كيف يمكن ان يكون الانسان عدوا لنفسه؟؟ انه عندما يحطم نفسه بمشاعر سلبية عديدة كالخوف والكبت والقلق والحقد، فهو حينها يؤثر على جسده ونفسه بشكل مباشر لان هذه المشاعر تنعكس على صحته الجسدية من ناحية فتؤدي الى امراض عديدة كآلام المعدة وارتفاع ضغط الدم والسكري واضطراب الغدة الدرقية بل وحتى مشاكل الاسنان والتهاب المفاصل لان نسبة توزيع الكالسيوم في الجسم تتأثر عند الشعور بهذه المشاعر السلبية وتصيب الانسان بأمراض نفسية خطيرة كالتوتر والاكتئاب وتؤدي في بعض الحالات الى الانتحار والعياذ بالله (ثبت باحدى الاحصائيات التي اجريت في امريكا ان عدد الامريكيين الذين يقبلون على الانتحار هو اكثر بكثير من الذين يموتون نتيجة الامراض الفتاكة). اذا هكذا يكون الانسان عدوا لنفسه عندما يتركها عرضة للوساوس واليأس والحزن فيؤذيها من حيث لايدري! ويتعبها بينما هو ينشد لها الراحة لكن هذه الراحة لن يشعر بها الا اذا كانت نابعة من اعماقه هو لا مما هو حوله، فهو وحده الذي يستطيع ان يجعل حياته اما جنة واما جحيما مها كانت فظاعة الاحداث التي تجري حوله. ان الحل لكل ذلك موجود في كتاب الله العظيم اذ لو تأملنا آياته لوجدناها تحثنا على التفاؤل والشعور بالطمأنينة وتدعونا لهدوء النفس وضبطها وراحة القلب وتطالبنا بالصبر قال تعالى: (سيجعل الله بعد عسر يسرا) وقال: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) وقال ايضا: (لكيلا تأسوا على مافاتكم) وقال (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء) ويدعونا للتوكل عليه حين قال: (وافوض امري الى الله). روي ان هارون الرشيد شعر بالعطش ذات يوم فطلب شربة ماء فقال له احدهم: لو منعت هذه الشربة يا أمير المؤمنين اتفتديها بنصف ملكك؟ قال: نعم فلما شربها قال: لو منعت اخراجها، اتدفع نصف ملكك لتخرج؟ قال: نعم قال: فلا خير في ملك لا يساوي شربة ماء. ابعد هذا نكون اعداء لانفسنا؟ هل من اجابة؟.