ما تزال يد إيران تعبث في اليمن ولا يزال نظام الملالى يضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي تجرم دعم الجماعات والمنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة المغتصبة للأوطان. ويوم بعد آخر يثبت تورط أحفاد الفرس في الصراع اليمنى، بدعمهم اللامحدود للميلشيات الحوثية ماليا ولوجستيا وعسكريا. وغالبا ما يتم هذا الدعم على مسمع من كل المنظمات الدولية الحقوقية وكما يقول خبراء إستراتيجيون : لم يكن غريبا أن يعترف مسؤولون عسكريون إيرانيون كبار بتقديم المساعدات العسكرية لجماعة المسلحين الحوثيين في اليمن مشيرين إلى ما كشفه قبل فترة العميد على شادمى مساعد العمليات في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية عن دعم نظام طهران للحوثيين بالإمدادات والاستشارات والإرشادات المعنوية والمساعدات العسكرية. ورغم هذا الاعتراف من مسؤول عسكري إيراني كبير يواصل نظام الملالى تناقضه فبينما يؤكد عسكريون إيرانيون الدعم العسكري للحوثيين الانقلابيين تنفى وزارة الخارجية الإيرانية هذا الدعم الذي يؤكده واقع العمليات العسكرية على أرض اليمن. تبريرات عسكرية إيرانية ويبرر العسكريون الإيرانيون هذا التدخل بأنه نوع من أنواع المساعدة لم يطلقون عليه اسم المقاومة اليمنية على غرار ما يسمى بالمقاومة اللبنانية التي يدير عملياتها حزب الله المدعوم أيضا عسكريا من إيران والمقاومة الفلسطينية (حماس). وبغض النظر عن المسميات يبدو أن إيران وكما يؤكد خبراء عسكريون ل "الوئام" لن تكف عن العبث عسكريا في جنوب شبه الجزيرة العربية لتنفيذ مخططها المكشوف وهو الهيمنة الدينية وتغيير الهوية الثقافية لدول الخليج العربي التي تمثل بعدا إستراتيجيا واقتصاديا وسياسيا مهما في منطقة الشرق الوسط، مستغلة انشغال المجتمع الدولي بصراعات أخرى أشعلتها المصالح المتباينة للدول الكبرى في منطقة تعانى من مذهبية وطائفية زرعتها عن عمد قوى إقليمية لتكون الشماعة أو المشجب الجاهز دائما لتدخلها السافر في شئون دول الخليج والمنطقة العربية. مخطط إيراني ويعتمد المخطط الإيراني على إشعال الحرب المذهبية بين السنة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، لتحقق أطماع طهران في المنطقة ولا يقتصر الدعم على السلاح فقط وإنما يمتد للمال الذي يذهب للحوثيين عبر مسئولين وعناصر إستخباراتية إيرانية في الخارج ، أو يأتى عبر تحويلات إلى عناصر موالية بالداخل. ومازالت الأسلحة تأتى مهربة كما هو معتاد منذ عام 2004 والذي شهد بدايات القتال الشرس بين الحوثيين والقوات المركزية في صعدة. وتؤكد تقارير استخباراتية أن مئات الحوثيين يسافرون إلى طهران لتلقى تدريبات عسكرية على يد عناصر من فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني قرب مدينة قم فيما يتجه عسكريون حوثيون إلى لبنان للتدريب وسط صفوف حزب الله. ويلفت الخبراء إلى أن تواصل الدعم الإيراني للحوثيين يستهدف صعودهم عسكرياً ، ومن ثم تمكين نظام " الملالى من المشاركة في وضع قواعد جديدة للسياسة في الشرق الأوسط بعد غرس راياته قرب بلاد الحرمين الشريفين وتثبيت قدميه على باب المندب. نجاح قوات التحالف ويرى اللواء سابق عادل شتا أن هذا الدعم العسكري الإيراني يزداد كلما ازداد الحوثيون إرتباكا تحت وطأة نجاح قوات التحالف في دك معاقل الحوثيين وتحرير المزيد من الأراضي اليمنية ويجمع المحللون على أنه لولا الدعم العسكري الإيراني ما صمد الحوثيون أياما أمام القوة العسكرية للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وما كانت امتدت عمليتا عاصفة الحزم وإعادة الأمل حتى وقتنا هذا. وكان المتحدث السابق باسم قوات التحالف أحمد عسيري، قد أكد في تصريحات له ، أن القوات العسكرية تملك أدلة ملموسة لدعم إيران للمسلحين الحوثيين في الصراع الدائر في اليمن. وتشير الأرقام القادمة من ساحات المعارك باليمن إلى وجود أكثر من خمسة آلاف عنصر إيراني أو مؤيد لطهران يحارب مع ما يسمى بجماعة أنصار الله ( الحوثيون ) من بينهم جنود من حزب الله الشيعي اللبناني ومن الميليشيات الشيعية العراقية. وسبق للقوات الأمريكية أن اشتبهت وعلى مدى فترات زمنية متقاربة في أكثر من قافلة سفن إيرانية تنقل أسلحة إلى الانقلابيين الحوثيين قبل أن تغير تلك القوافل مسارها وتقترب من جنوب صلالة في سلطنة عمان ، في عملية خداع لا تنطلى على المراقبين للإمدادات العسكرية الإيرانية للحوثيين حيث غالبا ما تتخذ هذه السفن موقعا مختلفا عن الجهة الأساسية المقرر الوصول إليها وهى سواحل اليمن ، وبالتحديد خليج عدن ؛ الأمر الذي يزيد من حدة التوتر في المنطقة ، ويثير المزيد من علامات الاستفهام حول الأهداف الخفية من دعم طهران للحوثيين وإمدادهم بكل هذه الأسلحة ، رغم إنهم يمنيون وليسوا إيرانيين ؟ ولا يخفى على أحد الدور الذي يقوم به سلاح البحرية الإيراني وما يقدمه من مساعدات عسكرية ضخمة للمتمردين الحوثيين ونظرة واحدة على السفن الإيرانية المرابطة قرب السواحل اليمنية ، تؤكد الدعم العسكري ، وهو كما قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي دعم واضح كوضوح الشمس. قناعة تامة ويشير الخبراء إلى أن القوى الدولية أصبحت لديها قناعة شديدة الآن ، بأحقية الشرعية القانونية الدولية التي تتحرك بها السعودية في حرب اليمن وإنقاذه من يد الموالين لنظام طهران ، الذي لم يعد يستهدف اليمن بعد العراق فحسب وإنما يتطلع لدول خليجية أخرى ، تمكنه من تحقيق أطماعه الفارسية في المنطقة. وطالب الخبراء الولاياتالمتحدة والقوى الدولية الكبرى باتخاذ موقف أكثر شدة وواقعية ضد نظام طهران الذي يلعب علانية الآن في رقعة جغرافية بالغة الأهمية الإستراتيجية، متخفيا في عباءة الدعم الإنساني للحوثيين في اليمن. وهذا الموقف عبر عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بقوله " إن الولاياتالمتحدة تشاطر دول الخليج العربي موقفها الحازم من محاولات التمدّد الإيراني" ، مشيرا إلى تلك الرحلات الجوية التي تنطلق من حين لآخر من طهران إلى اليمن ، تستوجب موقفا سريعا من المجتمع الدولي لممارسة مزيدا من الضغط والعقاب على نظام طهران . مساعدات لم تعد سرية والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ؟ أين المجتمع الدولي من هذه المساعدات التي لم تعد سرية ، بل تمارس علنا ، في تحد صارخ لكل النداءات العالمية لإيران بضرورة التوقف عن هذا العبث، الذي يزيد منطقة الخليج إحتقانا وتوترا ؟. ولماذا لم تتحرك المنظمة الدولية ومجلس الأمن لفعل شيء على الأرض يجبر نظام طهران على إعادة حساباته في المنطقة ويعيد لها توازنها واستقرارها ؟ على هذا السؤال يجيب عبد الفتاح ندا الخبير السياسي والإستراتيجي بقوله : لقد أخرجت عاصفة الحزم ضد المتمرّدين الحوثيين التورط الإيراني في اليمن من دائرة المخاوف من التدخل إلى دائرة اليقين والقناعة المستقرة دوليا، بتعمد نظام طهران أن يكون متواجدا عسكريا في منطقة تسيطر عليها السعودية لوجستيا وعسكريا. ولذا فهو يريد اليوم قبل غد إفشال التحالف العسكري أو على الأقل ضمان عدم توغله لتحرير بقية الاراضى اليمنية المغتصبة حتى يتمكن نظام الملالى من بسط نفوذه الفكري والمذهبى، ومن ثم تنفيذ مخططه الشيطان بالتمدد التدريجي في دول المنطقة. وأضاف : ولذا كان متوقعا أن تعلن الولاياتالمتحدة بقيادة ترامب عن موقف صارم ضد التدخلات أو الإمدادات العسكرية في اليمن ، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء زعزعة استقرار المنطقة، لإحساسها بان هذه المساعدات العسكرية الإيرانية غير الشرعية تضر بالمصالح الأمريكية وبمصالح حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية . يذكر أن المساعدات العسكرية الإيرانية للحوثيين ليست وليدة اليوم ، وإنما تعود لسنوات مضت حيث تم في عام 2011ضبط سفينة محملة بالأسلحة الإيرانية في البحر الأحمر كانت موجهة إلى الحوثيين . وفي سبتمبر 2014، تم القبض على ثمانية بحارة يمنيين بتهمة التعاون مع إيران، وعلى اثنين آخرين كانا متهمين بالانتماء إلى الحرس الثوري الإيراني وبتدريب الحوثيين. وسبق للسلطات اليمنية أن قامت بضبط السفينة (جيهان 1) وعلى متنها شحنة أسلحة مطورة كانت في طريقها للحوثيين بعد تهريبها عبر مسلحين محليين. ومن بين هذه الأسلحة صواريخ سطح 122 ونظارات للرؤية الليلية وصواريخ كاتيوشا إم جو وقذائف صاروخية وأنظمة مدفعية تتعقب أهدافا بحرية وبرية على بعد 40 كيلو مترا إضافة إلى كواتم للصوت وأطنان من المتفجرات والذخيرة والأعيرة النارية. وبفعل المساعدات العسكرية الإيرانية ، ارتكب الحوثيون العديد من الانتهاكات في حق المدنيين، وأول الجرائم التي ارتكبوها كانت في "دماج"، وراح ضحيتها أربعة آلاف يمني في قبل ثلاث سنوات. وامتدت الانتهاكات إلى عمران، معقل قبيلة حاشد وبني الأحمر قبل أن ينتهكوا الحرمات والأعراض في المحافظات الأخرى .