دمشق، بيروت، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - خرج عشرات الآلاف في تظاهرات معارضة في مناطق سورية عدة في ما أطلق عليه ناشطون اسم «جمعة من جهز غازياً فقد غزا» للمطالبة بتسليح «الجيش السوري الحر»، وفق ما أفاد ناشطون وأظهرت مقاطع بثت على الانترنت. وواجهت قوات الجيش السوري المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والاعتقالات والمداهمات، كما لوحظ انتشار كثيف للقناصة فوق اسطح المباني. ترافق مع ذلك استمرار القصف العنيف للاحياء والمناطق التي يتمركز فيها المعارضون. وقال ناشطون وشهود إن ما لا يقل عن 40 شخصا قتلوا امس، بين مدني وعسكري. ففي مدينة حمص (وسط)، قتل عشرة مواطنين بينهم اربعة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة، وذلك إثر القصف وإطلاق النار الذي تعرضت له عدة احياء في المدينة. وفي ريف حمص، قتل جندي من القوات النظامية وانشق آخرون في اشتباكات مع مجموعات مسلحة منشقة في بلدة مهين. وجرح عشرات الاشخاص اثر اطلاق القوات النظامية النار في مدينة الحولة. وفي ريف دمشق، قتلت سيدة في منزلها في اطلاق نار عشوائي من القوات النظامية في مدينة دوما. وفي مدينة الضمير في ريف دمشق، قتل جندي في اشتباكات عنيفة مع منشقين اثناء اقتحام القوات النظامية المدينة. وقتل ثلاثة جنود نظاميين في الاشتباكات التي وقعت ليلاً في سقبا ومحيط عربين وبساتين الغوطة الشرقية. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، عثر على جثمان رجل في مدينة خان شيخون كانت القوات النظامية اعتقلته بعد منتصف الليل. وفي ريف حلب (شمال) قتل سبعة مواطنين من بينهم سيدة كما قتل اربعة جنود نظاميين في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في عندان وحريتان. وفي محافظة حماة (وسط) قتل رجل في بلدة حلفايا في ريف حماة اثر اطلاق نار عشوائي من القوات النظامية. وقدر المرصد السوري لحقوق الانسان المشاركين في تظاهرات امس ب «عشرات الآلاف رغم العمليات العسكرية المستمرة في مختلف مناطق البلاد». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس: «خرجت تظاهرات من درعا في الجنوب مروراً بدمشق وحلب وصولاً الى القامشلي ودير الزور في الشمال، لكن الأعداد تتفاوت من منطقة الى اخرى بحسب الانتشار الامني والعمليات العسكرية». في دمشق، خرجت تظاهرات طيارة في أحياء قدسيا والميدان والعسالي والقدم والمزة رغم الانتشار الامني الكثيف، نادت بإسقاط النظام وتسليح الجيش الحر، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي، الذي اشار الى مهاجمة قوات الامن المتظاهرين وتنفيذ حملة اعتقالات. ورفع المتظاهرون في حي القابون لافتات «الساحات العامة ستشهد الملايين عند سحب الحواجز». وفي ريف دمشق، رفع متظاهرون في الزبداني لافتات «كلما صعدت درجات القمع اكثر كلما كان سقوطك مدوياً»، و «لن يطبق النظام خطة انان لانها ستكون نهايته». في حلب، افاد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، بخروج 32 تظاهرة في احياء المدينة، لاسيما احياء صلاح الدين وسيف الدولة والمرجة ومساكن هانو وبستان القصر والسكري والميسر والصاخور والشعار. وقال الحلبي في اتصال مع فرانس برس، إن «أعداد المتظاهرين تتراوح بين المئات والآلاف بحسب المناطق»، مشيراً الى ان «التظاهرة الاكبر حتى اليوم سجلت في حي القصور ويشارك فيها الآلاف». واضاف ان «حي صلاح الدين تجري فيه الآن تظاهرة كبيرة جداً، اذ نجح المتظاهرون القادمون من ثلاثة مساجد مجاورة في الالتقاء في نقطة واحدة». وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد تسليح الجيش الحر»، و «ما رح نركع لو جبت الدبابة والمدفع». وطغت على التظاهرات الشعارات والهتافات المتضامنة مع مناطق ريف حلب الذي بدأت فيه عملية عسكرية واسعة النطاق للقوات السورية النظامية. وقال الحلبي إن «معظم التظاهرات ووجهت باطلاق الرصاص للحيلولة دون التقاء التظاهرات»، مشيراً الى اعتقال «أكثر من ثلاثين متظاهراً». واضاف الحلبي: «اللافت كان خروج تظاهرات في مدن تعرضت للقصف، مثل تل رفعت وحريتان وحيان» في الريف، حيث هتف المتظاهرون «خاين خاين الجيش السوري خاين». وفي حماة (وسط)، خرجت تظاهرات في احياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية من المدينة للمطالبة بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر وتضامناً مع المدن المحاصرة واجهتها قوات الامن باطلاق النار، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي. وقال ابو غازي إن احياء في المدينة شهدت اطلاق نار متقطعاً تزامناً مع موعد خروج التظاهرات بعد صلاة الجمعة، مشيراً الى تعرض كرناز للقصف عقب خروج التظاهرات فيها. وفي بلدة خطاب، أظهر مقطع بثه ناشطون تظاهرة وفي درعا (جنوب) افاد عضو تنسيقيات حوران لؤي رشدان، ان محافظة درعا «شهدت اكبر تظاهرات مقارنة مع الاسابيع الماضية». واوضح رشدان ان «ازدياد حدة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش وغضب السكان من عدم تسليم القوى الامنية جثث القتلى الى ذويهم، واعتماد النظام سياسية حرق المنازل، ولدت غضباً شعبياً كبيراً في المحافظة». وقال رشدان إن آلاف المتظاهرين خرجوا في بصر الحرير بالآلاف، ومدينة ابطع التي التقى المتظاهرون الخارجون من مختلف مساجدها في ساحة واحدة، ومدينة الحارة، والغارية الغربية. وقال رشدان ان قوات الامن «هاجمت المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم في النعية وانخل ودرعا المحطة».