تبا لك من امرأة ! ظل يرددها بصوته النشاز سحبت نفسها خائرة القوى ! يعتريها الذل للخلف غطت رأسها ببقايا وشاحها الأبيض ! استلقى على أريكته الفاخرة يعتمر الدخان يرمقها بنظرات يتطاير منها الشرار !! حتى غط في نوم عميق قبعت طويلا في الركن المعتم ترقب ضوء ..خائف ! تسلل عبر النافذة الموصدة بصوت مبحوح أجهشت بالبكاء تراءى لها خيال زوج أمها قادماً نحوها مكفهر الوجه كعادته امسك بشعرها : غداً سوف يكون عقد قرانك والاحتفال بزفافك إلى التاجر الكبير همت بالاعتراض فجأة ! أطبق الصمت على شفتيها وهي تلحظ أمها ترمقها بطرفها الحزين من خلف عتمة الباب !! طأطأت الرأس مستسلمة دفعها بشدة مزمجراً يتمتم بكلمات سخيفة !! دعينا نرى الدنيا مللنا من القاع تأملت وجهها معكوسا في المرآة، بعد أن دفنت الأصباغ أديم وجهها وغطت ملامح الصبا الجميلة وسط أهازيج الفرح وزغاريد النساء ؟ شيعت إلى عريسها بخطوات وئيدة ثكلى تبعتها أمها .. تبادلت النظرات قبل الخروج من الغرفة أسرعت إليها ورمت جسدها النحيل بين يديها !! ضمتها إلى صدرها وأطلقت زفرة لها دوي بصوت نحيل قالت : أمي أني خائفة وجلة !! قبلتها بحرارة وقالت ثقي يا نوف أني احبك ! سمعت أقدام العريس تقترب انتشلت جسدها بصعوبة من بين يديها أشاحت بوجهها عن نظرات ابنتها ومسحت دموعها التي ترسبت على خدها المنهك من جور السنين .. دخل العريس مزهوا احتمت نوف بإحدى الزوايا اقترب منها قلبها تحت الضوء والابتسامة تعلو وجهه!! حاولت أن ترفع نظرها لترى محياه أصابها الذهول وتسمرت في مكانها ! يا الهي ماذا جنيت لهم كي يزجوا بي إلى هذا المخلوق المتهالك .. لقد تأكدت من دفني وأنا على قيد الحياة !! قطع ذهولها وسحبها بشدة علا صراخها !! أين أنت أيتها الغبية ( توقف سيل الذكريات المؤلمة ) احضري لي كوب ماء .. التقطت الكوب ثم وقفت برهة تقلب نظرها في المطبخ وأغراضه حملت الماء .. تناوله بعد ان بصق عليها !! واكمل نومه قبل شروق شمس صباح يوم جديد !! كانت فضاءات المدى تغطيها سحب الدخان الكثيف وسيارات المطافئ تحاول إيقاف لهيب النيران المتأججة في المنزل في إحدى الزوايا المعتمة لوحظ خيال ظل يرقب ثم سار بعيداً ... متجنباً مصدر النور .. نورة العتيبي