الكل كان يعتقد رغم حجم التعاقدات الكبيرة واستقرار المدرب كارينو أن ما يحصل في النصر من انتصارات وثبات بالتشكيلة (مجرد فورة) تنتهي مع أول لقاء ديربي، صحيح البداية كانت أقل صعوبة من غيره إلا أنها كانت رائعة بانسجام اللاعبين. العالمي كان جميلا في الجولات التسع قبل الديربي (ما عدا أمام الاتفاق)، ورشحه البعض سريعا ليكون مرشحا فوق العادة، لكن كانت هناك حالات مشابهة في مواسم ماضية للنصر، إلا أنه يتدهور بعد سقوطه في الديربي. ذكرت في تعليقي على مباراتهم أمام النهضة، أن هذه التشكيلة وبهذه الامكانات موضوع عودة النصر للبطولات مسألة وقت، وأن (بطولة واحدة لا تكفي ) بناء على الموجود على الورق، لكن الواقع مختلف، أن تملك الإمكانات وحدها لا تكفيك أن تحقق ما تريد، تحتاج إلى الجهد وجهد كبير، كنت أعتقد أن النصر باجتيازه الهلال ولو بالتعادل سيضعه بحالة جيدة للمنافسة، لكنه نجح ونجح باجتيازه (فوبيا الديربي)، بأصعب الظروف بعد تمرد الثلاثي البرازيلي، تمرد أنقص من شعبيتهم، وأكد قدرة المهاجم الفذ محمد السهلاوي وتخصصه بالهلال، نعم انتصر النصر وكان بمن حضر أبطالا متناغمين بنجومية التهديف مع السهلاوي وبوجود الثنائي الذي أعتقد وبلا مبالغة أنهم ثنائي المستقبل للكره السعودية وليس النصر فقط (غالب شراحيلي)، المحور الثابت والمساند لقلوب الدفاع وصاحب التمريرات الدقيقة (إبراهيم غالب)، المحور المتحرك السريع الضاغط على الخصم (شايع شراحيلي)، منذ 2007 مع ( كريري، عزيز ) لم يعد لدينا محاور متناغمون ومكملون لبعض . الهلال الزعيم الكبير في كل مواسمه، والبطل في كل سنة لم يقدم ما يملك؛ لأن كارينو ركز على نقطة ضعفه الدفاع، وخصوصا قلوب الدفاع، تصفحت في احدى المرات منتدى الزعيم ووجدت موضوعا بعنوان (مثل ما استعان بك اوكسير مدربا لخط الهجوم اجلب مدربا لخط الدفاع)، الاعتراف بالمشكلة والخطأ وحده لا يكفي، التذكير بعدد الفرص الضائعة لا يكفي، الهلال يملك عددا كبيرا من المحللين المميزين في الوسط الهجومي وخط الهجوم، ما المانع من التركيز في التعاقدات الأجنبية على أن تكون في خط الدفاع. القادم أجمل في دورينا، الهلال لم يخسر المنافسة بعد، الشباب والأهلي لهما القدرة على العودة من بعيد، النصر الفريق الوحيد الذي لم يخسر، كل فريق معرض للخسارة لكن حينما تأتي كيف ستتعامل الإدارة مع الضغوط وهل سيعود الحديث عن كفاءة كارينو؟.