أطلقت (صخر) نظام (إبصار) الحاسوبي للمكفوفين، حيث يتيح لهم إمكانية استخدام شبكة المعلومات الدولية (إنترنت)، عبر قراءة صفحات الويب صوتيا، بالإضافة إلى استخدام برنامج قارئ الشاشة الذي يتيح للمكفوفين التحكم في جهاز الحاسوب، وإنجاز العديد من المهام باستعمال لوحة المفاتيح، وهو يقوم بقراءة النصوص التي تظهر على الشاشة باللغتين العربية والإنجليزية. وقال مسؤولون في شركات عالمية متخصصة في مجال إنتاج البرمجيات العربية، إنهم حينما قرروا استثمار مئات الألوف من الدولارات، في سبيل تصميم برنامج خاص لمساعدة المكفوفين العرب على تصفح شبكة (إنترنت)، كانت مؤشرات السوق تشير الى أن الفئة المستهدفة من هذا البرنامج لن تستطيع اقتناءه ودفع تكاليفه، إلا أنهم صمموا على المضي في تنفيذ المشروع، الذي تم إطلاقه في أسواق المنطقة مؤخرا. وتبين الأرقام التي نشرتها الشركة المصممة للنظام الجديد، أنه حقق معدلات توزيع كبيرة خلال النصف الثاني من عام 2002 الماضي، تجاوزت 50بالمائة مقارنة مع النصف الأول من نفس العام. وتوقعت الشركة أن تتجاوز مبيعات النظام الجديد خلال العام الجاري ما تم بيعه العام الماضي، وهو العام الذي أطلق فيه النظام. وقال مدير المبيعات في الشركة، إن التوقعات تشير إلى ارتفاع ربما يصل إلى 450 بالمائة. وتوجهت الشركة بنداء إلى الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال "للمساعدة في تحقيق حلم طالما راود أخوتنا من ضعاف البصر والمكفوفين وهو التعامل بكفاءة مع جهاز الحاسوب"، وأشارت الشركة إلى أنها جندت باحثيها وكوادرها العلمية والتقنية، واستثمرت كثيرا ولعدة سنوات "من أجل توفير أرقى ما توصلت إليه التقنيات العالمية والعربية لخدمة المكفوفين". ولم يشر البيان، إلى الكلفة التي يجب أن يدفعها المكفوف لكي يستفيد من النظام الجديد، إلا أن مسؤولين في الشركة قالوا أنها كلفة إنتاج النظام وأحيانا أقل، لكنهم استدركوا أنها تبقى مع ذلك قيمة مرتفعة بسبب كل الإنتاج، وسنوات العمل الطويلة لإخراجه بصورته الحالية. جدير بالذكر أن برنامج إبصار يعتبر برنامجاً استثنائياً من (صخر)، يدمج تقنيات التشكيل الآلي وتحويل النص المكتوب إلى كلام منطوق، وغيرها من التقنيات المتطورة، التي طورتها الشركة طوال العقود الماضية. ويتوقع مراقبون أن يساهم النظام الجديد في دمج فئات واسعة من المكفوفين مع المجتمع التقني الحديث، إضافة إلى مساعدة هؤلاء أيضا في الاندماج مع سوق العمل في بعض القطاعات التي يمكن أن تستفيد من مقدرة المكفوفين على العمل على جهاز الحاسوب واستخدام شبكة (إنترنت).