أطاحت شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية "سامسونج" بمنافستها على صدارة المركز الأول، الشركة الفنلندية "نوكيا"، لتنهي بذلك 14 عاماً من احتكار الفنلنديين، المركز الأول في صناعة الهواتف المحمولة. الإنجاز الكوري لم يطل فقط شركة "نوكيا"، بل امتدت أمواجه لتطال المنافس التقليدي لشركة "سامسونج"، في الريادة وصناعة الهواتف الذكية، الشركة الأميركية "أبل"، التي تراجعت مبيعاتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بشكل واضح أمام مبيعات "سامسونج"، التي على ما يبدو أنها ظفرت بلقب أكبر مصنع للهواتف المحمولة في العالم، من حيث حجم المبيعات ونسبة التوزيع. وكانت "أبل" و"سامسونج" قد خاضتا مؤخرا محادثات ثنائية لتسوية النزاعات القضائية المستمرة بينهما منذ فترة على ملكية براءات اختراع التكنولوجية التي تستخدمها كلتا الشركتين في منتجاتهما. وقال أليكس سبكتور من شركة "ستراتيجي أناليتكس" إن شحنات سامسونج العالمية ارتفعت بواقع 253% إلى 44.5 مليون جهاز، مع نمو الطلب على هواتفها الذكية من طرز "جالاكسي نوت" و"S2" و"Y". وأرجع "سبكتور" ارتفاع مبيعات هواتف سامسونج النقالة، إلى اعتمادها على مزيج من التصميمات الأنيقة لمكونات الأجهزة مع نظام التشغيل "أندرويد"، فضلاً عن التوزيع الواسع عالميًا. ووفقًا لتقديرات مؤسسة "ستراتيجي أنالايتكس آند آي سبلاي" فإن سامسونج باعت خلال الربع الأول من العام الحالي 93 مليون هاتف محمول بما يعادل 25% من حجم السوق العالمية في حين باعت نوكيا 83 مليون هاتف محمول خلال الفترة نفسها مقابل مبيعات قدرها 114 مليون هاتف خلال الربع الأخير من العام الماضي، فيما أنهت هذه الأرقام تصدر نوكيا لسوق الهواتف المحمولة في العالم منذ 14 عامًا. وأعلنت "سامسونج" نهاية الأسبوع الماضي عن تحقيق أرباح قياسية بلغت 4.44 مليارات دولار خلال الفصل الأول من هذا العام مدفوعة بالطلب القوي على مبيعات الهواتف الذكية. فيما ساهمت مبيعات "أبل" من هواتف "آي فون" الذكية، والتي بلغت 35.1 مليون جهاز خلال الربع الأول، في مضاعفة الأرباح الفصلية للشركة الأميركية. وتراجعت مبيعات "نوكيا" الفنلندية بأكثر من النصف إلى 11.9 مليون هاتف خلال الفترة من يناير إلى مارس، لتهوي حصتها في سوق الهواتف الذكية إلى 8.2% بدلا من 23.5% خلال الفصل الأول من عام 2011م. من جهته، وعد جورما أوليلا رئيس نوكيا المستقيل بطرح مجموعة جديدة من المنتجات قبيل اجتماع مع حملة الأسهم الذين بدأ صبرهم ينفد فيما يتعلق بجهود إنعاش الشركة. وقال أوليلا في حديث نشر أمس في صحيفة فايننشال تايمز إن الشركة الفنلندية ستطلق مجموعة من الهواتف اللوحية الذكية "الهجين" لكنه لم يحدد إطارا زمنيا. وقال أوليلا الذي سيترك منصبه بعد أن أمضى 27 عاما في الشركة إن نوكيا كانت بطيئة في مواكبة ثورة الهواتف الذكية لكن الجمع بين المنتجات الجديدة وخدمات نوكيا سيساعد الشركة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تكشف نوكيا النقاب عن أول كمبيوتر لوحي تنتجه في وقت لاحق هذا العام مع طرح مايكروسوفت لبرنامجها الجديد ويندوز 8. وتراجعت نوكيا أمام أبل وجوجل في قطاع الهواتف الذكية وتعلق آمالها الآن على إطلاق نطاق جديد من الهواتف الذكية التي تستخدم برامج مايكروسوفت. وتأمل نوكيا، عبر هاتفها الذكي الجديد "لومينا 900" الدخول بقوة لاستعادة مركزها الكبير في سوق الهواتف الذكية. حيث يتمتع الهاتف الجديد، الذي طرح في الأسواق مطلع الشهر الجاري، بمواصفات عالية جدًا مثل شاشة بحجم 4.3 بوصات، وشريحة لمعالجة المعلومات بسرعة 1.4 جيجا هيرتز. ويتمتع كذلك بكاميرا أمامية وأخرى خلفية، مما يدعم تطبيقات التواصل الاجتماعي واستخدام الجيل الرابع من تقنيات الاتصال التي تعتمد على استعمال الصوت والصورة في الوقت ذاته.