أبيدجان، باريس - أ ف ب - اندلعت معارك بأسلحة ثقيلة بين قوات الرئيس المنتخب في ساحل العاج والمعترف به دولياً الحسن وترة وقوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في بلدة تييبيسو التي تبعد 40 كيلومتراً شمال ياموسوكرو، العاصمة السياسية للبلاد. ويسيطر عسكريون موالون لغباغبو على تييبيسو، النقطة الاستراتيجية لبلوغ ياموسوكرو، مسقط رأس «أب الأمة» فليكس هوفويت بوانيي. وهم استقدموا مقاتلين موالين من بوافلي (60 كلم غرب ياموسوكرو) وديديفي (60 كلم شمال شرق)، في حين تتمركز قوات وترة عند مخرجها الشمالي في بواكي. وتأتي هذه المعارك في اليوم الثالث لحملة واسعة تشنها «القوات الجمهورية» التابعة لوترة، بعد أربعة شهور على أزمة تلت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأسفرت وفق الأممالمتحدة عن سقوط أكثر من 460 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين. وصرح الي كوليبالي، سفير ساحل العاج الذي عينه وترة في فرنسا بأن «القوات الجمهورية» تسيطر على «ثلاثة أرباع» أراضي البلاد، في ظل تقارير عن وجودها على مسافة 220 كيلومتراً من أبيدجان كبرى مدن ساحل العاج ومعقل نظام غباغبو، وتقدمها في اتجاه ميناء سان بدرو الرئيسي لتصدير إنتاج الكاكاو، مع عدم اعتراض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي انتشرت سابقاً لمنع التقدم الى الميناء. وقال السفير لإذاعة «آر تي أل» الفرنسية: «إنها قوات تحرير، وستفعل ما في وسعها لتجنب حرب أهلية»، متوقعاً حل الأمور «بسرعة». وزاد: «في مواجهة تعنت غباغبو تحتَّم استخدام القوة، وسكان ساحل العاج أمسكوا بزمام الأمور بأنفسهم لتجنب مجزرة ضدهم». وأكد السفير كوليبالي أن غباغبو «لم يعد يملك مالاً كافياً لدفع أجور الموظفين»، علماً ان حكومة الأخير طالبت ليل الثلثاء - الأربعاء بوقف فوري للنار وفتح حوار مع وترة بإشراف الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، مطلع نيسان (أبريل) المقبل. وأعلن الناطق باسمها أن القوات الموالية لوترة لن تستطيع اختراق أبيدجان «المنيعة» التي تضم 5 ملايين شخص. وكان وترة وحلفاؤه أعلنوا قبل بدء العملية العسكرية استنفاد كل الوسائل السلمية لدفع غباغبو الى الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية نهاية العام الماضي، وجددوا أمس دعوتهم فريق غباغبو الى تسليم السلاح، مطالبين شارل بليه غودي بالكف عن «التلاعب بعقول الشبان»، علماً أن آلاف الشبان تسجلوا الأسبوع الماضي بدعوة من فريق غباغبو ل «الدفاع عن الوطن». على صعيد آخر، أعلنت منظمة العفو الدولية لجوء 10 آلاف مدني على الأقل الى مقر البعثة الكاثوليكية في ديوكيو (غرب) هرباً من المعارك، علماً أن البعثة استقبلت 5 آلاف شخص سابقاً، ما رفع الى 15 ألفاً إجمالي عدد الوافدين.