اعلن وزير الدفاع في ساحل العاج موييز ليدا كواسي ان "الهجوم الشامل" على المتمردين الذي يسيطرون على بواكيه (وسط) وقسم من شمال البلاد، سيبدأ "قريبا جدا". وقال الوزير "يمكنني ان اؤكد لكم اننا سننتقل الآن الى السرعة القصوى الهجوم الشامل سيبدأ قريبا جدا لاننا تأخرنا كثيرا في تسلم المعدات التي كنا طلبناها منذ بداية الازمة". واضاف "الآن، سنخوض حربا متحركة في مجمل الاراضي لقد بدأنا باستلام اسلحة تفوق قدرتها تلك التي بحوزة القوات المتمردة". وفي حين تنتقد بعض الصحف المقربة من السلطة موقف فرنسا حيال ساحل العاج متهمة اياها بالتخلي عن الرئيس لوران غباغبو، اعلن ليدا كواسي ايضا انه "لم يشكك على الاطلاق برغبة فرنسا بدعمنا في هذه القضية". وفي اطار اتفاقيات الدفاع المبرمة من قبل ابيدجان، فان فرنسا اعلنت دعما لوجستيا للقوات المسلحة في ساحل العاج. وكانت وحدات المتمردين في ساحل العاج قد اقتربت امس من العاصمة الادارية ياموسوكرو بينما اعلنت الحكومة ان فرنسا ستقدم امدادات للقوات الموالية للرئيس لوران جباجبو. ووقعت مناوشات بين المتمردين والقوات الموالية للحكومة قرب تيبيسو وهي بلدة تبعد 42 كيلومترا عن ياموسوكرو. وقال الكوربورال جورج كواسي من قوات المتمردين هاتفيا "سنحاول طردهم من تيبيسو ثم التقدم نحو ياماسوكرو". وياموسكرو هي العاصمة الرسمية لساحل العاج . وبعد عشرة ايام من محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها المتمردون اصبحت مئات وربما الآف من قواتهم تسيطر على ايضا على عدة انحاء في شمال البلاد قرب حدود مالي وبوركينا فاسو. لكن مويز ليدا كواسي وزير الدفاع في ساحل العاج قال ان القوات الحكومية لم تتقهقر.وقال ليدا كواسي لرويترز في مقابلة "لم تغير قواتنا موقعها. الصف متماسك لكن المتمردين يختبرونهم من حين لاخر وتطلق قواتنا النار عليهم". وتولت قوات فرنسية اجلاء الرعايا الاجانب من بلدة بواكيه التي يسيطر عليها المتمردون الى ياموسوكرو لكنها تفادت اي مواجهات مع المتمردين. واحجمت باريس حتى الآن عن تنفيذ اتفاق الدفاع المشترك مع ساحل العاج وقالت انها لا ترى اي دليل واضح على دعم المتمردين من الخارج. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "نحن متأهبون لضمان سلامة الجالية الفرنسية في ساحل العاج كما نقدم الدعم في مجال النقل والعتاد لسلطات ساحل العاج." وقال مصدر دبلوماسي فرنسي في باريس "لسنا بعد في مرحلة تطبيق اتفاق الدفاع". لكن ليدا كواسي ذكر ان فرنسا ساندت حكومة جباجبو بوضوح ووفرت بالفعل وسائل لنقل القوات وسيارات عسكرية. واضاف قائلا"لم تسع فرنسا باي صورة للاطاحة بنظام الرئيس جباجبو واستبداله بنظام اخر". وتقول ساحل العاج ان جنودها هم الذين سيقاتلون المتمردين لكنها تحتاج الى وسائل نقل وامدادات. ويقول دبلوماسيون في ابيدجان اكبر مدن البلاد ان الجيش يعاني من نقص كبير في الاسلحة والذخائر التي استولى المتمردون على كميات كبيرة منها. وفي الوقت الذي تصعد فيه القوى الرئيسية في غرب افريقيا مساندتها للوران جباجبو في الازمة الحالية قالت الحكومة انها ستشن هجوما قريبا على المتمردين. واعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا دعمها للحكومة المنتخبة في ساحل العاج وقررت عقد قمة طارئة بشأن ساحل العاج غدا الاحد في العاصمة الغانية اكرا. وقال الرئيس السنغالي عبد الله واد انه يمكن على وجه السرعة نشر ما يصل الى اربعة الآف جندي من دول المنطقة في ساحل العاج اذا رغبت في ذلك. وتتهم حكومة ساحل العاج وكثير من مواطنيها بوركينا فاسو المجاورة بمساعدة وتحريض المتمردين بهدف اقامة حكومة في ابيدجان تكون اكثر تعاطفا من حكومة جباجبو مع المهاجرين الى ساحل العاج ومعظمهم من الافارقة المسلمين. واثارت الازمة بعض المواطنين في بوركينا فاسو فخرجوا في مظاهرة يوم السبت في العاصمة واجادوجو. واطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين احتشدوا امام سفارة ساحل العاج في واجادوجو. وطالب المتظاهرون بان تنزل السفارة العلم المرفوع على مبناها بعد ان تعرضت قنصليتي بوركينا فاسو في ابيدجان وبواكيه في ساحل العاج لهجمات الغوغاء هذا الاسبوع. ويعيش اكثر من ثلاثة ملايين من مواطني بوركينا فاسو في ساحل العاج يعمل معظمهم في مزارع الكاكاو والبن مصدر معظم موارد البلاد.