تؤكد تقديرات صندوق النقد الدولي أن دول مجلس التعاون الخليجي تلعب دورا حيويا في استقرار أسواق النفط العالمية، حيث تمثل دول المجلس 40 بالمائة من الاحتياطيات النفطية المكتشفة و23 بالمائة من احتياطيات الغاز العالمية، كما تسهم دول المجلس في استقرار أسواق النفط، كونها تعتبر أكبر مصدر للنفط وبنسبة 25 بالمائة من إجمالي الصادرات العالمية. وبحسب التوقعات على المدى المتوسط فإن أغلب الزيادة في الإنتاج العالمي من خام النفط ستأتي من دول المجلس وتحديدا من قبل المملكة، كما ستزيد طاقة إنتاج الغاز (القسم الأكبر من قطر) من 4.3 مليون برميل معادل لبرميل النفط يوميا عام 2008 إلى 6.3 مليون برميل يوميا عام 2011، ليلبي بذلك خُمس الزيادة في الطلب العالمي على الغاز. وتشكل احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في الدول العربية حوالي 8ر28 بالمائة من إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي عالميا والمقدّر بحوالي 7ر189 تريليون متر مكعب، حيث تتوزع الاحتياطيات بنسب متفاوتة على الدول العربية. وأظهرت دراسة حديثة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) أن دولة قطر تحتل المرتبة الأولى بنسبة 5ر46 بالمائة من اجمالي احتياطيات الغاز العربية تليها المملكة بنسبة 5ر14 بالمائة ثم دولة الامارات العربية بنسبة 2ر11 بالمائة والجزائر بنسبة 3ر8 بالمائة ويتوزع المتبقي على باقي الدول العربية، في اشارة الى أن الفترة من عام 2005 الى 2009 شهدت زيادة في انتاج الغاز الطبيعي عربيا بنسبة 2ر23 في المائة وكذلك زيادة صادرات الغاز الطبيعي بنوعيه (خلال الأنابيب ومسيل بالناقلات) بنسبة 7ر30 بالمائة. ولفتت دراسة (اوابك) إلى وجود فوائد عديدة ومتعددة في استخدام الغاز في الصناعات النفطية كاستخدامه في عمليات انتاج النفط والحقن في مكامن الغاز المكثف لزيادة إنتاج السوائل وكذلك في دعم انتاج النفط من خلال الحقن في المكامن النفطية، وأدت التقنيات الحديثة الى تطوير وانتاج المصادر غير التقليدية للغاز الطبيعي وحققت زيادة كبيرة في انتاج الغاز في الولاياتالمتحدة وبعض دول العالم مما أثر بصورة جلية في تجارته وانخفاض أسعاره وعلى الأخص في السوق الأمريكية. تمر سوق الغاز بمرحلة تحول كبيرة باتجاه توحيد مؤشرات الأسعار والاستقلال والابتعاد تدريجيا عن تقلبات أسواق النفط العالمية. و تتميز أسعار الغاز الطبيعي عالميا بطبيعة إقليمية، حيث تختلف من منطقة الى أخرى وحتى لنفس المنطقة حسب الدراسة التي تؤكد أن تسعير الغاز الطبيعي يعتمد على مجموعة مكونات تتأثر بعوامل عديدة منها أسعار النفط الخام ومشتقاته. ومن الواضح ان التطورات الأخيرة في أسواق الطاقة أدت إلى ظهور الأسواق الفورية والمستقبلية للغاز الطبيعي ،إضافة الى ظهور مشاريع جديدة ودخول مصدرين ومستوردين جدد الى سوق الغاز... حيث تمر سوق الغاز بمرحلة تحول كبيرة باتجاه توحيد مؤشرات الأسعار والاستقلال والابتعاد تدريجيا عن تقلبات أسواق النفط العالمية. لقد اسهمت الدول العربية بنسبة 5ر14 في المائة من اجمالي انتاج الغاز الطبيعي المسوق عالميا عام 2009 مقارنة ب 6ر12 في المائة عام 2005 وساهمت قطر بحصة مقدارها 4ر20 في المائة من اجمالي الإنتاج العربي لعام 2009 تليها الجزائر بنسبة 7ر18 في المائة ثم السعودية 18 في المائة ومصر 4ر14 في المائة فالامارات 2ر11 في المائة ثم عمان 7ر5 وليبيا 6ر3 في المائة وتتوزع النسبة الباقية على باقي الدول العربية. في حين توقعت الدراسة زيادة مساهمة الدول العربية في الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي المسوق من 13 في المائة الى 19 في المائة خلال فترة التوقعات الممتدة حتى عام 2035. ويبقى القول: إن دول مجلس التعاون الخليجي خصصت أكثر من 100 مليار دولار لتطوير مشاريع نفط، خلال الفترة بين 2010 و2015، ما يوازي ثلث المبلغ الذي تتوقع منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إنفاقه لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الخام.