إن التراث الثقافي الاحسائي يحتاج منا لحماية من طراز آخر نحمى به القصور القديمة ونصون تراثنا من قلاع ومساجد وغيرها ففي جنبات الواحة تراث معماري أصيل ارتبط ببيئة الإنسان وتاريخية يحكي خبرة الأجداد في استغلال المواد الطبيعية المتاحة للعمران قديماً . امتلأت الذاكرة بأرشيف متكامل للتاريخ ووصلت بنا إلى محطة الماضي العريق وفلك الحاضر وتطلعاته فالمتصفح اوراق تاريخ الاحساء وذلك العمق التاريخي القديم يتابع مقومات أثرية خصبة تثري الحاضر وتعلم الأبناء درسا واضحا بحروف وكلمات كتبت في عمق الذاكرة الارثية منذ سنين. وقصر إبراهيم أحد ابرز المعالم التاريخية القديمة بالاحساء فهو كيان اثري شامخ عالي البناء قوي وصامد كحصن منيع طوال تلك السنون الماضية . يقال ان قصر إبراهيم الأثرى يرجع تاريخ بنائه إلى عام 974ه واستغرق بناؤه مراحل عديدة حيث سكنه العثمانيون ثم غادروا بعد دخول الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الاحساء .. ومرت السنوات وبقى القصر حتى الآن معلم من المعالم الأثرية بالاحساء فهو موقع جذب للسائحين الآن كي يدخلون لحجرات الماضي وروعته وعبقريته فهو من ابرز مقومات البناء الحضاري الذي تحقق من خلال الأمم السابقة ومجدها الخاص. هذه الأيام تضيء الاحساء سراج الماضي بمعمارها القديم الذي ليس تحفة فنية أثرية فقط بل روح ناطقة وشعلة مضيئة ( للواحة اليوم ) حيث زاد شوق اهلها وفاض بهم الحنين لذا استضافهم قصر إبراهيم في صيف الشرقية 2002 محققاً شعاره ( لك ولعائلتك ) وبقلب مدينة الهفوف في حي الكوت القديم حيث تجاوز عدد الزوار عشرين ألفا وإقبال منقطع النظير لزيارة سوق هجر التراثي والفعاليات التراثية التي استوعبت حب الناس ولهفتهم لرؤية القصر والبقاء للحظات من الزمن تحملها ذاكرتهم بين أروقته وداخل حجراته العتيقة التي ملئت بمقتنيات جمعتها بعض الأسر الاحسائية منذ سنين في عرض متحفي رائع تجمل بعرض شعبي لفرق الفنون الشعبية والألعاب والحرف القديمة والمطوع والعسس الليلي مع المقهى الشعبي لهي واجهة تحتاج لوقفة ورؤية من شباب اليوم الذين استمتعوا كثيراً بإيقاظ الجمال التراثي في قصر إبراهيم القديم .