صعدت القوات السورية النظامية السبت حدة عملياتها العسكرية والأمنية ضد المحتجين، قبل ثلاثة أيام من تنفيذ بشارالأسد تعهده بسحب الجيش من المناطق الحضرية تنفيذا لخطة وقف إطلاق النارالتي تدعمها الأممالمتحدة. وفي ريف حماة قتل أربعون مدنيا و11 من المجموعات المنشقة في بلدة اللطامنة بنيران القوات النظامية، فيما قتل خمسة أشخاص في بلدة طيبة الإمام جراء العمليات العسكرية. كذلك قتل أربعة مقاتلين منشقين في ريف حماة الشمالي. وفي حمص قتل تسعة أشخاص في قصف القوات النظامية على المدينة والريف، وشرطي منشق في اشتباكات في القصير. أما في ريف حلب فقد قتلت سيدة برصاص قناصة في الأتارب. وقتل ضابط وثلاثة جنود نظاميين بعد استهداف سيارتهم في ريف حلب الشمالي، وجنديان في اشتباكات. وفي ريف إدلب قتل 12 شخصا في إطلاق رصاص وقصف. وفي درعا قتل ستة جنود نظاميين في اشتباكات. وفي سياق متصل أظهرت لقطات فيديو صورها نشطاء 13 جثة عثر عليها ملقاة في شوارع حمص أمس حيث أصيب الضحايا بطلقات رصاص في الرأس بينما سالت الدماء على الرصيف. وصرخ رجل وهو يسير بجوار الجثث التي عثر عليها ملقاة على وجهها وسط برك من الدماء "اكتشفنا مذبحة في حي دير بعلبا. انظروا يامسلمين. انظروا ياعرب". وجميع الضحايا من الرجال في سن الشباب أو أواسط العمر وكانت أياديهم مكبلة خلف ظهورهم وبعضهم معصوب العينين. وقال نشطاء إنهم لا يستطيعون تحديد هوياتهم أو سبب قتلهم. وذكر سليم قباني عضو لجان التنسيق المحلية المعارضة إن بعض الجثث تظهر عليها آثار تعذيب ومن المحتمل أن يكونوا من المعتقلين، موضحا أنه لم يعثر على بطاقات هوية مع الضحايا وإنهم يحاولون التعرف عليهم. وتابع إنه يعتقد أن كثيرين منهم من سكان الحي وإن بعض النشطاء هنا تعرفوا عليهم من ملابسهم. وكان وسط حمص مسرحا لأكثر الاشتباكات دموية للانتفاضة. وحمل قباني قوات الأمن مسؤولية جرائم القتل في حمص، قائلا إن الجثث عثر عليها بحوار مدرسة استخدمها الجيش كمركز اعتقال غير رسمي. وفي حلب هاجم مقاتلون منشقون مطار منغ العسكري ليلا حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية. كما هاجم المنشقون فرع الأمن العسكري في حي حلب الجديدة. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات ليلا في مدينة عربين بين القوات النظامية ومنشقين عنها بعد خروج تظاهرات مسائية في المدينة تضامنا مع دوما وباقي المدن التي تشهد عمليات عسكرية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. وبثت تنسيقيات دمشق مقاطع على الإنترنت تظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في إشارة منهم إلى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان. وفي الزبداني في ريف دمشق، قال عضو تنسيقية الزبداني عبد عبد الرحمن في اتصال عبر سكايب إن "المدينة تعرضت منذ الصباح لقصف عنيف، وأصابت عدة قذائف منازل في المدينة". ويأتي ذلك غداة إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الهجمات الجديدة التي شنها النظام السوري على معاقل المعارضة على رغم تعهد دمشق بوقف عملياتها قبل 10 إبريل تمثل "انتهاكا" لموقف مجلس الأمن الدولي. واعتبر بان كي مون بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أن تعهد الرئيس السوري بوقف العمليات العسكرية في مهلة أقصاها 10 إبريل "لا يمكن أن يشكل ذريعة للاستمرار في القتل". وأضاف "هكذا أعمال تمثل انتهاكا للموقف الجامع لمجلس الأمن"، وفق ما ورد في خطة السلام التي أعدها عنان. وأضاف المتحدث أن الأمين العام "يأسف للهجمات التي تشنها السلطات السورية ضد المدنيين الأبرياء، بمن فيهم نساء وأطفال، على رغم الالتزامات المقدمة من الحكومة بوضع حد لاستخدام كل الأسلحة الثقيلة ضد منازل المدنيين".