصائد التي تدور حول السلام والعراق تماشيا مع الجو الذي يعايشه العالم تجاه قضية الحرب ضد العراق، وفي نهاية المؤتمر تم الاعلان عن استمرار تنظيم واقامة هذا المهرجان كل عام في مكتبة الاسكندرية. فاروق جويدة أحمد حجازي