مع بدء الساعات الأولى من إطلاق الهدنة الإنسانية في اليمن مع ليل أمس الثلثاء، أكدت السعودية أنها قابلة للتمديد لأكثر من خمسة أيام إن لم يتم اختراقها، فيما أعلنت إيران أمس بحسب وكالة أنباء فارس، إرسالها باخرة «إيران شاهد» لليمن، في وقت أكد فيه مراقبون أنه ليس من مصلحة طهران الهدنة الإنسانية في اليمن، وأنها ستواصل التصعيد الاستفزازي تجاه قوات التحالف. وأكد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري ل«الحياة» أول من أمس، قبل 24 ساعة من بدء الهدنة، أن «قوات التحالف لن تقبل بأي خرق للهدنة، وستعاقب من يتجاوز ذلك»، مشيراً إلى أن تقديم المساعدات من أية دولة لليمن يجب أن يُخضع للتفتيش بحسب قرار الأممالمتحدة الخاص باليمن، وأكدت الرياض أنها ستركز على العمل الإنساني في اليمن شريطة أن يتوقف الحوثيون عن استخدام السلاح. وقال الخبير في شؤون العلاقات الدولية عبدالله الطاير ل«الحياة» أمس، إن «التصعيد الإيراني في الملف اليمني ليس مستغرباً، وسبقه اختراق طائرة إيرانية الشهر الماضي أجواء اليمن على رغم الحصار الجوي المفروض على الأجواء اليمنية بتفويض دولي وفق القرار 2216». وأضاف: «إيران بعيدة جغرافياً عن اليمن، ولا تهمها مصلحة اليمنيين ولا سلامتهم، بقدر ما يهمها نفوذها في المنطقة، فإنها منذ أن توقفت «عاصفة الحزم» وهي تصعّد من خطابها الاستفزازي من أجل المزيد من توتير المشهد، فهي تراهن على طول مدة الأزمة من أجل استعداء العالم على دول التحالف». وتابع: «هي من دون شك تستخدم اليمن وسورية والعراق وحتى القضية الفلسطينية من أجل التفاوض مع دول 5+1، ليكون بيدها مفاتيح الحلول، وتثبت مكانتها كلاعب رئيس في الشرق الأوسط، وإيران لا تريد هدنة إنسانية في اليمن على رغم شعاراتها. الهدنة والتوافق اليمني لا يكون في مصلحة إيران ودورها الإقليمي، ولذلك ستواصل التصعيد والتحدي، ولا يجب أن تتاح لها فرصة المزايدة، وعلى دول التحالف أن تؤكد حزمها وحسمها ضد هذا التدخل، فليست هناك علاقة جغرافية ولا عرقية لها باليمن». من جهته، قال وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة، إن إيران طرف «في الخلاف في المنطقة، وليس في موقع المتفرج على الأحداث». وأضاف ابن طفلة ل«الحياة»: «المساعدات التي ترسلها إيران إلى اليمن، هي الشعارات المتطرفة والصواريخ والرسائل الطائفية، وإن كانت صادقة في تقديم المساعدات فالأولى بذلك شعبها الذي يعاني من العوز والفقر وهو أحوج بالمساعدات الإنسانية من أية دولة أخرى، بدلاً من الشعب اليمني الذي سيتكفل به إخوته من دول الخليج والدول الصديقة له». وكانت قوات التحالف أعلنت الشهر الماضي، قصف مدرج الهبوط في مطار صنعاء الدولي بعد اختراق طائرة إيرانية (يعتقد أنها تحمل مواد عسكرية للحوثيين) الأجواء اليمنية مخالفة شروط قوات التحالف، وأكدت مصادر عربية وقتها أن دول التحالف الذي تقوده السعودية لن تسمح بوصول إمدادات وأسلحة للمتمردين الحوثيين.