بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مخطط تهويد مدينة خليل الرحمن في الضفة الغربية.وذلك بهدم عشرات المنازل في ثاني اكبر المدن الفلسطينية التي يسكنها آلاف الفلسطينيين وتضم الكثير من رفات الصحابة وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين. واعترفت قوات الاحتلال ببدء عملها، وقالت إن قوات من الجيش الإسرائيلي، بدأت يوم (الأحد)، بتطبيق الخطة الرامية إلى زيادة أمن المستوطنين أثناء تحركهم على طريق المصلين المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وتعد هذه الخطة التي حظيت بمصادقة رئيس الحكومة الإسرائيلي، ارييل شارون، مقلصة نسبيًا مقارنة بالخطة الأصلية التي اقترحت ربط مستوطنة "كريات أربع" بالحي اليهودي في مدينة الخليل. وحسب المصادر الإسرائيلية فإن من المخطط قيام الجيش أولاً بإصدار أوامر بهدم خمسة عشر بيتاً فلسطينيًا تطل على الطريق الذي يسلكه المصلون اليهود لدى توجههم إلى الحرم الإبراهيمي، وفي محيط هذا الطريق. وادعت مصادر عسكرية أن البيوت المخطط لهدمها رحل عنها سكانها قبل أكثر من 10 سنوات. وسيتم بعد ذلك شق طريق واسع بدلا من الطريق الضيق القائم حاليًا. وستتم إنارة الشارع الجديد مما سيصعب على الفلسطينيين الاقتراب من المكان دون أن ترصدهم قوات الأمن. كذلك سيتم وضع كاميرات ستتيح مراقبة ما يحدث في الطريق طيلة ساعات اليوم. وانطلقت يوم الاحد الإنذارات الممهدة للهدم، وتندرج خطة هدم المنازل وترحيل أهلها ضمن تطبيق الخطة الصهيونية الرامية إلى ما يسمى بزيادة أمن المستوطنين في الخليل أثناء تحركهم على طريق المصلين المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. وقد أفادت الإذاعة العبرية أن شارون صادق على الخطة بعد تعديلها حيث كشفت الإذاعة العبرية أن هذه الخطة تعتبر معدلة عن خطة سبقتها اقترحت بناء ربط جغرافي بين مستوطنة "كريات أربع" بالحي اليهودي في مدينة الخليل. وحسب المصادر الإعلامية الصهيونية فان هناك جملة من اجراءات التهويد ستتم في محيط المنطقة التي قتل فيها 12 من الجنود والمستوطنين في كمين نصبه أفراد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الخليل قبل نحو أسبوعين ومن ضمن هذه الإجراءات ربط الشارع الجديد بالكهرباء مما سيصعب على الفلسطينيين الاقتراب من المكان دون أن ترصدهم قوات الأمن. ووضع ألواح من الأسمنت على جانبي الطريق الضيق كوسيلة دفاعية عن المستوطنين من نيران القناصة الفلسطينيين. وكانت التصريحات التي أطلقها ساسة وعسكر إسرائيل ضد مدينة الخليل في الضفة الغربية بعد وقوع العملية بداية الكشف عن المخطط لتهويد المدينة والمس بتاريخها ومكانتها العربية وتنفيذ حملة تطهير عرقي بحق مواطنيها. وكان شارون قد أعطى في السادس عشر من الشهر الماضي الضوء الأخضر لتنفيذ الأعمال التي تتيح الفرصة لإحداث تواصل إقليمي بتوسيع مستوطنة كريات أربع حتى الحرم الإبراهيمي، وبدأ تنفيذ الخطة بحملة تطهير عرقي في الخليل ونشاطات تدمير واعتقالات أخرى في الضفة الغربية. ووقتها قالت الإذاعة الإسرائيلية إن شارون قال للضباط في الخليل إنه يجب استغلال الفرصة وتحديد وقائع على الأرض، وايجاد تواصل إقليمي بين كريات أربع والحرم الإبراهيمي، ويجب تقليص عدد الفلسطينيين المتواجدين في منطقة الاستيطان اليهودي في الخليل إلى أكبر ما يمكن. ويعني مخطط شارون هذا، هدم المنازل الفلسطينية الفاصلة بين الاستيطان اليهودي وبين منطقة الحرم، وتوسيع مستوطنة كريات أربع حتى حدود الحرم الإبراهيمي.