عندما كنا صغارا كنا نهتف بهذه العبارة حتى حفظناها جيدآ "طنش..تعش..تنتعش" حتى كنا نترنم في صياغتها وإيقاعها ! وتتمايل أجسادنا ورؤوسنا طربآ في تناغمها ! مع ذلك ماكنا لنفهم أو نحلل حرفآ واحدآ منها في تلك الآيام ! ولكن أين اختفت هذه العبارة في الآونة الأخيرة ؟ تقول بأنها ذابت في دوامة النسيان ! لا..لا أظنُ بأنها كامنة في أرض البستان ، وهذا اليوم سترفع غطاء التربة برأسها تريد الظهور للحياة ، لقد حان نضج العبارة في عقلي الأن ، نعم خرجت إلينا في قوة وصرامة وإصرار ، أبت إلا أن تكون درسآ في مكنون التجارب !! * نعم فهمتها مؤخرا ! فعلآ الحياة تحتاج ضربآ من التطنيش كي نعيش ! *المواقف الصعبة التي تتفاقم لهيبها ويحتدم فيها هجوم الأعداء تجاهك ، وتزداد فيها الكلمات النابية سواءً كانت بشكل مباشر أو غير مباشر تريد منك :مزيدآ من الصبر والتطنيش والإهمال . يقول أبو الطيب : لو كل كلب عوى ألقمته حجرآ لأصبح الصخر مثقالآ بدينارِ لذا أيها المبدع الناجح المنتج دعك من جفاء الفارغين الذين ليس لهم همً سوى الكلام الفارغ وتصنيف البشر والسخرية والإزدراء من شأن الرجل المعطاء ، فهم لا يريدون سوى أن تستحم في وحلهم ، فهم فارغون أقرب مايكون . "والفاضي يعمل قاضي " والعربة الفارغة أكثر جلبة من العربة المثقلة ! *من وجهة نظري أقول إن الزمن هو : التطنيش !! لأن الزمن في سيره كالتطنيش في مضيه ، فهو علاج ناجع لبعض المشاكل ، فبعض الشدائد المنصبة على عاتقك تفتقر إلى سلاح الزمن لكي تقتنص طيور الهم المحلقة في سماء عقلك…بهدوءٍ وتروى . فهنا تحتاج لإعادة ترتيب حياتك مع فترات مجزئة ! في ظل الزمن + فنِ التطنيش ستجد بأنها انحلت عقدُ من مشاكلك..تلقائيآ ! والحصيف مع مرور الأيام يكتشف دواءَ دائِه وطريقة تعامله مع الأزمات ! *الظالم (المستبد ) الذي بيده السلطة والصلاحية المطلقة تجده يتربص بك الدوائر لكي ينقض عليك إنقضاض الأسد أو يحاول بزلزال حقده أن يزعزع أبراج إنجازك…إن إستطاع إلى ذلك سبيلآ ، فهذا يحتاج إلى تهميش كي لايستوقف عربة نجاحك السائرة نحو الهدف وحتى لا يسرق منك وقتك الذي هو إكليل حياتك ورأس مالك ! فَوكَّل هنا أمرك إلى الحي القيوم ، وهنا سيحلو لك السير نحو النجاح…دون تعثر ! فقط طنش مغامراته ولاتعشها معه…ضدك ! *الذكريات الأليمة التي خضت لجتها مع صديق استأمنته فألِفته ثم خدعك ! لاتجعل تلك السوانح الموحشة تهاجمك في تذكره ومقارنة ماضيه التليد الرائع في تغيره الحاضر من خلال نزع قناعٍ لم تكن تعهد به من قبل أو كشَّر لك أنيابآ كانت جميلة وضاحكة واليوم ناصعةً من الشر ومتقطرة على ذقنه من السم الرعاف ! تناسى "وطنش" ، وابذل وسعك في إنجاز عمل مفيد ، وتعمق في مواهبك وهواياتك ،ستجد يومآ من الأيام أنك في ثوب قشيب قد نسيت مامضى وسعدت في مابقى حافلآ بالتجربة الجديدة التي نلتها دون ألمٍ وندمٍ على مافات . ألم تسمع ماقاله أبو الطيب المتنبي ؟! : فعشت ولا أبالي بالرزايا لأني ما نتفعت بأن أبالي الدنيا " لاتستحق " الإهتمام المفرط أو المهاترات الغير مجدية في حياتنا وإنجازاتنا ، لأن الدنيا مصيرها إلى زوال، وليست بدار بقاء ! فلذا طنش الهموم والأحزان وعش حياتك بأمان فقلبك أولى بالنعيم والطهارة من تلك الأدران المتكرسة على ذاكرتك الصافية وقلبك العذب ! *الذي أعتاد أن يختبر حلمك الواسع وأخلاقك الراقية فتراه يستعيد الأشياء التي تنفر منها لكي فقط يوقعك في فخ الغضب أو كي يسعد نفسه في هذا اليوم لأنه نغص يومك الهادئ ، جرب معه أيها الحاذق مهارة : التطنيش.. إذا فعلت ذلك ستجد أنك نسيت همومك بسرعة باهرة فينقلب السحر على الساحر (إن كنت متشفيآ) وليته لم يتضرر وعسى ألا يكون هذا ديدنك حاول ما استطعت أن لا تجرح مسلمآ أو تضره فأنت أعلى من الأحقاد .. ولكي تسلك سبل السلام وتسلم الصدور من المراءٍ ، من مراءٍ يجلب لك الضغائن والأحقاد ! يقول الشاعر سطام بن بتلا (بالشعبي) : لو كل غلطة تجينا مانمشيها يشيب وجه الزمان معقد حجاجه أنداري الناس ونحاول إنراضيها وغير المشاريه ماخذنا ولا حاجة قبل أن تلجأ إلى التطنيش الجأ إلى الردود اللينة التي تهضم بسهولة وسلاسة… إما لإحقاق حق أو رفع تظلم أو ماشابهها من الفوائد ،، شتم رجل أحد الصالحين فالتفت الصالح إلى الرجل وقال له: هي صحيفتك فاملأها بما شئت ! مرضي العفري رابط الخبر بصحيفة الوئام: طنش..تعش..تنتعش !!