اعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية المطرب الأهوازي المعروف غالب منابي وشقيقه حسن منابي على خلفية نشاطهما الثقافي والفني في الأهواز جنوب غربي إيران.ويتمتع المطرب والفنان غالب منابي بشعبية كبيرة في الشارع الأهوازي بسبب غنائه الوطني وصوته الجميل ونشاطاته الثقافية. وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيه السلطات الإيرانية هذا المطرب الذي اعتقل وأفراد من أسرته في عام 2005 خلال الانتفاضة الشعبية للعرب الأهوازيين احتجاجاً على تعميم حكومي دعا إلى قلب التركيبة السكانية في الإقليم وتهجير العرب من أراضيهم ليصبحوا أقلية خلال 10 سنوات. وأعادت السلطات اعتقاله مرات متعددة هو وأخيه حسن منابي خلال السنوات الماضية، لكنها وجهت إليهما هذه المرة اتهام التجسس لجهات غربية لم تشر اليها ونقلتهما الى مكان مجهول. وذكرت مصادر محلية في اتصال مع “العربية” أن الأمن الإيراني اعتقل منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حتى الآن حوالي 60 ناشطاً أهوازياً ولم يسمح لذويهم بالارتباط معهم وتعيين محامين لهم. وقال كاظم مجدم، عضو مركز مكافحة العنصريه ومعاداة العرب في إيران ل”العربية.نت” إن الحكومة الإيرانية تمنع الأهوازيين من ممارسة عاداتهم وآدابهم الثقافية العربية، كما لم تسمح لهم بالتدريس بلغتهم الأم رغم أن الدستور الايراني ينص على ممارسة هذا الحق الطبيعي للشعوب في ايران”. ويضيف مجدم أن الشعب العربي الأهوازي يواجه اليوم أكبر تحدٍّ من قبل الحكومة الايرانية التي لم تدخر جهداً لطمس هويته وثقافته العربية من خلال تهديد الفنانين والشعراء بالقتل والسجن وتوجيه اتهامات مفبركة ضدهم لمنعهم من الترويج لثقافتهم وإصرارهم على التمسك بعروبتهم وانتمائهم القومي. ويشير الناشط الأهوازي إلى أن الحكومة الإيرانية اتهمت الكثير من الفنانين من مطربين وشعراء بتحريض المواطنين وتحريك مشاعرهم القومية من خلال إقامة أمسيات شعرية وحفلات موسيقية في الأعراس والمناسبات الأخرى. وأضاف أنها تزجّ المثقفين في السجون بسبب اهتمامهم بثقافتهم وتقاليدهم العربية وبلغ توجهها العنصري حداً، حيث إنها تمنعهم من تسمية أبنائهم بأسماء عربية ما عدا أسماء أئمة الشيعة، وقد احتج الكُتاب والمثقفون الأهوازيون على هذه السياسة ولم تصغ الحكومة لهذه المطالب. وتتمتع الأهواز بأكبر احتياط نفطي في إيران، كما تشكل هذه المحافظة العربية أكبر مصدر لموارد البلاد، في حين أن الإقليم يعاني من حرمان واسع ويعد سكانه الأصليين من أكثر الشعوب فقراً في البلاد. وتعد نسبة الإعدامات السياسية في الاهواز الأعلى بين باقي الأقاليم التي يقطنها أيضاً شعوب مختلفة مثل الكرد والترك والبلوش والتركمان طبقاً لتقارير حقوقية.وفي عام 2007 أصدرت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق 22 ناشطاً في الاهواز بتهمة النشاط الداعي الى انفصال الإقليم من إيران.