دمشق، بيروت - أ ف ب، رويترز - تواصلت أمس العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية والاقتحامات والاشتباكات مع منشقين في عدة مناطق من سورية. وصعد الجيش السوري عملياته، لا سيما في محافظة حماة حيث أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل أكثر من 40 مدنياً خلال محاولة الجيش اقتحام بلدة اللطامنة في المحافظة ليصل عدد قتلى السبت إلى 95 شخصاً، بينهم 67 مدنياً و12 جندياً نظامياً و16 منشقاً. ويأتي هذا التصعيد العسكري مع اقتراب المهلة المحددة لوقف العمليات العسكرية في 10 الشهر الجاري. وأعلن «المرصد السوري» مقتل 40 مدنياً وتسعة مقاتلين منشقين في بلدة اللطامنة في ريف حماة (وسط) بنيران القوات السورية. كما قتل خمسة أشخاص في بلدة طيبة الإمام جراء العمليات العسكرية. وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة أبو غازي «تحركت ليلاً مدرعات الجيش إلى محيط المدينة، وقصفتها من بعد، ثم تقدمت فيها ببطء في ظل مقاومة خفيفة وسيطرت عليها وبدأت فيها حملة ترويع». وقال أحد سكان بلدة اللطامنة أبو درويش في اتصال مع «فرانس برس» إن «القوات النظامية دخلت صباحاً إلى البلدة وبقيت فيها حوالى ثلاث ساعات قبل أن تعود وتنسحب بعدما ارتكبت مجزرة بحق السكان». وفي بلدة طيبة الإمام في ريف حماة التي اقتحمتها القوات النظامية صباحاً بحسب ناشطين، قتل خمسة مدنيين جراء العمليات العسكرية. وقتل أربعة منشقين في مناطق ريف حماة الشمالي، وفقاً للمرصد. وفي مدينة حماة، اقتحمت القوات النظامية حي القصور، بحسب أبو غازي الحموي الذي أشار إلى أن «عناصر الأمن أحرقوا بيتاً لناشط معارض في الحي». وأضاف الحموي: «أن أحياء عدة في حماة شهدت ليلاً اشتباكات متزامنة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر». وفي حمص (وسط) قتل تسعة أشخاص في قصف القوات النظامية على المدينة والريف، وشرطي منشق في اشتباكات في القصير. وفي ريف حلب (شمال) قتلت سيدة برصاص قناصة في الأتارب. وقتل ضابط وثلاثة جنود نظاميين بعد استهداف سيارتهم قرب بلدة حريتان في ريف حلب الشمالي، وجنديان في اشتباكات مع منشقين. وعثر على جثامين عشرة مواطنين تحت الأنقاض في بلدة حريتان التي تعرضت للقصف أول من أمس، وفقاً للمرصد. وهاجم مقاتلون منشقون مطار منغ العسكري ليل أول من أمس حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية. كما هاجم منشقون فرع الأمن العسكري في حي حلب الجديدة. ولم يفد المرصد السوري بوقوع قتلى. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات ليل أول من أمس في مدينة عربين بين القوات النظامية ومنشقين عنها بعد خروج تظاهرات مسائية في المدينة تضامناً مع دوما وباقي المدن التي تشهد عمليات عسكرية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. وبثت تنسيقيات دمشق مقاطع على الإنترنت تظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في إشارة إلى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وفي الزبداني في ريف دمشق، قال عضو تنسيقية الزبداني عبد عبد الرحمن في اتصال مع «فرانس برس» عبر سكايب إن «المدينة تعرضت منذ الصباح لقصف عنيف، وأصابت عدة قذائف منازل في المدينة». وأكد المرصد تعرض سهل الزبداني للقصف، من دون الإشارة إلى وقوع قتلى. وفي ريف حمص (وسط)، أفادت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية تقصف القرى والمزارع المجاورة لمدينة الرستن في ريف حمص بعد أن نزح «ثمانون في المئة» من سكان المدينة نتيجة القصف إلى هذه المناطق المجاورة. وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله إن «القوات النظامية تحاول اقتحام مدينة الرستن من مدخلها الشمالي، وتدور اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر في ظل تساقط الصواريخ على وسط المدينة». وأضاف أن مدينة القصير والقرى المجاورة لها المحاذية للحدود مع لبنان تعرضت منذ منتصف الليل وحتى ساعات الفجر الأولى لقصف القوات النظامية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات اندلعت السبت بين القوات النظامية ومنشقين بالقرب من مدينة القصير في ريف حمص بمحاذاة الحدود مع لبنان، أسفرت عن مقتل جنود نظاميين وإصابة حافلة لبنانية تنقل زواراً إلى العراق. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «هاجم عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة نقطة عسكرية أمنية يقول ناشطون في المنطقة إنها تعيق نقل الجرحى إلى لبنان، فدمروها وقتلوا من كان فيها من عناصر»من دون أن يحدد عدد القتلى. وأضاف: «اندلعت اشتباكات اثر ذلك وتبادل لإطلاق النار أدى إلى إصابة حافلة لبنانية في النقطة الحدودية». وأفادت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية تقصف القرى والمزارع المجاورة لمدينة الرستن في ريف حمص بعد أن نزح «ثمانون في المئة» من سكان المدينة نتيجة القصف إلى هذه المناطق المجاورة. وقال هادي العبد الله إن «القوات النظامية تحاول اقتحام مدينة الرستن من مدخلها الشمالي، وتدور اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر في ظل تساقط الصواريخ على وسط المدينة». وعثر على جثامين 13 مواطناً في حي دير بعلبة، وفقاً للمرصد. وفي درعا (جنوب) قتل ستة جنود نظاميين في اشتباكات مع منشقين. وفي ريف إدلب (شمال غرب) قتل 12 شخصاً في إطلاق رصاص وقصف. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في مواقع عدة من هذه المنطقة المتاخمة للحدود مع تركيا، والتي تركزت فيها في الأسابيع الماضية العمليات العسكرية للقوات النظامية. وأشار المرصد إلى تعرض قرى قريبة من مدينة جسر الشغور للقصف.